غلاء الأسعار وسوء الظروف المعيشية وفقدان العمل وكورونا، من بين أهم عوامل تراجع مبيعات أضاحي العيد في معظم جهات المملكة ولا سيما في المدن الكبرى.
الرباط – على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري، عن تخصيصها بـ 8 ملايين رأس منها 6,5 مليون رأس من الأغنام و1,5 مليون رأس من الماعز 5.8 ملايين رأس من الأغنام والماعز موجهة للذبح، خلال هذه المناسبة الدينية.
ويشرف المكتب الوطني للسلامة الصحية المعروف اختصارا بـ”أونسا”، على عملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى، بواسطة حلقة بلاستيكية صفراء تحمل رقما تسلسليا خاص بكل أضحية.
ويتيح هذا الرقم التسلسلي للمستهلكين أن يعرفوا مصدر الحيوانات، اعتمادا على قاعدة بيانات، عند تعرض لحوم الأضاحي لأي تعفن قد ينتج عن مواد غير صالحة تقدم كعلف لقطعان الماشية بغرض التسمين السريع.
ويعقد مربو الماشية آمالا كبيرة على مناسبة عيد الأضحى لهذه السنة، من أجل تحسين إيراداتهم والتعويض عن الخسائر المالية التي تكبدوها بعد موسميين متتاليين من الجفاف، لا سيما في ظل تداعيات الأزمة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا وما فرضه الحجر الصحي الشامل من قيود على التنقل بين المدن و الأسواق الأسبوعي.
وسجل العديد من المغاربة ممن يفضلون اقتناء أضحية العيد مبكرا، ارتفاعا في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الماضية، لأسباب تعود بحسب العاملين في القطاع إلى غلاء العلف خلال الفترة الأخيرة.
أجمعت وسائل إعلام مغربية عدة على تراجع مبيعات الأضاحي في الأسواق المتخصصة هذا العام لارتفاع الأسعار وتراجع القيمة الشرائية.
ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار الأضحية خلال الموسم الحالي بقيمة 10% في الكيلو القائم، مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية بشكل كبير، بالإضافة إلى زيادة الطلب على حجز الأضاحي.
https://www.youtube.com/watch?v=FlnS1Dn4cKk
“اعتاد المغاربة على حجز أضاحيهم لعيد الأضحى قبل شهرين من موعد العيد، لكن حجم الطلب انخفض منذ العام الماضي، وازداد سوءا هذا العام مع ارتفاع تكاليف النقل والعلف بسبب ارتفاع أسعار الوقود” يضيف المتحدث في مقطع الفيديو المرفق.
ويخشى العديد من المغاربة أن تواصل الأسعار ارتفاع كبش العيد ، وفي ظل التزايد المرتقب على اقتناء الأضاحي، بالتزامن مع العودة المكثفة للجالية المقيمة في الخارج إلى أرض الوطن، إضافة إلى ارتفاع أسعار العلف.
وكان وزير الفلاحة والتنمية القروية، عزيز أخنوش، قد أكد أنه بالرغم من تعاقب موسميين فلاحيين اتسما بعجز في هطول المطر، فإن ذلك لم يكن له انعكاس على تعداد القطيع الوطني الذي يتجاوز 31 مليون رأس، بينما أثر بشكل سلبي على توفر الكلأ في المراعي.
يتوقع الكاتب (الأمين) الجهوي لتجار اللحوم في الدار البيضاء، هشام الجوابري، تسجيل ارتفاع طفيف في أسعار الأضاحي هذه السنة بالمقارنة مع السنة الماضية، عازيا السبب إلى ارتفاع كلفة العلف المرتفعة خلال الشهور الماضية، ساهمت بشكل كبير في رفع أسعار الأغنام، مع ملاحظة أن ما يميز هذه الأضاحي هو جودتها اللافتة.
ويؤكد مغاربة أن وفرة المنتج من قطيع الأغنام والماعز كما أوردت ذلك وزارة الفلاحة يلزم أن يوازيه أسعار معقولة لا تتسبب في إنهاك قدراتهم الشرائية، متسببة في مشاكل مادية أخرى تنضاف إلى تداعيات الجائحة.
في هذا الصدد، لفت رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بوعزة الخراطي، إلى أن المغرب سيعرف خلال مناسبة عيد الأضحى ارتفاعا في أسعار الأضاحي، مؤكدا أن الأسعار تظل حرة وتبقى نتيجة عملية العرض والطلب.
وعزا الخراطي هذا الارتفاع المتوقع، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى عدة عوامل، ضمنها الارتفاع في الطلب الناتج عن قضاء أبناء الجالية العيد في المغرب؛ كما يرجع، حسبه، إلى تكلفة التسمين المرتفعة، نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة، إلى جانب عدم الاهتمام بتربية الأغنام ضمن البرامج الحكومية.
وقال رئيس الجمعية إلى ضرورة تحسيس المستهلك المغربي من لدن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن شعيرة عيد الأضحى ليست فريضة واجبة على المسلمين وإنما سُنّة.
وسبق للفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز أن أعلنتا قيامهما بترقيم 5.8 ملايين رأس من الأغنام والماعز التي يتم تسمينها لعيد الأضحى، تحت إشراف مباشر من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا).