أحدث تحديد وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب، سن المشاركة في منافسات التدريس بـ 30 سنة كحد أقصى حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
ولا يزال الارتجال في اتخاذ القرارات هو النهج المتّبع في مستوى وزارة التربية الوطنية في المغرب كما نتصور أن هذا النهج قد تخلت عنه الوزارة بعد المناقشات التي تمت في السنوات الماضية بخصوص التفكير في”إصلاح الإصلاح” والتي بيّنت لها أن ما نفذ من قرارات في العشرية الأخيرة بصفة متسرعة كان له انعكاس سلبي على سير التعليم، وعلى مستوى الأداء المدرسي وهو الذي سبب كثيرا من مظاهر التدهور التي يعيشها النظام التعليمي.
ومن الإجراءات الارتجالية التي أقدمت عليها الوزارة في أول تجربة تفتقر إلى النتائج الايجابية بهذه السرعة ولمَّا يَمضي على وجودهم بالحكومة سوى شهرٍ ونيف، أن هذا القرار يهدف لجذب المترشحات والمترشحين الشباب نحو مهن التدريس، وبغية ضمان التزامهم الدائم في خدمة المدرسة العمومية.
في المقابل ، كتب الصحفي مصطفى الفن، في حسابه على “فيسبوك” أنه : تحدثت أمس إلى مسؤول حكومي حول قرار الوزير شكيب بنموسى الذي حدد 30 سنة من أجل الولوج إلى الوظيفة بقطاع التعليم..صحيح أن بنموسى ميز بين الولوج الى مراكز التكوين وبين الولوج إلى الوظيفة..لكن في كل الأحوال يبقى قرار بنموسى كارثيا لأن الخرق القانوني والدستوري ثابت ومؤكد.
وأضاف في حديثه إلى مسؤول حكومي،حسب قوله ، أنه فهم منه “أن هذا القرار الذي اتخذه بنموسى لم يكن محط نقاش داخل الحكومة ولا خارج الحكومة”. ويضيف ، بل فهمت أيضا أن بنموسى اتخذ هذا القرار بصفته وزيرا ومشرفا على هذا القطاع و”ربما” دون حتى استشارة رئيس الحكومة ولا أمينه العام في حزب الأحرار عزيز أخنوش.
وجه كلامه بقوله : “عزيز أخنوش دخل على الخط في هذا الملف فيما بعد..أي بعد أن وقعت الواقعة.. بمعنى آخر فالوزير بنموسى هو صاحب هذا القرار وحده لا شريك له”.. لكن، ولأن هذا القرار كان له ما بعده وأثار احتجاجات واسعة وسط المغاربة فقد فهمت من مصدري أن الحكومة أو نواتها الصلبة لا يمكن أن تكتفي بالتفرج على هذا الذي يقع..فهل سيتراجع بنموسى عن هذا القرار؟ حاليا مثل هذا السؤال هو أكبر من أن يجيب عنه أو يقرر فيه حتى بنموسى نفسه.. لماذا؟ لأن هذا الملف دخلت على الخط فيه أكثر من جهة في أفق البحث عن حل ينقذ ما يمكن إنقاذه وإنقاذ السلم الاجتماعي أولا.
وختم الفن تدوينته: أما بنموسى فقد اكتشف المسكين أنه أعد نموذجا تنمويا جديدا دون معرفة دقيقة بالمغرب والمغاربة..
في المقابل، رأى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه الخطوة الارتجالية ستُقصي الآلاف من الشباب من الولوج لمهنة التدريس.
بدوره، أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي، شكيب بنموسى، أن منافسات أطر التدريس المبرمجة هذه السنة تدخل في صلب سياسة الارتقاء بالمنظومة التعليمية.