“الإقالة والتجديد في “البام”: هل تعكس القيادة النسائية الجديدة تغييرًا حقيقيًا أم مجرد تكتيك سياسي؟”

0
74

في ظل التحولات السياسية الحالية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، تتوالى الأحداث لتكشف عن مسار الملتبس لإقالة صلاح الدين أبو الغالي وتعيين فاطمة السعدي، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه التغييرات على صورة الحزب وأدائه الحكومي.

في الاجتماع التاسع والعشرين للمجلس الوطني للحزب، تم تناول قضايا داخلية تتعلق بالعمل في إطار الأغلبية الحكومية، وأبرزها قضية أبو الغالي الذي تم تعويضه بفاطمة السعدي.

فاطمة الزهراء المنصوري، منسقة القيادة الجماعية للحزب، أكدت أنه “لم يتم ارتكاب أي خطأ خلال المؤتمر الأخير”، مشددة على أن أبو الغالي، الذي تربى داخل الحزب، كان لديه مشاكل كان لها تأثير على القيادة الجماعية.

وفي سياق حديثها، أوضحت أنه “لا يعقل أن يكون قيادي ‘مْخَاصْمْ’ مع قياديين آخرين يوجهون له اتهامات، لذا ينبغي أن تكون لدينا مصداقية لدى جميع المناضلين”. هذه التصريحات تعكس الرغبة في تجديد صورة الحزب وتأكيد التزامه بالقيم الداخلية.

أما نجوى كوكوس، رئيسة المجلس الوطني، فقد أوضحت أن الشق القانوني لإقالة أبو الغالي كان قد أحيل إلى لجنة الأخلاقيات، حيث تمت دراسة الملف واتخاذ القرار بإقالته من القيادة الجماعية وتجميد عضويته في الحزب.

وذكرت أن “قرارات لجنة الأخلاقيات تبقى ملزمة، وغير قابلة للمناقشة”، مما يشير إلى أن الحزب يسعى لتأكيد مبادئ النزاهة والشفافية في إدارته.

لكن يبقى التساؤل قائمًا: هل هذه الإقالة تعكس تغييرًا حقيقيًا في نهج الحزب، أم أنها مجرد تكتيك سياسي لتلميع صورته في إطار التحولات الحكومية الراهنة؟

حزب الأصالة والمعاصرة ولوبيات المصالح: هل يستطيع الحزب كسر هيمنة اللوبيات الاقتصادية؟

القيادة النسائية الجديدة: فرصة للتجديد

تعيين فاطمة السعدي كبديل لأبو الغالي يسلط الضوء على جهود الحزب في تعزيز القيادة النسائية، وهو خطوة مهمة قد تعكس رغبة حقيقية في التجديد والإصلاح.

فاطمة السعدي تأتي في وقت يحتاج فيه الحزب إلى استعادة ثقة الناخبين وملاءمة أدائه مع انتظارات المواطنين، خاصةً في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية الحالية.

في هذا السياق، تشير المنصوري إلى أن الحزب “يناقش حاليًا التعديل الحكومي مع رئيس الحكومة”، وهو أمر يعتبره أعضاء القيادة مسألة داخلية، مما يدل على أنهم في مرحلة من الاستعداد للتكيف مع المتغيرات السياسية والاقتصادية.

التحديات والفرص أمام “البام”

رغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الحزب، تتعلق بكيفية معالجة الأزمات الاجتماعية المتزايدة، مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب الجفاف، والتجاوب مع تطلعات المواطنين.

فمحمد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية، تساءل عن كيفية تقييم منهجية الدعم الحكومي، ومدى فعالية هذا الدعم في الوصول إلى المواطنين.

خاتمة

إن أحداث الأيام الأخيرة داخل حزب الأصالة والمعاصرة، بما في ذلك إقالة أبو الغالي وتعيين فاطمة السعدي، تثير تساؤلات عديدة حول مستقبل الحزب.

هل ستؤدي هذه التغييرات إلى تحسين الأداء الحكومي وتعزيز مصداقية الحزب في عيون الناخبين؟ أم ستبقى مجرد تكتيكات سياسية؟ في النهاية، يبقى المستقبل رهينًا بقدرة الحزب على التكيف مع المتغيرات وتحقيق تطلعات المواطنين.