إلى اللذين يحرفون الكلم عن مواضعه خطأً أو قصداً.

0
254

بقلم : المكي أبو الشمائل

إن الرد على الذين يتحدثون عن الإسلام  من منطلق العلم الوضعي لتحربف الكلم عن مواضعه يقتضي القول بأن حجتهم داحضة – إن كان لهم من حجة – طالما أن هناك أدلة تشهد على  هؤلاء بمعرفة ناقصة بدين الله- إن كان لهم أيضا من معرفة تذكر- وبفهم غير صحيح للعلم الذي يستشهد به منتقدو الإسلام قرآنا وحدبثا وعقيدة وشريعة.

ولو كان الذي أرد عليه هنا بسبب إنكاره لأهمية الدعاء مطلعا على ما جاء في القرآن والحديث من حث على الدعاء الذي به تقضي الحوائج وتحل المشاكل، لما تكلم بكلام فاسد مردود في موضوع الدعاء والتضرع إلى الله اللذين هما من الأهمية بمكان في الإسلام، فالدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما ورد ذلك في الحديث الشريف، ومصداقا لقول الله تعالى : ” قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم، فقد كذبتم فسوف يكون لزاما “، الآية. 

ومن لم يكن على اطلاع علي حقاىق الإسلام قرآنا وسنة، فالأفضل له أن يلوذ بالصمت ليشتغل فقط بالتعلم والتفقه بدل أن يضل الناس بعلم لا يتقنه ولا يفهم مجال تطببقه.

إن سلوك طريق التفقه في الدين لا محالة خير لمن أراد أن يهتدى إلى الحق وهو مؤمن ومن تضليل غيره بالباطل من منطلق أيديولوجي اتباعا ومحاكاة لجهات مغرضة مشبوهة هدفها النيل من الإسلام.

فهناك، كما يعلم الراسخون في العلم، أبواق موجهة إليه من كل مكان يخطب أدعياء العلم ذوو النوايا السيئة من خلالها لإيقاف انتشار الاسلام، والحقيقة أنه يزداد انتشارا في كافة أنحاء المعمور بأدن الله تعالى، رغم أنوف الماسكين بالمعاول التي تعمل على هدمه بلا كلل أو ملل منذ ردح من الزمان، ورغم أنوف أشخاص باعوا أنفسهم للشيطان بعد ان قبضوا الثمن ولقنوا الدرس، خانعين خاضعين كتلاميذ مجتهدين، يساعدون على الوصول إلى تلكم الغاية الخبيثة، ألا وهي هدم الإسلام، بشتى وسائل الهدم والكيد والدس والكذب والادعاء والتشهير، كمانعلم.

بيد أن الجهود المضنية لتلك الجهات المغرضة، والتي تكلف أصحابها غاليا، تذهب دائما أدراج الرياح نظرا لكون هؤلاء لا يستطيعون إيقاف المد الإسلامي المبارك وانتشار الدين الذي ارتضاده الله دينا خالصا لعباده ليخرجهم به من ظلمات الكفر والوهم والشك والحيرة والتعاسة إلي نور الهداية الربانية الكاشفة للغطاء  والضامنة للسعادة بفضل الله، ومن عبادة الطاغوت المهلكة الآثمة إلى عبادة الله الخالق الرازق ذي القوة المتين، ومن العبودية الفاسدة المدمرة، عبودية البشر وعبودية الآلهة المتعددة وما في ذلك من خسران مبين، إلى عبودية الله الواحد الأحد، أى عبودية التوحيد والتحرر والانعتاق الضامنة للسعادة البشرية دنيا وأخرى. 

جهود مبذولة سدى من قبل هؤلاء، ونصر وتمكين من قبل الله تعالى، كل ذلك هو بمثابة درس بليغ لمن ألقوا السمع وهم شهداء، وللذين هم بآيات ربهم موقنون، وفي ذلك خير دليل- إن كان الأمر بحاجة إلى دليل- على أن الله موهن كيد الكائدين، وأن الذين يحاربون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم، وفي هذا المعنى يقول عز من قائل : 

– وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا،

– إن الله لا يصلح عمل المفسدين،

– يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون،

– يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، الخ. 

