مع اجتياح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية، صباح اليوم الخميس، أطلقت سفارات دول المغرب نداءات لرعاياها بالمغادرة أو توخي الحذر. فيما يمثل أغلب أولئك الرعايا طلبة أتوا للدراسة في المدن الأوكرانية، ما يضعهم في كماشة بين الحرب وغلاء تذاكر العودة.
شهدت الخطوط الهاتفية لمصالح وزارة الخارجية المغربية، ضغطا كبيرا منذ الساعات الاولى من صباح اليوم الخميس، بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في أوكرانيا، وفقا لمصدر ديبلوماسي.
https://www.youtube.com/watch?v=IrLOEJxj6xA
وشرعت سفارة المغرب بكييف، في احصاء المواطنين المغاربة المتواجدين بأوكرانيا خاصة القاطنين بالمدن الحدودية مع روسيا، من أجل إيجاد حل سريع ومناسب لهم، وكانت السفارة، قد وضعت رهن إشارة المغاربة ثلاثة أرقام هاتفية مخصصة لتلقي مكالماتهم.
دعت السفارة منذ يوم 12 فبراير الجاري، المواطنين المغاربة المتواجدين في أوكرانيا، الى مغادرتها، حرصا على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة.
ونظمت الخطوط المغربية وطيران العربية، رحلتين تجاريتين لنقل بعض الطلبة المغاربة من أوكرانيا.
يمثل الطلبة المغاربة ثاني أكبر جالية أجنبية تدرس في الجامعات الأوكرانية، بتعداد يقارب 10 آلاف طالب وطالبة. أقل منهم عدداً الجزائريون، الذين زادوا بنسبة 212% إلى حدود 2019، وتستقبل الجامعات الأوكرانية بشكل سنوي ما يقارب 500 طالب جديد بمدرَّجاتها. وفي المركز الثالث يحل الطلبة التونسيون.
كل هذه معطيات تظهر أن طوال السنوات الأخيرة كانت أوكرانيا قبلة دراسية مهمة للطلبة المغاربيين، الذين يقبلون فيها على تخصصات أبرزها الطب والهندسة المعمارية، يغيرهم من أجل ذلك سهولة ولوج هذه الشعب التي ربما تبقى ممتنعة عليهم في بلدانهم، كما لانخفاض تكاليف المعيشة في أوكرانيا مقارنة بدول أوروبية أخرى.
اليوم، وطبول الحرب تدق على حدود البلاد، مهددة إياها باجتياح روسي قد يقع في أي لحظة، تقلب هذه المستجدات حياة أولئك الطلاب رأساً على عقب، توقف قسرياً مسارهم الدراسي وتفرض عليهم مغادرة قد تبقى ممتنعة عند قسم كبير منهم لغلاء تذاكر الطيران وشح الرحلات. كما يزيد من حيرتهم تضارب التصريحات بين تحذيرات دولهم الأم وتطمينات الحكومة الأوكرانية.
فيما تواجه هذه العودة كذلك متاعب مع الإجراءات الصحية التي تفرضها السلطات المغربية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، فتلزم القادمين إليها من الخارج باستكمال جرعات لقاحهم الثلاث مع إجراء فحوصات لثبوت عدم إصابتهم بالفيروس. وبعث الطلبة المغاربة بأوكرانيا رسالة استفسار عن طريق الصحفي المغربي المعروف رضوان الرمضاني، الذي نشر على صفحته منشوراً يطالبون فيه السلطات المغربية بالإجابة عن أسئلتهم حول “شروط السفر (التلقيح-pcr)؟ هل يمكن للسفارة ارسال خطاب مباشر للجامعات او وزارة التعليم الاوكرانية بشأن توقف الدراسة؟ وهل سيجرى توفير خطوط مباشرة من كييف الى المغرب بسبب أزمة التذاكر الحالية؟”.