48 ساعة مرت على واقعة من أبشع الوقائع الإجرامية التى حدثت بداية 2022 وهى جريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد التي كانت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان بكل من تيزنيت وأكادير، حيث أمر مساء اليوم الأربعاء ،قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف، المكلف بالإرهاب لدى محكمة الاستئناف، بإيداع المتهم خ . ف (31 عاما) بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية بمدينة سلا لوضعه تحت الملاحظة.
المحكمة قررت تكليف فرقة خاصة من المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وبالتنسيق مع الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط، نقل المتهم قاتل السائحة الفرنسية بتيزنيت، إلى مستشفى الأمراض العقلية بسلا، وذلك للخضوع للعلاج والتحقق من قواه العقلية.
جاء قرار قاضي الحقيق بإيداع قاتل سائحة فرنسية بتيزنيت والاعتداء على سائحة بلجيكية بأكادير، بسبب تصريحاته خلال التحقيق معه بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على أنه ما قام به من وحي الشيطان، إذ هو الذي أمره بأن يقوم بالاعتداء على الغربيين ويهاجمهم بواسطة السلاح الأبيض.
ووفق المصادر المتطابقة ، أن المتهم قال كلام غير مفهوم وهلوسة خلال أطوار التحقيق، ما يؤكد أن به خلل عقلي، حيث قال أن جميع تصرفاته عبارة عن أوامر وتوجيهات يتلقاها من “أصوات” مصدرها مسؤولون كبار في حكومات من القوى الغربية. وأضاف المتهم خلال التحقيق معه، أن هذه “الأصوات” تطلب منه أن يعيش في حالة غير صحية وغير نقية وذلك عن طريق جعل ملابسه متسخة بل وحتى تدنيس نسخة من القرآن الكريم بواسطة الغائط. :
وكانت النيابة العامة؛ قد أسندت التحقيق في هذه القضية التي تعود فصولها الى يوم السبت الماضي؛ إلى المكتب المركزي للابحاث القضائي، لوجود “شبهة دوافع إرهابية” وراء الجريمة.
وقالت إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المتخصص في قضايا الإرهاب، تولى التحقيق في هذه القضية تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.
وأضافت “أن هذا الاختصاص موكول لمحكمة الاستئناف بالرباط لوجود شبهة دوافع إرهابية” وراء الجريمة، مشيرا إلى أن “البحث هو الذي سيكشف ذلك”.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أعلنت، السبت، توقيف شخص (31 عاما) في مدينة أكادير (جنوب) “يشتبه بتورطه في ارتكاب جريمة القتل العمد ومحاولة القتل العمد التي كانت ضحيتها مواطنتان أجنبيتان بكل من تيزنيت وأكادير” (جنوب).
وبحسب التحقيقات الاولية، يبلغ الجاني من العمر 31 سنة، وتم إلقاء القبض عليه بعد أن رصدته كاميرا محل تجاري بالسوق البلدي بتزنيت وهو يعرض مواطنة أجنبية لاعتداء جسدي مفضي للموت بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن يلوذ بالفرار ويتم توقيفه بمدينة أغادير بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية وخضعت لعملية جراحية تكللت بالنجاح، وحالتها الصحية مستقرة، بحسب وسائل إعلام محلية.
وكشف مسير المقهى الذي شهد الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له سائحة بلجيكية، أن الجاني كان يحمل “ساطورا”، مشيرا إلى أن الحارس الخاص بالمقهى تدخل أثناء محاولة الجاني قتل السائحة البلجيكية، حيث قام بطرحه على الأرض وتثبيته إلى أن حضرت السلطات.
وتبلغ السائحة الفرنسية ضحية الاعتداء في مدينة تزنيت من العمر 78 سنة، وكانت تداوم رفقة زوجها على زيارة مدينة تزنيت منذ حوالي 15 سنة.
وكانت الضحية تعتزم رفقة زوجها مغادرة مدينة تزنيت صوب مدينة طاطا بأقصى الجنوب المغربي، والتي تبعد بحوالي 234 كيلومترا، قبل أن تلقى حتفها بمستشفى تزنيت متأثرة بجروح خطيرة على مستوى العنق، إثر تلقيها لضربة بواسطة سلاح أبيض، بعدما كانت تتبضع في السوق البلدي، بعد زوال يوم السبت.
من جهتها نصحت الخارجية الفرنسية، الإثنين، رعاياها في المملكة “بتوخي الحذر في الأماكن العامة والتنقلات بالمغرب، في أعقاب الاعتداء الذي أدى إلى وفاة سائحة فرنسية بتيزنيت”.
وقعت هذه الجريمة، السبت، داخل سوق في المدينة القريبة من أكادير حيث اعتدى المشتبه به على فرنسية تبلغ 79 عاما موديا بها، وفق ما أوضحت الشرطة مرجحة حينها “فرضية الاعتداء بغرض السرقة في هذه المرحلة من البحث”.
وأوقف المشتبه به في وقت لاحق، مساء السبت، بأكادير “بعدما حاول ارتكاب اعتداءات جسدية في حق زبائن مقهى بالشريط الساحلي، من بينهم ضحية من جنسية بلجيكية تم نقلها إلى المستشفى”.
أشارت الشرطة يومها إلى أن المشتبه به “سبق إيداعه بجناح الأمراض العقلية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت، لمدة شهر”.
ظل المغرب بمنأى عن هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة حتى أواخر 2018 عندما قتلت سائحتان اسكندنافيتان ذبحا في ضواحي مراكش (جنوب)، في عملية نفذها موالون لتنظيم “داعش” الإرهابي من دون أن يعلن التنظيم تبنيها.
وحكم على القتلة الثلاثة وشريك رابع لهم بالإعدام في هذه القضية.
وتعلن السلطات المغربية من حين لآخر تفكيك خلايا إرهابية موالية لـ”داعش” خصوصا، وفاق عدد الخلايا التي تم تفكيكها الألفين منذ عام 2002 مع توقيف أكثر من 3500 شخص، وفق معطيات رسمية.
كانت آخر العمليات المعلن عنها رسميا أسفرت عن إحباط شرطة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية هجوما “إرهابيا” وتوقيف المشتبه بالتخطيط له، في سلا قرب العاصمة الرباط منتصف الشهر الماضي.
كذلك أوقفت مصالح الأمن 25 شخصا يشتبه في موالاتهم تنظيم “داعش” في مدن مختلفة مطلع ديسمبر.