ابتهال أبو سعد: من البرمجة إلى السياسة – هل ضحت بمستقبلها لأجل قضية فلسطين؟

0
192

ابتهال أبو سعد، المهندسة والمبرمجة المغربية التي تخرجت من جامعة هارفارد الأمريكية، هي واحدة من أبرز الشخصيات التي لفتت الأنظار في مجال الذكاء الاصطناعي. عملت في شركة مايكروسوفت، حيث كانت جزءًا من الفريق الذي طور تقنيات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن بدلاً من أن تستفيد من هذه الفرص العلمية الهائلة لتعزيز مكانة المغرب والعالم الإسلامي، قررت أن تنخرط في الأنشطة السياسية، وتبني مواقف معادية لإسرائيل. فما الذي دفعها إلى اتخاذ هذا القرار؟ وهل يمكن اعتبار ما فعلته خطوة في الاتجاه الصحيح، أم أن هناك ضياعًا لمستقبل بلد كامل في سعيها للظهور على الساحة السياسية الدولية؟

البداية: ابتهال، التي وُلدت في الرباط عام 1999، حصلت على منحة دراسية من الولايات المتحدة الأمريكية، فتمكنت من دخول جامعة هارفارد حيث تخصصت في علوم الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي. كانت إحدى المشاركات في برنامج “تيك غيرلز” الذي يهدف إلى تعزيز المهارات التقنية لدى الفتيات في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنه بدأت مسيرتها التي يبدو أنها ستكون موجهة لتقديم إضافة حقيقية لبلدها.

التناقضات في مسيرتها: ولكن المفاجأة تكمن في اختيارها لمواقف سياسية على حساب العلم والتقدم التقني. فبدلاً من أن تستخدم مهاراتها التكنولوجية لصالح بلادها، اختارت أن تنخرط في أنشطة مناهضة لإسرائيل، إذ استغلت الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس مايكروسوفت لتوجيه انتقادات حادة لها بسبب تواطؤها مع الاحتلال الإسرائيلي.

أسئلة مشروعة: لماذا قررت ابتهال الانخراط في النشاطات السياسية بدلاً من الاستفادة من الفرص التي كانت متاحة لها لتطوير مهاراتها العلمية؟ ألم تكن الفرص التي حصلت عليها من الولايات المتحدة ومايكروسوفت قادرة على تعزيز مكانة المغرب في المجالات العلمية والتكنولوجية؟ هل كانت هذه خطوة تحسب لها أم أنها كانت تمثل تراجعًا عن مسيرتها المهنية لصالح أهداف سياسية؟ وهل كان من الأجدر بها أن تعود إلى بلادها وتستخدم علمها وتقنياتها للمساهمة في النهضة الوطنية بدلاً من أن تصبح جزءًا من الحراك السياسي الدولي؟

الانتقادات للمواقف السياسية: لقد صرحت ابتهال في مناسبات عديدة أن عملها في مايكروسوفت قد أصبح يساهم بشكل غير مباشر في دعم الاحتلال الإسرائيلي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في مراقبة الفلسطينيين. وعلى الرغم من أن الانتقادات التي وجهتها إلى مايكروسوفت قد تكون مستحقة من ناحية أخلاقية، فإن العديد من الأسئلة تظل قائمة حول مدى تأثير هذه المواقف السياسية على مستقبلها العلمي والشخصي. هل فعلاً كان بإمكانها أن تحقق نجاحًا أكبر في مجالها لو تركزت على تطوير تقنيات جديدة تخدم البشرية بدلاً من أن تدير ظهرها للفرص التي قدمتها الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت؟

النقطة الأساسية في الموضوع: من المفترض أن تكون إسهامات الشخصيات البارزة في العلم والتكنولوجيا سلاحًا للخير وليس للجدل السياسي. ولكن مع ظهور مواقف مثل تلك التي اتخذتها ابتهال، تثار العديد من الأسئلة حول مدى التوازن بين العمل العلمي والمواقف السياسية. هل يحق لها أن تستغل منصبها في شركة عالمية لرفع الصوت ضد قضايا معينة، أم أن عليها أن تتحلى بالحيادية العلمية؟ وهل كان من الأفضل لها أن تركز على تقديم حلول تقنية في مجالات أخرى بدلاً من الانغماس في قضايا سياسية قد تضر بمستقبلها؟

الخاتمة: ابتهال أبو سعد تُمثل نموذجًا فريدًا لمهندسة مغربية استغلت الفرص التي أتيحت لها، ولكنها اختارت أن تأخذ مسارًا سياسيًا متناقضًا مع طموحاتها العلمية.

هل هذا قرار حكيم أم أن المستقبل سيثبت لنا أن سعيها وراء السياسة كان على حساب النجاح العلمي؟ هذا السؤال يبقى معلقًا، خصوصًا مع استمرار مسيرتها في حقل الذكاء الاصطناعي، وتفاعلها مع القضايا السياسية الدولية.