التحديات التي تواجه الجزائر بعد فشل محاولاتها لإدماج البوليساريو في المحافل الدولية
في خطوة لافتة، بدأ اليوم منتدى التعاون الصيني الإفريقي “فوكاك” في بكين، وهو منتدى استراتيجي تعول عليه الصين لتعزيز حضورها الاقتصادي في إفريقيا. الغياب البارز للكيان الوهمي البوليساريو من هذا المنتدى يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل هذا الكيان الذي كان يسعى لاستغلال مثل هذه المحافل الدولية لتعزيز شرعيته.
غياب البوليساريو: عودة إلى الأساسيات
في السنوات الأخيرة، شهدت القمم الدولية مثل منتدى التعاون الإفريقي الإندونيسي، المنتدى الإفريقي الكوري، والقمة الإفريقية الإيطالية، غياباً متكرراً للبوليساريو، رغم الجهود والضغوط الجزائرية لإدماج هذا الكيان. هذه الظاهرة تشير إلى تحول كبير في موقف الدول المضيفة والمنظمات الدولية تجاه البوليساريو، الذي كان في السابق يحظى بفرص مشاركة بروتوكولية تتناقض مع الأهداف الرئيسية لتلك القمم.
التحديات التي تواجه البوليساريو
البرهان على هذا التغيير واضح في الحرج الذي واجه الاتحاد الإفريقي والدول المستضيفة في السابق عند إشراك البوليساريو، الذي لا يعترف به العديد من الدول الإفريقية ولا يحظى بقبول دولي واسع. فوجود البوليساريو في هذه المنتديات كان يشكل عبئاً على تحقيق أهداف التعاون والتنمية القارية، ويهدد استقرار القارة الإفريقية.
إجراءات الجزائر وممارساتها المشبوهة
ورغم الاستبعاد المتزايد، تواصل الجزائر محاولاتها لدمج البوليساريو في المحافل الدولية عبر طرق غير تقليدية، كما حدث في الاجتماع التحضيري للقمة الإفريقية اليابانية “تيكاد”، حيث استخدم ممثلو البوليساريو جوازات سفر دبلوماسية جزائرية للتسلل إلى الاجتماع. هذه المحاولة فشلت بفضل جهود المغرب، مما أعاد تأكيد موقف اليابان من عدم دعوة البوليساريو.
هل هو نهاية الكيان الوهمي؟
استمرار التوجه الإفريقي لإبعاد البوليساريو يعكس اعترافاً متزايداً بأن هذا الكيان لا يخدم مصالح القارة، ويهدد الاستقرار الإقليمي. هناك اقتناع متنامٍ بأن دعم وحدة الدول ومكافحة الحركات الانفصالية أمر حيوي لتحقيق التنمية والتعاون بين الدول. في هذا السياق، تبرز التساؤلات التالية:
-
هل يشكل استبعاد البوليساريو من القمم الدولية نهاية فعالة لطموحاته الانفصالية؟
-
كيف سيؤثر هذا التوجه على استراتيجيات الجزائر في دعم البوليساريو؟
-
ما هي الخطوات المقبلة التي يمكن أن تتخذها الدول الإفريقية لتعزيز الوحدة الإقليمية وإزالة الكيانات الانفصالية؟