واود في هذا الصدد، حرصا على نيل الثواب من عند الله، تقديم نصيحة غالية إلى من يريد أن يهتدي إلى حقيقة الإسلام لينور قلبه بها ويبتعد عن ظلمات الوهم والشرك المهلكة، فأقول بأنه لا يجوز تلقي هذه الحقيقة من المستشرقين وممن لف لفهم واتبع سبيلهم من أصحاب الأقلام المأجورة الذين قبضوا ثمن التضليل، فكلهم ماضون في طريق الضلالة والتحريف والتحامل والتضليل، لأن هؤلاء لو كانت الهداية قد سبقت لهم من الله لكانوا قد اهتدوا ألى هذه الحقية، ولكانواقد آمنوا كلهم جميعا. 

ولو شئت لذكرت اسماء اولئك الذين يضلون المسلمين بغير علم ولا كتاب منير، لأنهم معروفون لا يخفون على المتتبعين لهذه القضية، فهم معروفون كمأجورين، جاهلين، سطحيين، حاقدين، ناقمين، متفيقين، متنطعين، الخ.

فالعلم إذن، خاصة العلم بالإسلام، يؤخذ من أفواه رجاله، وهم معروفون أيضا من حيث مكانتهم العلمية كمشايخ أجلاء وكمصابيح هدى وكأصحاب استقامة وصلاح… 

ومن غير أن أكون انتقائيا في اختياري تحت تأثير أيدولجيا ما، فإني، على سبيل المثال لا الحصر، من بين مشايخ الإسلام، ومن غير ترتيب زمني، أنوه في اختيار القراءة  بالراغب الأصفهاني ( في كتابه تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين ) وبعبد الرحمن بن الجوزي وبابن قيم الجوزية وبالشيخ محمد متولي شعراوي وبالشيخ محمد الغزالي وبالدكتور محمد البهي وبالدكتور محمد عمارة رحمهم الله جميعا، وبالدكتور آبراهيم الخولي، وبالدكتور محمد راتب النابلسي، وبغيرهم كثير، وذلك مع الإشارة إلى أن هؤلاء المشايخ والدعاة مختلفو التوجه والتخصص لكنهم ينهلون من معين واحد. 

وأما الذين يريدون معرفة الإسلام بالرجوع إلى كتب الدكتور محمد شحرور غفر الله له و كتب السيد القمني، أو بالاستماع إلى وحيد حامد وإسلام البحيري والدكتورة وفاء سلطان والدكتور خالد منتصر والمستشار أحمد ماهر، او بقراءة  كتابات جيزل حليمي والدكتورة فاطمة المرنيسي غفر الله لها، أو بما أخذوه عن  خديجة المسدالي بمدرجات كلية الآداب، أو بقراءة كتاب خديجة الوطار او بالا ستماع إلى الكافر المغربي المدعو نوستيك، فلن يعرفوا من الإسلام إلا القشور، ولن يزدادوا منه إلا بعدا، إذ دين الله يؤخذ من المشايخ العارفين الدالين عليه بالمعرفة الحقة، كما سبق ذكره، لا من الملحدين والعلمانيين الجاهلين به والحاقدين عليه لحاجة في أنفسهم. وفي هذا الصدد يقال، والقول حق وصدق، بأن فاقد الشىء لا يعطيه. 

إن أجل الله لآت، وإن الساعة آتية لا ريب فيها ليقوم الناس لرب العالمين، ويقوموا ليوم الدين، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا. 

فيوم الندامة والحسرة هذا يجب الإعداد له ولدار الجزاء، ويحب الاستعداد لذلك بالأيمان وترك الكفر، وبالعمل الصالح المقرون بالإيمان وهذا ما لا يعرفه- وا أسفاه- المذكورة أسماؤهم آنفا. 

فهاهنا تأول للآيات القرآنية بقصد الحث على التدبر طلبا للنجاة. 

