يتوافد رؤساء ورؤساء وزراء وملوك وملكات وسلاطين من نحو 200 دولة ومنطقة إلى العاصمة البريطانية لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الملكة إليزابيث الثانية والمشاركة في الجنازة، كما وتدفق مئات الآلاف على لندن لتوديع الملكة.
حل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد اليوم الأحد بلندن لتمثيل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
ولدى وصول صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد إلى مطار “ستانستد”، وجد سموه في استقباله ممثلا خاصا لجلالة الملك تشارلز الثالث، وسفير صاحب الجلالة بلندن والقنصل العام للمملكة المغربية بلندن.
إثر ذلك، غادر الموكب الأميري المطار متوجها إلى مقر إقامة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وسيمثل صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس حفظه الله وعفاه في الجنازة الملكة إليزابيث الثانية والتي ستقام رسميا يوم غد الإثنين.
وأشارت ذات المصادر الى أن من أبرز المشاركين، الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والإمبراطور الياباني ناروهيتو، وملك الأردن وولي عهد البحرين وأمير قطر وسلطان عمان وممثل عن العائلة المالكة السعودية.
وسيستقبل الملك تشارلز الثالث، العشرات من المسؤولين الوافدين للمشاركة في الجنازة في قصر باكينغهام مساء اليوم الأحد.
وتنتهي الفترة المخصصة للمشيعين الراغبين بوداع الملكة الملفوف نعشها بالعلم البريطاني والمسجّى في قاعة وستمنستر في البرلمان الساعة 6,30 (5,30 ت غ) من صباح الإثنين.
وينتظم الراغبون بوداع الملكة في طوابير بطول كيلومترات على ضفاف نهر التايمز مع فترات انتظار تتخطى 13 ساعة.
ومع استمرار وداع المشيعين للملكة، شارك أحفادها الثمانية على رأسهم الأميران وليام وهاري في وقفة وداعية حول النعش استمرت 12 دقيقة. وهاري الذي شارك في دورتين مع الجيش البريطاني في أفغانستان، ارتدى الزي الرسمي لوحدة الفرسان التي خدم في صفوفها. ويبدو أن مشاركة هاري جاءت بعد عرض مصالحة قدّمه تشارلز لنجله الأصغر بعدما اتّهم وزوجته ميغان العائلة المالكة بالعنصرية. وهاري (38 عاما) لم يعد يضطلع بأي دور ضمن العائلة الملكية وقد جُرّد من ألقابه العسكرية الفخرية. والوقفة الوداعية هي المرة الأخيرة التي يظهر فيها في مناسبة ملكية مرتديا الزي العسكري الرسمي.
وكان الملك تشارلز ونجله الأكبر وليام، الوريث الجديد للعرش، قد تفقدا المشيعين المنتظمين في طوابير على ضفاف نهر التايمز، في جولة لمصافحتهم وتوجيه الشكر لهم.
ومراسم الجنازة الرسمية للملكة إليزابيث الثانية هي الأولى التي تنظّم في بريطانيا منذ وفاة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل في العام 1965، وستقام الإثنين عند الساعة 11,00 (10,00 ت غ).
وفي حين سيحضر قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا واليابان ودول أخرى، لم توجّه أي دعوة لقادة روسيا وأفغانستان وبورما وسوريا وكوريا الشمالية.
والأسبوع الماضي ندّدت وزارة الخارجية الروسية بسلوك “غير أخلاقي” و”تجديفي” للمملكة المتحدة تجاهها، وذلك بعدما قرّرت لندن عدم توجيه دعوة لروسيا لحضور الجنازة.
أما الصين فستشارك في الجنازة، لكن السلطات البرلمانية البريطانية حظرت مشاركة اي من قادتها في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة في قاعة وستمنستر.
وتم استدعاء أكثر من ألفي شرطي من مختلف أنحاء البلاد لمؤازرة شرطة لندن.
بعد الجنازة، سينقل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى كنيسة سانت جورج في قصر ويندسور في غرب لندن، حيث ستدفن في مراسم عائلية إلى جانب والدها الملك جورج السادس ووالدتها وزوجها فيليب.
وأشاد الابن الثاني للملكة الأمير أندرو الأحد بـ”معرفتها وحكمتها اللانهائية”، علما أنه يواجه فضيحة على خلفية صلاته بالملياردير الأميركي جيفري إبستين الذي دين باعتدائه على أطفال.
وأشادت كاميلا، عقيلة الملك تشارلز الثالث، بإليزابيث الثانية، وقالت “كانت لديها عينان زرقاوان رائعتان، وعندما تبتسم تُضيئان وجهها بالكامل”. وتابعت “كانت جزءا من حياتنا منذ أمد طويل. أبلغ حاليا 75 عاما ولا يسعني ان أتذكر أحدا ذا حضور غير الملكة”. وأضافت “لا بُدّ أنّه كان من الصعب جدا بالنسبة إليها أن تكون امرأة منفردة. لم تكن هناك نساءٌ رئيسات وزراء أو رئيسات. كانت هي الوحيدة، لذلك أعتقد أنها أدت دورها الخاص”.