افتتاح مسجد محمد السادس بأبيدجان دليل على حرص المملكة على نشر القيم الحقيقية للإسلام والأمن الروحي

0
394

مسجد محمد السادس في أبيدجان، كمسجد يحمل اسم الملك محمد السادس ملك المغرب، يمثل رمزًا للعلاقات الثنائية بين المغرب وساحل العاج ويعكس الروح التعاونية والتضامنية بين البلدين. تأسيس هذا المسجد وبناؤه يعكس الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثقافية والدينية بين البلدين وتعزيز الفهم والتسامح الديني.

لقد أشرفت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالتعاون مع كل من سفارة المغرب في أبيدجان والسلطات الإيفوارية الجمعة على تدشين مسجد محمد السادس بأبيدجان وذلك بعد أيام قليلة من افتتاح مسجد محمد السادس في كوناكري، ضمن جهود المغرب لنشر الأمن الروحي  في القارة الأفريقية ومكافحة الفكر المتطرف، ضمن مقاربة مغربية تركز على إعلاء قيم التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ التعصّب والانغلاق.

وحضر افتتاح مسجد محمد السادس بأبيدجان العديد من المسؤوليين الإيفورايين من بينهم المستشار الخاص لرئيس جمهورية كوت ديفوار المكلف بالشؤون الدينية والاجتماعية ادريسا كوني والمستشار الأكبر للجمهورية علي كوليبالي ووزراء الداخلية والأمن والتربية الوطنية ومحاربة الأمية.




وشارك في التدشين وفد من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة يقوده الأمين العام للمؤسسة محمد رفقي وسفير المغرب بكوت ديفوار عبدالمالك الكتاني ورئيس فرع المؤسسة بالبلد الأفريقي مصطفى صونطا.

وأفادت مؤسسة محمد السادس في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك بأن “المسجد شيّد على مساحة 25 ألف متر مربع ويتكون من قاعة للصلاة تتسع لسبعة آلاف مصلّ وقاعة للندوات ومكتبة ومركب تجاري وفضاءات خضراء ورواق إداري ومسكنا للإمام وموقفا للسيارات”.

وفي  3 مارس/آذار العام 2017 أعطيت أشغال تشييد المسجد خلال الزيارة التي أداها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أبيدجان، وتم الاعتماد في بنائه على المعايير والضوابط المعمارية المغربية التقليدية الأصيلة في أجمل صورها من قبل حرفيين مغاربة.

ويجسد بناء مسجد محمد السادس بأبيدجان رؤية الملك محمد السادس كما أنه يعبر عن التزامه بحماية الثوابت الدينية حيث سيحتضن هذا المسجد إقامة الصلوات وتعليم الكتاب والحكمة ونشر قيم السلام والتسامح والحوار التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف، وفق المصدر نفسه.

وأكدت مؤسسة محمد السادس أن “مسجد محمد السادس بأبيدجان سيعمل على توفير الشروط الضرورية لتقاسم التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني والتي تقوم على الثوابت الدينية المشتركة بين البلدين الشقيقين مما سيشكل تكريسا للعلاقات الأخوية التاريخية التي جمعت في الماضي كما هو الشأن في الحاضر بين الشعبين الإيفواري والمغربي”.

ويأتي تدشين مسجد محمد السادس في أبيدجان في إطار جهود المغرب لتحصين أفريقيا من التطرف والإرهاب عبر نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية، فيما تقيم هذه المنشأة الدينية الدليل على العلاقة الراسخة بين المغرب وكوت ديفورا.

بصفته مسجدًا، يمكن لمسجد محمد السادس في أبيدجان أن يكون مركزًا لنشر الأمن الروحي من خلال القيام بالأنشطة الدينية والتعليمية والاجتماعية. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل:

  1. الصلوات والخطب الدينية التي تساهم في تعزيز الروحانية والتقوى الدينية بين المصلين.

  2. تقديم الدروس والمحاضرات الدينية التي تعمل على توجيه المصلين وتثقيفهم حول قيم الإسلام وتعاليمه.

  3. تنظيم الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي تعزز التفاهم والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع المحلي.

  4. تقديم الدعم والمساعدة للمحتاجين في المجتمع من خلال الأنشطة الخيرية والإغاثية.

بهذه الطريقة، يمكن لمسجد محمد السادس في أبيدجان أن يسهم في نشر الأمن الروحي وتعزيز القيم الإسلامية من خلال خدماته وأنشطته المختلفة.

وأنفق المغرب خلال آخر خمس سنوات أكثر من 40 مليون دولار لبناء مساجد في غينيا وتشاد وتنزانيا وكوت ديفوار ومسجد بجامعة نواكشوط الجديدة.

وتتصدر المملكة بلدان أفريقيا كأكبر ميزانية تخصص للشؤون الدينية ومن الأكبر في العالم، حيث بلغت 600 مليون دولار سنة 2024.

ويقيم المغرب شراكات واسعة من الدول الأفريقية قائمة على المصالح المتبادلة، فيما يولي أهمية بالغة للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، ضمن جهوده لتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب المنطقة.

كما تحرص المملكة على نشر الأمن الروحي في أفريقيا من خلال إقامة المساجد وتكوين الأئمة المنحدرين من الدول الإفريقية وتوزيع المصاحف.

ويستقبل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات بالرباط آلاف الطلبة من جنسيات مختلفة لتكوينهم في العلوم الشرعية والإنسانية والتعايش والتسامح والوسطية.

وكان الملك محمد السادس قد أكد أن “الحوار بين الأديان وتكريس التعايش الإيجابي فيما بينها والتفاهم والتعاون حول أهداف إنسانية سيكون رافعة أساسية لتجنيب البشرية شرور الفتن والأوجاع والمعاناة”.

وشدد في رسالة وجهها إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي حول حوار الأديان.. لنتعاون من أجل مستقبل مشترك العام الماضي على أنه لن يتسنى بلوغ ذلك إلا إذا “ربطنا القول بالفعل وحرصنا على تجديد مفهوم الحوار بين الأديان وتحقيق نقلة نوعية في الوعي الجماعي بأهمية الحوار والتعايش وبمخاطر الاستمرار في منطق الانغلاق والتعصب والانطواء”.