طالعوا، إن شئتم، على سبيل المثال والانتقاء، كتب رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده، والإسلام عقيدة وشريعة للشيخ محمود شلتوت، ومطلع النور لعباس محمود العقاد، والنبي محمد نبي الأنبياء وإنسان الإنساية لعبد الكريم الخطيب، والعواصم من القواصم للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري، وكتاب مبحث في علوم القرآن، وكتاب علوم الحديث ومصطلحه للعلامة الدكتور صبحي الصالح، وكتاب روح الدين الإسلامي لعفيف عبد الفتاح طبارة، رحمهم الله أجمعين، وتعالوا آنذاك ناقشوا قضايا الإسلام عن اطلاع ممتاز، وعن جدارة واستحقاق، أى بعد حصولكم على المعرفة الصحيحة المتعمقة في دين الله وسنة نبيه، وعن القرآن كيف نزل وكيف وصل إلينا، وعن الصحابة، الذين يتعرضون للتقول بغير علم، فعسى أن تجدوا ساعتئذ مستمعين إليكم، متبعين مسترشدين مهتدين، فتحصلوا على ثواب تحصيل ميراث النبوة، وهو العلم. 

وأخيرا، فلا مناص لي من الاعتذار هنا عن صرامة الرد على المغرضين من أدعياء العلم، ورعم أنني لا أنسى ضرورة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أمرنا الله تعالى بذلك في القرآن الكريم، فإن صرامة من هذا القبيل تصبح لازمة وملزمة للداعية كلما تعلق الأمر بأقلام مأجورة تريد هدم دين الله وبمن يدعون في الإسلام مععرفة وهم في الحقيقة ليسوا  على شىء مما كسبوا.

عادة لا أحب الجدل الكلامي والخلط بين أمور لا ينبغي الخلط بينها، كما لا ينبغي إقحام التاريخ والسوسيولجيا وعلم النفس لمجرد البرهنة على معرفتها من منطلق مدرسة محمد أركون وتلامذته. 

إن أخض في جدل من هذا القبيل  يحصل ذلك وأنا مكره وأفعل على مضض، لا لقصور في المعرفة عندي ولكن لعدم توفري على الفراغ ولضرورة مراعاة ظروفي الصحية. 

فليس الإسلام عموما بمحتاج إلي هذه التخصصات، بل العكس.

ولا يفاجئني موقف من يريدون إخضاع كلام الله وكلام رسول الله إلى مناهج ”  العلوم الإنسانية ” ما دمنا قد تعودنا على موقف مشبوه من هذا القبيل لكونه يعب من مدارس الاستشراق والإلحاد والعلمانية ودعوى الحداثة، وكل هذه الدعاوى شر كلها  حسب ما هو متوفر لدى من دلائل على ذلك، خاصة أنني كتبت في هذه المواضيع عن اطلاع ودراية. 

ولمعلومات من يهمهم هذا التعليق، فإني متخصص في العلوم الإنسانية، وتحديدا في علم النفس الاكلينكي، وهي علوم لي فيها مشاريع نظريات إحداها قي علم الاجتماع ومشروع نظرية أخرى في علم النفس أنتقد فيها مدرسة التحليل النفسي وعقدة أوديب، وفي ذلك أكاذيب فرويد وأخطاؤه، روج لها باسم العلم وهي ليست من العلم في شىء، كما أبين في هذه النظرية ايضا، بتواضع العلماء، خطأ العالم هانز سلى حول آفة التوثر.

وستظهر هذه الأعمال استقبالا، إن شاء الله، إن كان في العمر بقية.

وهناك خطا شائع في مجال الدين يرتكبه الكثير عندما يتكلمون في الاديان فييتحدثون، خطأ، عما يسمونه بالديانات السماوية، والصحيح في هذا الصدد هو أنه لا وجود لشىء اسمه الديانات السماوية، بل هناك دين واحد هو الإسلام، وهو الدين الذي كان عليه كافة الرسل والأنبياء بمن فيهم إبراهيم عليه السلام، وذلك مصداقا لقول الله تعالى :

إن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، الآية.