يبدو أن حكومة أخنوش لا تضيع الوقت فمن بين “المنجزات” قبل إتمام “المائة يوم” للحكم على أدائها مسيرات واحتجاجات واعتقالات وزيادات وقرارات اعتباطية ومزاجية في بعض الأحيان. ولا أحد ينسى ذاك اليوم، الذي قال فيه أخنوش : “من تنقصه التربية من المغاربة، علينا أن نعيد تربيته.. لا يمكن، لا يمكن، نحن لدينا وحدة وراء صاحب الجلالة”.
ثلاثة أسابيع فقط كافية لاستنتاج حكم قياسي على حكومة أخنوش، وعلى وعودها بتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ومحاربة التهرب الضريبي ومكافحة الرشوة والفساد، والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، وتحقيق الإصلاح المنشود.
فمع تصاعد حدة الاحتقان الاجتماعي وانتشار شرارة الاحتجاجات المختلفة، المرافقة لبدء عمل حكومة أخنوش، يستعصي على المتفائل الاستمرار في اعتناق أمل بحصول تغيير كبير بشأن السياسة الاجتماعية خلال المرحلة المقبلة، مهما امتد زمن الانتظار وطال، فقاقد الشيء ليس لديه ما يعطيه سوى بث اليأس في النفوس وجعل الناس يسلمون بما هو حاصل وسائد.
رئيس الحزب الحر ، المحامي إسحاق شارية كتب:”#هكذا_سقطت_حكومة_التيقنوقراط في الديمقراطيات العريقة بمجرد خروج مظاهرات للشارع يخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة المنتخبة ليوضح ويشرح ويتحدث مع المواطنين، باستثناء حالة حكومة السيد عزيز أخنوش حيث غرس كافة أعضائها رؤوسهم في حفرة عميقة خيفة واعتقادا منهم أنها موجة عابرة، ستمر من خلال التجاهل والإختباء خلف رجال الأمن والقوات العمومية، لكنهم تناسوا أن الفرق بين السياسيين والتقنوقراط يكمن في هذه الجزئية وفي هذه اللحظة بل وقبل وقوع الواقعة”.
اعتقلت الشرطة المغربية عشرات النساء، الأحد، خلال تفريقها تظاهرات ووقفات احتجاجية بعدد من المدن المغربية، ومنها الرباط والدار البيضاء وفاس وأكادير وغيرها.
بدوره كتب الناشط الفيسبوكي ، تعليق على مقطع فيديو كيف تعالمل المرأة المغربية ، ” الشعب لم يتركوا له ما يخاف عليه، والسلطة لم يعد لديها ما تقدم غير القمع”.
فيما علّقت الصحفية حنان باكور: “باش تخلف مواجهة مع الشعب في أول شهر ليك في التسيير…وتخلي المغاربة يخرجوا عن بكرة أبيهم نساء ورجالا في وقت متزامن وفي مدن مختلفة..وتواجههم بالعنف والتوقيف…خاصك تكون حكومة ناقصة عقل وكفاءة”.
الصحفي مصطفى الفن نشر بدوره رسالة مطولة موجهة إلى حكومة أخنوش، قال فيها: ” هل هي بداية “ربيع نسائي” ضد حكومة أخنوش؟….لم أفهم شخصيا سر هذا الحضور اللافت للنساء في كل هذه الاحتجاجات المناهضة لجواز التلقيح في شرق المغرب وغربه..بل إن معظم الذين يتصدرون اليوم “الطوندونس”، في مواجهة القرارات الحكومية، هم نساء من بنات الشعب اللواتي قهرهن الزمان.. أكثر من هذا، فمنذ أن تشكلت حكومة السيد أخنوش، لم يمر يوم واحد دون أن تنتفض أمرأة ضد القرارات الحكومية الجائرة.. أما القاسم المشترك بين كل هؤلاء النساء الغاضبات فهو أنهن يعبرن عن آرائهن السلمية بلا خوف وبثقة عالية في النفس.
لا أعرف.. لكن فعوض أن تسارع الحكومة إلى تطويق هذه “الفتنة” قبل أن تتمدد في كل اتجاه، فإنها تكتفي بالصمت وبالتفرج على مآسي الفئات الهشة من الناس..وحتى عندما تتكلم حكومتنا فإنها لا تقول أي شيء عبر هذا الناطق الرسمي باسمها المسمى بايتاس..المغرب بلد كبير وبلد عظيم وبلد ممتد في الزمان والمكان.. لكن بلدنا يبدو قزما وصغيرا عندما يكون له ناطق رسمي باسم الحكومة مثل هذا الذي يدعى بايتاس..
من جهته، كتبت الناشطة المغربية مايسة سلامة الناجي، تدوينة تصرد فيها ما جرى اليوم في الشارع المغربي قائلة : كنت قبل قليل وسط الاحتجاجات ضد جواز التلقيح.. هذا القرارا الامنطقي العبثي، حيث الدولة ترفض الاختبار السلبي الذي يتبث عمليا خلو الشخص من الفيروس كما وقع للنائبة البرلمانية نبيلة منيب، مقابل فرض جواز يمكن لحامله رغم جرعتي اللقاء أن يكون مصابا ناقلا للعدوى..
— Mayssa Salama Ennaji مايسة سلامة الناجي (@elMayssa) October 31, 2021
وختامه مسك ، تعليق أيوب الركيكي شاب مغربي ، قوله على “فيسبوك ” كتب: ” منين الأمهات المغربيات يتقهرو ويخرجوا للإحتجاج شنو بقى ميتقال. الشباب المدمر من نتائج الانتخابات الأخيرة والتنكر للوعود الانتخابية شنو بغيتوا يدار. الحاصول العمل الميداني والتعبئة المتواصلة والاحتجاج المنظم والمؤطر غادي نديروا بيه التغيير ألازم” .