المعتقلون كانوا يستعدون لتنفيذ عمليات تخريبية تستهدف أفرادا ومؤسسات أمنية ومنشآت حيوية حساسة.
تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية على ضوء معلومات استخباراتية وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، صباح اليوم الإثنين، من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” تنشط بمدينة طنجة، وتتكون من ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 31 و40 سنة، والذين كانوا بصدد التحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة، وذلك في إطار المجهودات المتواصلة لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية،
وأوضح بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه، وحسب المعلومات الأولية للبحث، فإن عناصر هذه الخلية الإرهابية بايعوا الأمير المزعوم لتنظيم “داعش”، وكانوا يستعدون لتنفيذ مشاريع تخريبية تستهدف منشآت حيوية وأمنية، وذلك بعدما انخرطوا فعليا في التحضير المادي لهذه المشاريع، من خلال رصد وتحديد الأهداف، وكذا الحصول على معلومات بشأن كيفية صناعة المتفجرات.
كما أوضحت نفس التحريات، يضيف ذات المصدر، بأن المشتبه فيهم حاولوا ربط علاقات مع عناصر إرهابية أخرى تنشط خارج المملكة، بهدف التنسيق معهم للالتحاق بإحدى فروع تنظيم “داعش”، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء، وذلك مباشرة بعد تنفيذ مخططاتهم الإرهابية التي كانوا يعتزمون القيام بها داخل أرض الوطن.
وقد تم إيداع المشتبه فيهم الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك للكشف عن جميع المشاريع الإرهابية والامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الخلية، التي تؤشر مرة أخرى على تنامي المخاطر الإرهابية التي تحدق بالمملكة، في ظل إصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تلبية الدعوات التحريضية الصادرة عن تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتطبّق السلطات المغربية خطة استباقية في مكافحة الإرهاب نجحت بفضلها في تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية منذ التفجيرات الانتحارية التي هزت الدار البيضاء في مايو/أيار عام 2003.
ويعتمد المغرب منذ سنوات مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، كما جفّف منابع التطرف من خلال إقرار مناهج علمية تقوم على التوعية من مخاطر التشدد الديني وترسخ مبادئ التسامح والتعايش وأتاحت التعاون مع شركاء غربيين لمحاصرة الظاهرة التي تفشت خلال السنوات الأخيرة.
وتمكنت الأجهزة المغربية في مناسبات عديدة من إحباط هجمات إرهابية في دول أوروبية من خلال تعاون وازن ومعلومات موثوقة أدّت إلى اعتقال متطرفين كانوا يخططون لاعتداءات في أوروبا.
وخلص تقرير أميركي حول مكافحة الإرهاب للعام 2021 إلى أن المغرب يعتبر شريكا موثوقا في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أنه نجح إلى حد كبير في الحد من تنامي الأنشطة الإرهابية.
وأشار التقرير إلى الجهود التي يبذلها المغرب محليا وإقليميا ودوليا في مكافحة الإرهاب ونجاحه في اعتقال عدد هام من الإرهابيين وتفكيك خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات تستهدف مجموعة من الأهداف الحيوية وشخصيات ومقرات حكومية وأمنية ومقرات أجنبية.
ونجح المغرب في استثمار الشراكات التي تربطه مع الفاعلين الدوليين، ما مكّن السلطات المغربية من الاستفادة من جمع المعلومات الاستخباراتية والعمل الأمني والتعاون الدولي لإنجاح عمليات مكافحة الإرهاب.
كما شاركت المملكة في العديد من البرامج المتعلقة بمكافحة الإرهاب التي تنظمّها الولايات المتحدة بهدف تطوير الأداء والرفع في القدرات التقنية والتحقيقية وتحليل المعلومات الاستخباراتية فضلا عن المسائل التي تتعلق بالأمن السيبراني.
ويلعب المغرب دورا محوريا في الحفاظ على استقرار المنطقة، استنادا إلى تأثيره الكبير في محيطه، خاصة بعد أن فرض نفسه رقما صعبا في معادلة التوازنات الإقليمية والشراكات الاقتصادية والأمنية في فضاء جغراسياسي متقلب.
وتتزايد أهمية التعويل على المغرب بالنسبة إلى القوى الأوروبية في ظلّ تنامي التحديات الأمنية وتمدد الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي، فيما أثارت هذه النجاحات المغربية في المجال الأمني والعسكري قلق الجارة الشرقية الجزائر.
كما يقود المغرب جهودا إقليمية ودولية لمواجهة العديد من التحديات الأمنية غرب المتوسط، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أوالهجرة السرية والاتجار بالبشر، ما جعل المملكة تحظى بثقة العديد من الدول والقوى الغربية.
وحققت الممكلة تقدما هاما في تطوير قواتها العسكرية والأمنية من خلال عقد اتفاقيات التعاون العسكري مع عدد من الدول وتنويع مصادر السلاح والاهتمام بالتكنولوجيات العسكرية وخاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت العديد من الجيوش والأجهزة الأمنية تراهن عليها للحفاظ على الأمن والاستقرار خاصة على الحدود.