شارك الآلاف من التونسيين في مسيرات احتجاجية بالعاصمة تونس ضد الرئيس التونسي قيس سعيّد وتنديدا بالوضع الاقتصادي المتردي. وفيما تأتي الاحتجاجات في ذكرى مرور 12 عاما على الثورة، رفع متظاهرون لافتات تطالب برحيل سعيّد.
وردد المتظاهرون وبينهم العديد من أنصار حزب النهضة ذي المرجعية الاسلامية الذي ترأس البرلمان قبل احتكار الرئيس سعيّد السلطة في 25 تموز/يوليو 2021 ، “الشعب يريد ما لا تريده. يسقط سعيّد” و”لا للانقلاب” و”ارحل”.
ويعرب العديد من التونسيين الذين أيدوا إلى حد كبير احتكار سعيّد السلطات في صيف 2021 ، عن استياء متزايد بسبب تدهور ظروفهم المعيشية، مع نسبة تضخم تزيد عن 10%.ودعت المعارضة سعيّد للاستقالة والمغادرة بعد “فشل مساره”، لكنه يؤكد في المقابل تنظيم الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية في 29 كانون الثاني/يناير.
وتوصلت تونس المديونة بنسبة أكثر من 80% من إجمالي ناتجها الداخلي، الى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي في منتصف تشرين الأول/اكتوبر حول قرض جديد بقيمة حوالى ملياري دولار لمساعدتها في مواجهة صعوبات اقتصادية متفاقمة. ويحذر البنك المركزي التونسي من أن سنة 2023 ستكون “صعبة” في إطار من ضعف النمو وارتفاع التضخم، في حال عدم التوصل الى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولي على قرض.
وفي مثل هذا اليوم عام 2011 شهد الشارع نفسه احتجاجات حاشدة أدت في نهاية المطاف إلى مغادرة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي للبلاد بعد 23 عاما في الحكم الى المملكة السعودية حيث قضى بقية حياته حتى وفاته في 2019.
وشهد الانتقال الديمقراطي في البلاد منذ 2011 الكثير من المطبات في حين حذرت منظمات حقوقية من خطورة الصلاحيات شبه المطلقة للرئيس على الديمقراطية.
وتتهم المعارضة الرئيس قيس سعيد بالتأسيس لحكم فردي بعد إعلانه التدابير الاستثنائية منذ 25 تموز/يوليو 2021 وحله البرلمان المنتخب في 2019 وإلغائه دستور 2014.
وتجاوز المتظاهرون صفوف رجال الشرطة والحواجز المعدنية للوصول إلى الشارع، متحدين الجهود الأولية التي بذلتها السلطات لفصل عدة احتجاجات متوازية دعت إليها أحزاب سياسية مختلفة ومنظمات المجتمع المدني.
وعقب وصول المحتجين لشارع بورقيبة رفعوا شعارات “ارحل ارحل” و”الشعب يريد إسقاط الانقلاب.. يا شعب ثور على سعيّد الديكتاتور”.
في تغريذة لصحفي الجزيرة المتميز ،أحمد منصور : قائلاً : الشعب التونسي ينتفض في ذكرى ثورته سعيا لاستعادتها ممن سرقوها.
الشعب التونسي ينتفض في ذكرى ثورته سعيا لاستعادتها ممن سرقوها pic.twitter.com/aJgy03SYzK
— A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) January 14, 2023
وحل سعيد البرلمان المنتخب في عام 2021 وبدأ في إعادة تشكيل النظام السياسي، لكن ضعف الإقبال على انتخابات ديسمبر/ كانون الأول لاختيار أعضاء مجلس تشريعي جديد بلا سلطات في الغالب كشف عن ضعف التأييد الشعبي لما أجراه من تعديلات.
ويقول الرئيس التونسي المنتخب بأغلبية فاقت 70 بالمئة بالدور الثاني للانتخابات الرئاسية في 2019، إنه يريد تصحيح مسار الثورة ومكافحة الفساد والفوضى بمؤسسات الدولة. وتعارض القوى السياسية الرئيسية، بما في ذلك معظم الأحزاب والنقابات العمالية، الآن مشروع سعيد ويصفه الكثيرون بأنه انقلاب مناهض للديمقراطية.
وفي غضون ذلك يتهاوى الاقتصاد، مع اختفاء سلع أساسية من على الأرفف دون تمكن الحكومة بعد من تأمين خطة إنقاذ دولية مع مواجهة مالية الدولة للإفلاس.
المغرب يستقبل الإمام المغربي حسن إيكوسين المطلوب من القضاء الفرنسي بعد ترحيله من بلجيكا