بعث جلالة لملك المفدى محمد السادس حفظه الله “برقية تعزية ومواساة” إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، إثر وفاة رئيس الدولة السابق، عبد القادر بن صالح.
وجاء في برقية جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه : “تلقيت ببالغ التأثر نبأ وفاة الرئيس الأسبق للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، المرحوم عبد القادر بن صالح، أحسن الله قبوله إلى جواره، مشمولا بالمغفرة والرضوان.” في وقت يمر البلدان المجاوران بأزمة دبلوماسية خطرة، أخرها قرار غلق المجال الجوي الجزائري على الطائرات المغربية.
وأضاف جلالة الملك المفدى حفظه الله : “وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب لكم، ومن خلالكم لأسرة الفقيد، وللشعب الجزائري الشقيق، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة في هذا المصاب الأليم، سائلا العلي القدير أن يتقبله في عداد الصالحين من عباده وأن يجزيه خير الجزاء على ما أسداه لوطنه من جليل الخدمات، وأن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
واستحضر جلالة الملك المفدى: “الروابط الخاصة التي كانت تجمع الفقيد بالمغرب، سواء خلال فترة النشأة والدراسة بمدينة وجدة، أو في مرحلة النضال من أجل استقلال الجزائر الشقيقة. كما يسجل التاريخ أنه طبع مرحلة هامة من تاريخ الجزائر الحديث.”
وقبل أيام، بعث جلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله ، “برقية تعزية ومواساة” إلى الرئيس عبد المجيد تبون، إثر وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وكان بن صالح، وهو من مواليد 24 نوفمبر 1941 بولاية تلمسان (غرب) قد تولى في 4 إبريل 2019 مهامه كرئيس للدولة طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور عقب تصريح المجلس الدستوري المتعلق قبل ذلك بأيام باعلان الشغور النهائي لمنصب رئيس الجمهورية تبعا لاستقالة بوتفليقة.
وانتهت مهمته في هذا المنصب عقب انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية يوم 12 ديسمبر 2019، وفق موقع الإذاعة الجزائرية.
بعدها أخطر بن صالح، في رسالة وجهها للرئيس تبون، برغبته في إنهاء عهدته على رأس مجلس الأمة في 04 يناير 2020.
وتوفي الأربعاء الماضي، رئيس الدولة السابق، عبد القادر بن صالح، بعد أقل من أسبوع على وفاة رئيس الجمهورية السابق، عبد العزيز بوتفليقة.
ويوم الخميس، وري الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) جثمان الراحل عبد القادر بن صالح، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 80 سنة، بحضور رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
ويرى مراقبون ان جلالة الملك المفدى حفظه الله يعطي اهمية خاصة للجوانب الإنسانية بغض النظر عن الخلافات السياسية.
وفي قرار مفاجئ أعلنت الجزائر الأربعاء الماضي إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المغربي، عسكرياً كان أو مدنياً، كاستمرار للتصعيد الحاصل منذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع جارتها الشرقية. في وقت تزيد فيه الأسئلة حول دوافع هذا القرار وآثاره، كما عن مستقبل الأزمة بين البلدين.
كانت الجزائر أعلنت في 24 آب/أغسطس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط لاتهامها بارتكاب “أعمال عدائية” بعد أشهر من التوتر بين الدولتين كما اتهمت السلطات الجزائرية الرباط بالتورط في حرائق الغابات الأخيرة لكن الحكومة المغربية نفت التهم.
وأعرب المغرب عن “الأسف لقطع العلاقات الدبلوماسية غير المبرّر إطلاقا”، مؤكدا أنه “يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها”.
وتشهد علاقات الجارين توترا منذ عقود، خصوصا بسبب ملف الصحراء المغربية الشائك حيث تدعم الجزائر الانفصاليين فيما حققت الرباط نجاحات دبلوماسية باعتراف عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة بسيادة المغرب على اقليم الصحراء.
وكان العاهل المغربي محمد السادس دعا نهاية تموز/يوليو تبون إلى “تغليب منطق الحكمة” و”العمل سويا على تطوير العلاقات الأخوية”. فيما شددت الحكومة الجزائرية انها لا تقبل دعوات الحوار لإعادة العلاقات الدبلوماسية.
وحاولت دول مثل مصر وفرنسا التوسط لانهاء الأزمة بين المغرب والجزائر لكن يبدو ان الخلافات باتت عميقة مع إصرار الجزائر على توتير الأجواء لتصدير أزماتها الداخلية.
وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر عام 1976 بعد دعم الأخيرة لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وكانت الحدود أغلقت رسميا بين الدولتين في 16 آب/أغسطس 1994.