“اتصالات المغرب” على مفترق طرق: تعيين بنشعبون رئيسًا لمجلس الإدارة في ظل إرث أحيزون وتحديات استراتيجية وقانونية

0
198

في خطوة اعتبرها المراقبون محورية لتحديد مستقبل مجموعة “اتصالات المغرب”، أعلنت المجموعة عن تعيين محمد بنشعبون رئيسًا لمجلس الإدارة الجماعية خلفًا لعبد السلام أحيزون، وذلك لمدة سنتين تنتهيان في مارس 2027.

يأتي هذا التعيين في وقت تواجه فيه المجموعة تحديات استراتيجية وقانونية كبيرة، مما يطرح تساؤلات حول قدرة القيادة الجديدة على إعادة توجيه دفة المجموعة نحو آفاق أكثر إشراقًا.

الخلفية: نهاية عهد أحيزون وبداية مرحلة جديدة

عبد السلام أحيزون، الذي قاد المجموعة لمدة 27 عامًا، يُعتبر أحد أبرز الأسماء في قطاع الاتصالات المغربي والإفريقي. تحت قيادته، شهدت “اتصالات المغرب” توسعًا كبيرًا، خاصة في الأسواق الإفريقية، حيث لعبت المجموعة دورًا محوريًا في تعزيز البنية التحتية للاتصالات في القارة. ومع ذلك، فإن نهاية ولاية أحيزون لم تكن خالية من العواصف. الحكم القضائي الأخير الذي ألزم المجموعة بدفع غرامة قدرها 6.4 مليارات درهم (حوالي 645 مليون دولار) لفائدة منافستها “وانا” (المسوقة لعلامة “إنوي”)، ألقى بظلاله على إرث أحيزون وأثار تساؤلات حول إدارة المجموعة في السنوات الأخيرة.

بنشعبون: الرجل المناسب في الوقت المناسب؟

تعيين محمد بنشعبون، الذي يتمتع بخبرة واسعة في القطاع المالي والإداري، يُنظر إليه على أنه محاولة من مجلس الرقابة لإعادة الثقة في إدارة المجموعة. بنشعبون، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة بنك المغرب، يُعتبر شخصية قادرة على قيادة المجموعة في مرحلة انتقالية حساسة.

ولكن، هل يمتلك بنشعبون الخبرة الكافية في قطاع الاتصالات لمواجهة التحديات التقنية والتنافسية التي تواجهها المجموعة؟

التحديات الاستراتيجية: بين التوسع الإفريقي والمنافسة المحلية

تواجه “اتصالات المغرب” تحديات استراتيجية متعددة، أبرزها:

  1. التوسع الإفريقي: على الرغم من النجاحات التي حققتها المجموعة في الأسواق الإفريقية، إلا أن المنافسة الشرسة من قبل شركات مثل “إم تي إن” و”أورانج” تفرض ضغوطًا كبيرة. كيف ستتعامل القيادة الجديدة مع هذه المنافسة، وهل ستستمر في سياسة التوسع أم ستتحول نحو تعزيز وجودها في الأسواق الحالية؟

  2. المنافسة المحلية: الحكم القضائي الأخير يسلط الضوء على حدة المنافسة في السوق المغربية. مع ظهور لاعبين جدد مثل “إنوي”، كيف ستضمن “اتصالات المغرب” الحفاظ على حصتها السوقية؟

  3. القدرات المالية: الغرامة الكبيرة التي ألزمت المجموعة بدفعها قد تؤثر على قدراتها المالية في المدى القصير. كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع هذه الأزمة المالية، وهل ستلجأ إلى إعادة هيكلة مالية أو حتى إلى بيع أصول لتعزيز السيولة؟

التحديات القانونية: تداعيات الحكم القضائي

الحكم القضائي الذي ألزم “اتصالات المغرب” بدفع غرامة كبيرة لفائدة “وانا” ليس مجرد ضربة مالية، بل هو أيضًا ضربة لسمعة المجموعة. القرار، الذي اتهم المجموعة بممارسات مخلة بشروط المنافسة، يثير تساؤلات حول مدى التزام المجموعة بالقوانين والأنظمة.

كيف ستتعامل القيادة الجديدة مع هذه القضية، وهل ستسعى إلى تسوية خارج المحكمة أم ستستمر في الطعن في الحكم؟

المساهمون: ضغوط من “إي آند” الإماراتية

المساهم الرئيسي في “اتصالات المغرب”، مجموعة “إي آند” الإماراتية (سابقًا “اتصالات”)، التي تمتلك 53% من رأسمال المجموعة، عبرت عن استيائها من الحكم القضائي الأخير.

كيف ستتعامل القيادة الجديدة مع ضغوط المساهمين، وهل ستتمكن من إعادة الثقة في إدارة المجموعة؟

السياق العام: قطاع الاتصالات في مرحلة تحول

تعيين بنشعبون يأتي في وقت يشهد فيه قطاع الاتصالات المغربي تحولات كبيرة، مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية وزيادة الطلب على خدمات الإنترنت عالي السرعة.

كيف ستستفيد “اتصالات المغرب” من هذه التحولات، وهل ستتمكن من تعزيز موقعها كرائدة في القطاع؟

الأسئلة المطروحة

  1. هل يمتلك بنشعبون الخبرة الكافية في قطاع الاتصالات لقيادة المجموعة في هذه المرحلة الحرجة؟

  2. كيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع التحديات المالية الناجمة عن الغرامة القضائية؟

  3. ما هي الاستراتيجية التي ستتبعها “اتصالات المغرب” لتعزيز موقعها في الأسواق الإفريقية؟

  4. كيف ستتعامل مع المنافسة المحلية المتزايدة، خاصة من قبل “إنوي”؟

  5. ما هي الخطوات التي ستتخذها لاستعادة ثقة المساهمين، خاصة “إي آند” الإماراتية؟

الخاتمة: مرحلة حاسمة لمستقبل المجموعة

تعيين محمد بنشعبون رئيسًا لمجلس الإدارة الجماعية لـ “اتصالات المغرب” يمثل بداية مرحلة جديدة للمجموعة، مليئة بالتحديات والفرص. في ظل التحديات الاستراتيجية والقانونية التي تواجهها المجموعة، ستكون مهمة بنشعبون الأولى هي إعادة الثقة في إدارة المجموعة وتطوير استراتيجية شاملة تمكنها من تعزيز موقعها في السوق المحلية والإفريقية.

ولكن، هل ستتمكن القيادة الجديدة من تحقيق هذه الأهداف في ظل المنافسة الشرسة والضغوط المالية والقانونية؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل “اتصالات المغرب” في السنوات القادمة.