اختتام الدورة الـ33 للجمعية العامة لـ«إيكروم» في روما

0
277

اختتمت في روما الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم).

وشاركت وفود وطنية من الدول الأعضاء في إيكروم البالغ عددها 137 دولة – بالإضافة إلى مراقبين من الدول غير الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمؤسسات الشريكة الأخرى – في فعاليات هذه التظاهرة التي أقيمت على مدى يومين واستضافها المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بهدف مناقشة وتقييم التقدم الذي حققته منظمة إيكروم، وتحديد الأولويات، ومعالجة القضايا الناشئة في هذا المجال.

وضمن فعاليات هذه الدورة، تم انتخاب مجلس جديد ورئيس مجلس جديد لمنظمة إيكروم، حيث تم انتخاب السيد بينوا دوبوسون كرئيس جديد لمجلس إيكروم، في حين تم انتخاب كل من كنزا دوفورمانتيل وجوليا أنطونيا كنائبتين للرئيس. وضمت قائمة أعضاء المجلس (المنتخبين حديثاً والمعاد انتخابهم) كل من: نوره الخميس، فادي بلعاوي، نانيت دي يونج، كنزا دوفورمانتيل، أنثي كالدلي، آنا لابورد ماركيز، ألين ماجنين، كازوهيكو. نيشي، إيزابيل رابوسو دي ماجالهايس، مختار سانفو، لاشا شارتافا، جي يونج شين، ألكسندرا وار، وعلا ويتربيرج.

وتم مناقشة العديد من المواضيع والقضايا الملحة خلال فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة لمنظمة إيكروم. وقال الدكتور ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة إيكروم: “تمثل هذه المناسبة خطوة حاسمة ضمن التزامنا الدائم بحماية التراث الثقافي والحفاظ عليه.” وأضاف: “نحن حريصون على تعزيز التعاون ومواصلة مهمتنا في الحفاظ على التراث الثقافي. وفي هذه المناسبة، نعرب عن امتناننا لأعضاء المجلس لمشاركتهم في هذا الاجتماع بروح عارمة بالرغبة بالتغيير، وتمكيننا من الاستفادة من خبراتهم القيمة لمضاعفة الدور الفعال لمنظمة إيكروم في جميع أنحاء العالم.”

ومع انتهاء ولاية الدكتور ويبر ندورو التي استمرت لمدة ستة أعوام، قام المجلس بترشيح مدير عام جديد وحاز على موافقة الدول الأعضاء. وبناء على ذلك، تم تعيين السيدة أرونا فرانشيسكا ماريا جوجرال كمديرة جديدة لقيادة المنظمة بدءًا من يناير 2024. وبمناسبة تعيينها، أعربت السيدة أرونا عن التزامها تجاه منظمة إيكروم وقالت: “أنا متحمسة وممتنة حقًا للثقة التي منحتني إياها الجمعية العامة اليوم، حيث انتخبتني مديرًا عامًا جديدًا لمنظمة إيكروم للسنوات الأربع المقبلة.”

التراث والهجرة ضمن جلسة نقاش مواضيعية

على هامش فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة لمنظمة إيكروم أقيمت جلسة نقاش مواضيعية حول مفهوم “التراث والهجرة”. وتكمن العلاقة بين التراث والهجرة في حقيقة أن الهجرة لعبت دورا هاما في تشكيل التراث الثقافي للعديد من المجتمعات في العالم. وفي هذا الصدد، تحدثت السيدة جيجي ليمي جوزيف – وهي مهندسة معمارية متخصصة في التخطيط الحضري (FAUUSP – البرازيل) ومديرة البرنامج الأول لأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومنسقة شبكة متاحف الهجرة في التحالف الدولي لمواقع الضمير – كيف أن الهجرة تغير مفاهيم التراث، واستعرضت المسارات المقترحة لمزيد من الشمولية. كما تحدثت أيضًا عن كيفية مساهمة النهج الأكثر شمولاً للتراث في رفاهية المجتمعات المتنوعة، وكيف تغير هذه النهج طرق رعاية التراث وإبراز قيمته، وماهي الاستجابات المطلوبة من قطاع الصون.

وقالت السيدة جيجي ليمي جوزيف في محاضرتها أن “الناس كانوا على مر التاريخ في حالة تنقل. ومع ذلك، فإن القوى المؤثرة – مثل أزمة المناخ والصراعات والحاجة للتنمية – تقود عملية التغيير على نطاق ووتيرة غير مسبوقة”. وتساءلت “مع تزايد الهجرة العابرة للحدود الوطنية، هل سيشهد المستقبل توترات متزايدة باستمرار، أم أنه سيؤدي إلى ظهور بيئة ثقافية جديدة؟! وهل ستعيش المجتمعات المتنوعة تدريجيًا وتزدهر مع بعضها البعض؟!

