بين فرحة الأرجاء المغربية واحتفاء القارة الأفريقية والعربية، خطت الكرة المغربية خطوات تاريخية لا يمكن إنكارها: تتويج منتخب الشبان بكأس العالم في تشيلي على حساب الأرجنتين، والوصول بنصف نهائي مونديال قطر لأول مرة، وبلوغ بوديوم الألعاب الأولمبية في باريس. نجاحات جعلت المغرب مركز اهتمام الإعلام العالمي، لكنها لم تمر دون استثارة الحساد، حتى من بعيد… من قلب الخليج.
في حلقة حديثة من برنامج “المجلس” على إحدى القنوات القطرية، برزت تصريحات صادمة لما يمكن وصفه بمحاولة التشويه الممنهج: محلل كويتي اتهم المغرب بتزوير أعمار لاعبي منتخب الشبان، متجاهلاً كل الإنجازات الملموسة على الأرض، والمصداقية الكبيرة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي يشهد لها العدو قبل الصديق باحترافية عملها.
لكن لماذا تأتي هذه الاتهامات الآن؟ هل هو مجرد حقد على الإنجازات، أم محاولة للتقليل من شأن الكرة المغربية أمام جمهور عربي واسع؟ وهل ينسى البعض أن هؤلاء اللاعبون معظمهم مولودون في أوروبا ويحملون خبرات حقيقية تؤهلهم للمنافسة على أعلى المستويات؟
الأمر الأكثر إثارة للدهشة أن هذه الاتهامات جاءت بالتزامن مع بطولة كأس العرب، وكأن هناك حملة منظمة لتقويض الصورة المغربية، رغم أن المغرب حصل على شرف تنظيم مونديال 2030، اعتراف عالمي صريح بكفاءة مؤسساتنا الرياضية.
وهنا تتوالى الأسئلة: هل تستمر بعض الأصوات في محاولة الطعن في الإنجازات الوطنية لأسباب سياسية أو شخصية؟ وما مدى تأثير مثل هذه الادعاءات على معنويات اللاعبين والجمهور؟ وهل سيجد الإعلام العربي نفسه مضطراً للتمييز بين النقد الرياضي البناء وبين الهجوم الشخصي الحاقد؟
في النهاية، لا يمكن إخفاء الحقيقة: الكرة المغربية تصنع تاريخاً، وتعيد ترتيب مكانة العرب والأفارقة في الملاعب العالمية، حتى لو حاول البعض تزييف الصورة، أو المزاودة على النجاح. إن التساؤلات حول العمر مزيفة، بينما الإنجازات حقيقية، والنجاحات مستمرة… وربما هذا هو ما يزعج بعضهم أكثر من أي شيء آخر.