ارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية سجن “غويران”، بمحافظة الحسكة السورية مساء الخميس الماضي، إلى235 قتيلا منهم 173 من تنظيم داعش الإرهابي.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إنه وثق “مقتل 17 عنصر من تنظيم داعش داخل سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة”لترتفع الحصيلة الإجمالية للاشتباكات إلى235 قتيلا منهم 173 من تنظيم داعش.
ونقل المرصد عن مصادره أن عدد الخسائر البشرية قابل للارتفاع لوجود عشرات المفقودين، وعشرات الجرحى، حيث نقل إلى المستشفيات 120 عنصر من قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية، بعضهم بحالات خطيرة.
ووأكد المرصد أنه”لايزال عشرات العناصر من تنظيم داعش الفارين يتحصنون في المبنى الأخير داخل السجن، وسط تضييق الحصار عليهم من قبل القوات العسكرية”
وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادت، بأن “قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية ’قسد’ والأسايش والمدربة من قبل التحالف الدولي، تقوم بعمليات تمشيط وتفتيش مستمرة لأقسام ومباني سجن غويران ضمن مدينة الحسكة، وسط سماع أصوات إطلاق نار ناجمة عن اشتباكات متقطعة مع مسلحين من تنظيم داعش لايزالون يتواجدون ضمن أقبية المباني الأخيرة التي كان يتحصن فيها عناصر التنظيم”
وأكدت المصادر أن عملية تمشيط السجن تجري بحذر شديد خوفاً من وجود انتحاريين أو ألغام قد وضعها عناصر التنظيم، يأتي ذلك في ظل استمرار عمليات التمشيط في محيط السجن وسط اشتباكات متقطعة مع خلايا تابعة للتنظيم متوارية هناك.
وفي السياق “تواصل القوات العسكرية عمليات تمشيط الأحياء المجاورة المحيطة بسجن غويران وبمناطق أخرى خارج تلك الأحياء، خشية وجود خلايا لتنظيم داعش متوارين فيها”.
ويعتقد أن نحو 850 طفلاً متواجدون داخل السجن الذي تحرسه قوات سوريا الديمقراطية، وحاول التنظيم اقتحامه لمحاول إطلاق سراح أعضاء فيه وقيادات سابقة له.
وأعربت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة، عن قلقها على مصير الأطفال الذين لا يزيد عمر بعضهم عن 12 عاماً، قائلة إنهم في “خطر جدي”، داعية لإطلاق سراحهم.
وقال أقارب الأطفال لوكالة فرانس برس إنهم محتجزون من دون أدلة لرفضهم التجنيد الإجباري في قوات سوريا الديموقراطية.
وكان تنظيم الدولة يعتمد استراتيجية تجنيد أطفال، عرفوا بـ”أشبال الخلافة”، لتنفيذ هجمات باسمه.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “ما يصل إلى 45 ألف شخص نزحوا من منازلهم إلى أحياء أخرى” من مدينة الحسكة، منذ بدء المعارك.
وتقاتل قوات سوريا الديمقراطية الكردية، مدعومة بضربات جوية أمريكية، مسلحي التنظيم في مدينة الحسكة، منذ يوم الخميس، إذ تشير تقارير إلى مقتل أكثر من 136 شخصاً بينهم سبعة مدنيين.
ويعد هذا الهجوم على سجن غويران أحد أكثر الهجمات جرأة التي يقوم بها التنظيم منذ هزيمته في سوريا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، ونفذه أكثر من 100 من عناصره، وبدأ كالعادة بتفجيرات انتحارية استهدفت السجن.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا، إن السجن المكتظ يضم 3500 من أعضاء التنظيم المشتبه بهم بما في ذلك بعض القادة.
وأكد المرصد إعادة اعتقال المئات من العناصر الفارة، لكن هناك فارين تجري ملاحقتهم في مناطق محيطة بالسجن الذي تحاصره حاليا قوات سوريا الديمقراطية وتقاتل من أجل السيطرة على الأحياء المجاورة، بعد أن فر منها السكان.
وقال المرصد السوري أيضا إن “77 على الأقل من عناصر داعش (تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية) قتلوا في المعارك، بينما قُتل 39 مقاتلا كرديا من قوى الأمن الداخلي وحراس السجون وقوات مكافحة الإرهاب، سواء داخل السجن وخارجه منذ بدء الهجوم”.
من ناحية أخرى، أصدر التنظيم مقطع فيديو في 22 يناير/كانون الثاني، زعم فيه أن العديد من أعضائه قد أُطلق سراحهم في الهجوم على السجن. كما أظهرت اللقطات أن المسلحين يحتجزون عددا من الرهائن.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذ ضربات جوية دعما للقوات الكردية التي تقاتل عناصر التنظيم.
وأشاد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بما وصفها بـ “الجهود المقتدرة” لقوات سوريا الديمقراطية، كاشفا عن محاولة التنظيم إطلاق سراح المسلحين من السجن خلال العام الماضي.
وقال سكان في المنطقة لوكالة رويترز للأنباء، إن الدعم لـ “داعش” تزايد في المنطقة الفترة الماضية وسط استياء السكان العرب من الإدارة التي يقودها الأكراد، والتي يتهمونها بالتمييز.