وأشارت المحاضرة إلى أن الهجرة قد تجلب معها الخسارة للمجتمعات المهاجرة من خلال فقدان الرابط مع ثقافات البلد الأم، ولكنها في الوقت نفسه، تحقق الإثراء الثقافي لكل من المغتربين والبلدان المضيفة الجديدة. وأضافت “تؤدي هذه التبادلات إلى ظهور مفاهيم مختلفة حول الهوية والانتماء الذي يمتد إلى ما وراء الحدود الوطنية، والذي يتم استكشافه بشكل متزايد ضمن رواية القصص التراثية.”

وأكدت المحاضرة على أنه عندما يتحرك الناس، فإنهم يحملون قيمًا وممارسات ثقافية مبنية على وجهات نظر عالمية مختلفة، وخاصة فيما يتعلق بعلاقتنا بالعالم الطبيعي. وأضافت: “تتجلى هذه التأثيرات المتغيرة، على سبيل المثال، في تطور مناهج الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، والتي تتمحور اليوم حول اعتبار الثقافة والطبيعة كشيء واحد، مما يمثل نقلة نوعية نحو حماية المناظر الطبيعية الثقافية وتنوع ثقافتها الحيوية.”

التعاون مع إيطاليا والإمارات العربية المتحدة، عامين من الإنجازات

إن الحفاظ على التراث الثقافي هو مسعى بالغ الأهمية ويتطلب تعاونا وثيقاً على المستوى الدولي. ضمن هذا الإطار، انخرطت منظمة إيكروم مع شركائها والدول الأعضاء في تعاون وثيق لدفع الجهود للحفاظ على التراث الثقافي بشكل مستدام. ويعد التعاون طويل الأمد بين إيكروم وإيطاليا، وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، مثالاً ممتازاً لمناقشته خلال نشاطات الجمعية العامة لمنظمة إيكروم، وأحد الموضوعات الرئيسية التي يجب تسليط الضوء عليها من خلال استعراض أهم الإنجازات التي تحققت خلال العامين الماضيين.

إلى جانب كونها البلد المضيف للمنظمة، تعد إيطاليا، بتراثها الثقافي الغني وخبرتها في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، شريكًا مثاليًا لمنظمة إيكروم. يجمع التعاون بين منظمة إيكروم وإيطاليا الخبرة المتميزة لكلا الطرفين بهدف دفع عملية الصون المستدام على نطاق عالمي. ولا شك أن ممارسات الصون والترميم التي تتبعها إيطاليا منذ قرون، بالإضافة إلى الانتشار الدولي والخبرة الفنية لمنظمة إيكروم، يخلقان سوية قوة هائلة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي.

تعمل منظمة إيكروم وإيطاليا معًا في عدة مشاريع، أبرزها مشروع (الشباب. التراث. أفريقيا)، حيث يهدف هذا المشروع، المدعوم من قبل المديرية العامة للتعاون التنموي بوزارة الخارجية الإيطالية، إلى تمكين قادة التراث الشباب وتعزيز الترابط فيما بينهم من خلال استراتيجيات ومبادرات مبتكرة تحول تراثهم إلى مصدر هام للفرص الاقتصادية والاجتماعية. وقد تم تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات خلال العامين الماضيين ضمن هذا المشروع الهام.

أما بالنسبة للعلاقات بين إيكروم ودولة الإمارات العربية المتحدة فتصاغ وفقاً لثلاث اتفاقيات تم توقيعها بين الطرفين منذ بدء التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2008. وفي هذا الصدد، تحدث السيد ناصر عبد الكريم الدرمكي، نائب المدير الإقليمي لمكتب إيكروم الشارقة، أمام ممثلي الدول الأعضاء عن التعاون المثمر بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة إيكروم خلال العامين الماضيين، مستعرضاً عدد من البرامج والمشاريع مثل الملتقى العربي للتراث الثقافي، وجائزة إيكروم-الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، وجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، ومشروع التوثيق التفصيلي لمتحف المحطة للطيران بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف، والعديد من الأنشطة والمشاريع الأخرى.

وقال السيد ناصر في كلمة له بهذه المناسبة “بفضل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم إمارة الشارقة، فإن هذا التعاون المثمر بين إيكروم ودولة الإمارات العربية المتحدة سوف يستمر وينمو بالتأكيد خلال العامين المقبلين، مع رغبة قوية في تحقيق المزيد من النجاح ومزيد من التعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه في المنطقة العربية”.

يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول منظمة إيكروم وأنشطتها على الموقع الالكتروني:

https://www.iccrom.org/

الموقع متاح بعدة لغات (الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والعربية).