افتتاح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الرباط ” لمحاربة العنف السياسي في القارة السوداء”

0
237

افتتح مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب أمس الخميس، مقره الأفريقي الجديد في العاصمة المغربية الرباط وتتمثل مهمته في “ تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب”.

وترأس حفل الافتتاح وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة والأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف (الذي حضر الفعالية عبر وسائل الاتصال عن بعد)، بحضور ممثلي وكالات الأمم المتحدة في المغرب وسفراء عدة بلدان.

وشدد بوريطة على أن هذا المكتب، وهو الأول من نوعه في القارة بأكملها ويقع في حي ثري بالرباط، يهدف إلى تعظيم الجهود لمحاربة الإرهاب وتعزيز قدرات الدول الأفريقية وتبادل الخبرات والمعرفة في هذا الشأن.

وذكر بيان لوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنه تم افتتاح المكتب عن طريق “تقنية التناظر المرئي” بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وفلاديمير فورونكوف نائب الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

وأضاف بيان الخارجية المغربية أن المكتب سيعمل على “تطوير وتنفيذ البرامج المعتمدة التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تطوير وتعزيز القدرات والمهارات في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما فيما يتعلق بأمن الحدود وإدارتها والتحقيقات والمتابعات وإدارة السجون وفك الإرتباط وإعادة التأهيل والإدماج”.

وشدد بوريطة على أنه تم خلال عام 2020 تنفيذ 7 آلاف و108 اعتداءات في القارة الأفريقية، مما أسفر عن سقوط 12 ألفاً و519 ضحية، وأشار الوزير إلى أن التكلفة الاقتصادية للإرهاب في العقد الماضي تجاوزت 171 مليار دولار.

كما جاء في البيان أن “المكتب الإقليمي الجديد، سيعتمد على تجميع خبرات المغرب ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفي مقاربة تضامنية وتشاركية تعكس روح المسؤولية الجماعية”.

وأعرب بوريطة عن أسفه لأن منطقة الساحل كانت ثاني أكثر المناطق تضرراً من الهجمات الإرهابية في العالم خلال العقد الماضي، وعلى نفس المنوال، أعرب سفير الكاميرون بالرباط وممثل السفراء الأفارقة بالمغرب محمادو يوسفو عن أسفه لانتشار الإرهاب بسرعة في القارة الأفريقية خلال العقدين الماضيين.

وقد أدى هذا إلى إزهاق أرواح مواطنين وبث الخوف؛ وبحسب السفير، فإن الإرهاب يفسر بمجموعة من الأسباب، بما في ذلك الجهل والفقر والإقصاء الاجتماعي والظلم وعدم احترام حقوق الإنسان.

وشدد الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، على أن المكتب الجديد سيعزز كفاءات دول القارة، وأشاد بدور المغرب في مكافحة الإرهاب.

وتعلن السلطات المغربية تكرارا تفكيك خلايا موالية لتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، لكن المملكة بقيت عموما في منأى من هجماته حتى أواخر 2018، عندما قُتلت سائحتان اسكندينافيتان ذبحا في ضواحي مراكش في عملية نفذها وفق السلطات موالون لداعش من دون أن يعلن التنظيم تبنيها.

ومنذ العام 2002 أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك أكثر 2000 خلية إرهابية وتوقيف أكثر من 3500 شخص.

ويعتمد المغرب على مقاربة شاملة أمنية وثقافية في مكافحة الإرهاب والتطرف وقد نفذ عمليات استباقية جنبت المملكة الكثير من الاعتداءات الإرهابية، فيما يعمل في المقابل على ترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح.