أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو مبعوثا أمميا خاصا في إقليم الصحراء المغربية، وفق ما أعلنه ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وقال دوجاريك، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، إنّ ألكسندر إيفانكو سيخلف الكندي كولين ستيوارت (الذي يتولى هذا المنصب منذ أواخر 2017)، مشيرا إلى إشادة الأمين العام أنطونيو غوتيريش بـ ”خدمته المتفانية وقيادته الفعالة لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في إقليم الصحراء المغربية“، بحسب تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنه ”بعد أن شغل منصب رئيس أركان بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في غقليم الصحراء منذ عام 2009، جلب إيفانكو إلى هذا المنصب أكثر من 30 عامًا من الخبرة في الشؤون الدولية وحفظ السلام، وشغل سابقًا منصب مدير الإعلام لبعثة الأمم المتحدة في كوسوفو (2006-2009)، والمتحدث باسم الأمم المتحدة في البوسنة والهرسك (1994-1998)“.
وبدأ المبعوث الأممي الجديد ألكسندر إيفانكو إلى إقليم الصحراء المغربية حياته المهنية في الصحافة، حيث عمل مراسلا لإحدى الصحف الروسية في أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية، كما شغل منصب كبير مستشاري الممثل المعني بحرية وسائل الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بين سنتي 1998 و2005، وهو حاصل على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف في الصحافة من جامعة موسكو الحكومية، ويتحدث الروسية والإنجليزية بطلاقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعلن في مايو/أيار الماضي ترشيح 13 شخصية لمنصب المبعوث الأممي للصحراء المغربية، بعد استقالة الألماني هورست كوهلر في مايو أيار 2019.
ويأتي إعلان تعيين الروسي ألكسندر إيفانكو بعد أيام من إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بذريعة الأعمال العدائية رغم ان العاهل المغربي دعا مرارا الى حوار صريح وشامل لإنهاء التوتر بين البلدين، ومنها ملف الصحراء المغربية، كما يأتي هذا التطور بعد إعلان واشنطن تأييدها لسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
الأمين العام @antonioguterres يشجع #الجزائر و #المغرب على إيجاد طريقة لإصلاح العلاقات
🔗 https://t.co/MBcdLLN39K pic.twitter.com/qMPqrEwIlh— الأمم المتحدة (@UNarabic) August 26, 2021
وفي 28 يوليوز الماضي ، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جوي هود أن الولايات المتحدة لن تتراجع عن الاعتراف بأحقية السيادة المغربية على صحرائها، بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أواخر العام الماضي اعترافها بمغربية الصحراء.
وصرح هود للصحفيين بعد لقائه مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في إطار زيارة رسمية يقوم بها إلى المغرب “ليس هناك أي تغيير في الموقف الأميركي” من الاعتراف بمغربية الصحراء التي أعلنتها الإدارة الأميركية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي في عهد ترامب، مقابل تطبيع المغرب مع إسرائيل”.
وأضاف هود أن الولايات المتحدة “تدعم عملية سياسية في الصحراء المغربية، ذات مصداقية تقودها الولايات المتحدة لتحقيق الاستمرار ووقف أي أعمال عدائية”، تشنها جبهة البوليساريو.
وتابع “نحن نتشاور مع مختلف الأطراف حول أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة”.
ويعد الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول إقليم الصحراء المغربية من أقدم النزاعات في أفريقيا إذ يعود لعام 1976 عندما تأسست الجبهة بعد ضم المغرب الصحراء إليه إثر انسحاب الاستعمار الإسباني منها في عام 1975، لتطالب الجبهة باستقلال الإقليم وتحمل السلاح في وجه المغرب.
وتقاتل جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر من أجل انتزاع الإقليم منذ ذلك الحين.
ولم يتوقف القتال إلا في عام 1991 عندما تدخلت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
وانتهكت جبهة البوليساريو الانفصالية منذ 13 نوفمبر/تشرين الثاني إنهاء وقف إطلاق النار المعمول به، بعملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة.
في المقابل أكّدت الرباط تشبّثها باتفاق وقف النار. ويقترح المغرب الذي يسيطر على ثمانين بالمئة من مساحة الصحراء المغربية، منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، بينما تطالب بوليساريو التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير ورد في اتفاق العام 1991.
وقال هود اليوم “نؤيد بشدة جهود الأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للصحراء المغربية بأسرع ما يمكن، ونحن على استعداد للمشاركة مع جميع الأطراف لدعم هذا المبعوث”.