منذ أعلن وزير الصحة المغربي ، خالد آيت الطالب، نهاية شهر أكتوبر الجاري عن الإجراءات والقيود الوقائية الجديدة المتمثلة في إلزامية تلقي اللقاح لمقدمي الرعاية الصحية وعدة مهن أخرى، ووجوب حيازة “جواز التلقيح” الخاص بوباء كورونا لدخول أغلب الأماكن العامة، انطلقت الأصوات المنددة بهذه القيود الجديدة، وترجمت سريعا على أرض الواقع في شكل مظاهرات ومسيرات واحتجاجات واسعة في جميع المدن والقرى المغربية.
فيديوهات وصور أظهرت استنفار قوات الأمن واستخدامها القوة واعتقال بعضا من المحتجين بعد رفضهم الانصراف ومواصلة الشكل الاحتجاجي بباب الأحد، قبل التوجه إلى الساحة البرلمان المغربي، قبل أن تتحول التظاهرة إلى شد وجذب بين العناصر الأمنية ورافضي قرار إجبارية جواز التلقيح.
فقد أبانت حكومة الملياردي عزيز أخنوش عن “إخلاصها” للطبقات الشعبية المغربي من خلال الأمثل العامية: “علامة الدار على باب الدار”، و “من الخيمة خرج مائلا”، وقيل في حق فارس عاد مهزوما، وكانت طريقة امتطائه لفرسه بشكل غير سوي لحظة خروجه من منزله، من أسباب هزيمته.
مواطنون غاضبون ينقلون استياءهم إلى الشارع ومقابلهم قوات الأمن. كما تم من اليوم الأحد وقفة احتجاجية بالعاصمة الرباط وأغلب المدن بالشمال والجنوب ووسط البلاد لرافضي قرار إجبارية جواز التلقيح بعدما تجمع العشرات أمام مبنى البرلمان للمطالبة بالتراجع عن القرار.
احتشد مواطنون في وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان في الرباط، مساء اليوم الأحد، للتعبير عن رفضهم لإجبارية جواز التلقيح، مرددين شعار “حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية”.
الوقفة الرافضة لإجبارية جواز التلقيح تحولت إلى مسيرة جابت شوارع العاصمة الرباط، شارك فيها مئات المواطنين، غالبيتهم نساء، رفعوا شعارات تطالب بإلغاء جواز التلقيح، قبل أن تتدخل القوة العمومية لتفريقهم.
كتب الصحفي المثير للجدل “مصطفى الفن” على “فيسبوك“: “إذا كان التلقيح اختيارا فما الداعي إلى إجبارية “جواز” يكاد يتسبب في “فتنة” حقيقية بين أبناء الوطن الواحد؟”؟. صحيح أن هناك وجهة نظر داخل الحكومة تدفع في اتجاه إنهاء حالة الطوارئ وإيجاد حل لمشكل الجواز في أقرب وقت..لكن يبدو أن هناك وجهة نظر أخرى تريد أن تترك كل شيء إلى عنصر الزمن ليتكفل بالحل..
مضيفاً ،المثير أيضا أن هذه الحشود من المغاربة، التي تتظاهر في أكثر من جهة بالبلاد ضد إلزامية الجواز، هي التي صوتت لحزب الأحرار ولعزيز أخنوش في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة..
بدورها زعيمة اليسار المغربي والمعارضة ، نبيلة منبيب ، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، في تغريذة على “فيسبوك” كتبت: “في أكثر من مدينة و جهة، الشعب المغربي قال كلمته رافضا للقرارات العبثية للحكومة هل ستستمعون إلى صوت الشعب ؟
وطالب المحتجون الحكومة بوقف اعتماد جواز التلقيح، رافضين الخطوات الحكومية في هذا الاتجاه، مؤكدين حق الاختيار بين التطعيم أو عدمه على المستوى القانوني والأخلاقي.
وقالت منبي مباشرت من من ساحة السراغنة بالدار البيضاء.. مسيرة من أجل إلغاء إلزامية العمل بجواز التلقيح.
وعلى امتداد أسبوع، انتشرت دعوات إلى مسيرة مليونية على مواقع التواصل الاجتماعي ترفض إجبارية الإدلاء بجواز التلقيح للتنقل والولوج إلى الفضاءات والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والخاصة، وكذلك للدخول إلى المؤسسات الفندقية والسياحية والمطاعم والمقاهي والأماكن المغلقة والمحلات التجارية وقاعات الرياضة والحمامات، وجسدت ذلك بأشكال احتجاجية في كل من الرباط والدار البيضاء.
ويتوجب على المواطنين إبراز وثيقة تثبت تلقيهم اللقاح أو شفائهم من الإصابة بكورونا من أجل دخول الأماكن المغلقة مثل المشافي والمطاعم ودور العبادة وحضور الأعراس والاجتماعات ودخول الصالات الرياضية والأسواق والمراكز التجارية المغلقة.