الاعب الدولي يوسف النصيري ضمن قائمة أبرز الهدافين بعد مونديال قطر

0
2676

يوسف النصيري المهاجم الذي قاد منتخب المغرب إلى المربع الذهبي في مونديال قطر ٢٠٢٢

دخل الدولي المغربي يوسف النصيري، اسمه ضمن قائمة أكثر المهاجمين تسجيلا في أوروبا بعد المونديال.

ووفق تصنيف “Pop foot”، يبقى النصيري من أكثر المهاجمين تسجيلا في أوروبا بعد المونديال، إذ نجح المغربي في التوقيع على 14 هدف من 26 مباراة، محتلا المركز التاسع في القائمة، متفوقا على أعتد وأبرز المهاجمين في القارة العجوز.

في حين، يتصدر النجم النرويحي، إيرلينغ هالاند القائمة بـ21 هدفا من 21 مباراة، متبوعا بلاعب ريال مدريد، كريم بنزيما، صاحب الـ18 هدفا من 23 مباراة، ثم ماركوس راشفورد، الذي سجل 17 هدفا من 27 مباراة.

ويقدم النصيري أقوى العروض، عبر تسجيله لأهداف حاسمة، لصالح نادي إشبيلية، مساهما في تحقيق فريقه لانتصارات ثمينة سواء في الدوري الإسباني أو الأوروبي.

يوسف النصيري لاعب كرة قدم محترف ولد في فاس عام 1997، وفي سنوات قليلة صار نجما في مجموعة من الفرق الإسبانية، ثم بطلا شعبيا في أعين المغاربة، وضمن “الفتى الطائر” -صاحب قفزة المونديال التاريخية- للمغرب مقعدا في المربع الذهبي، ضمن نهائي مونديال قطر 2022. 

بدأ يوسف النصيري “هداف الأسود” حياته لاعبا في الشوارع في أزقة فاس، وأظهر موهبة كبيرة، مقارنة بأصدقائه.

وكان يوسف مميزا بتمريراته وضرباته الرأسية ومراوغاته، وحصل ضمن فريقه المدرسي على جائزة أحسن لاعب صاعد في كرة القدم.

بعد ذلك، أبدى فريق المغرب الفاسي الرغبة في ضمه من أجل التكوين ضمن الفئات العمرية بالنادي، لكن عائلته ترددت في اتخاد القرار لرغبتهم في إكمال يوسف دراسته.

ولكن إصرار الطفل المولع بالكرة جعل والده يقبل انتسابه للنادي المحلي عام 2010، وصقل موهبته الكروية هناك.

وفي عام 2011 التحق بأكاديمية محمد السادس لكرة القدم (المتخصصة في اكتشاف المواهب الكروية) في مدينة سلا، على بعد أقل من 20 كيلومترا من العاصمة الرباط وهو في الـ12 من عمره.

وذلك بعد اختياره في انتقاء للمواهب الكروية في مختلف مدن المملكة، وكان في مجموعة ضمّت عددا من نجوم الكرة المغربية الحاليين، منهم حمزة منديل ورضا التكناوتي ونايف أكرد وآخرون.

وكان المدرب المغربي ناصر لارغيت -الذي يحمل أيضا جنسية فرنسية- مدير الأكاديمية آنذاك، وعبّر عن إعجابه بموهبة يوسف النصيري ولياقته البدنية.

أثبت النجم المغربي طوال 4 سنوات من التدريب والتكوين أحقيته بمكانه داخل الأكاديمية، لأنه تشرّب أساليب اللعبة وقواعدها وفق منهج “دراسة ورياضة”، وأظهر حينئذ مستويات كبيرة مكّنته من نيل شهادة التخرج بميزة “مشرف جدا”.

وكان حلم “ابن الشعب” أن يصنع لنفسه اسما في عالم كرة القدم، وأن يجعل عائلته تتمتع بمكاسب نجاحه، فساعدته الأكاديمية في بناء قاعدة هذا الحلم.

غادر يوسف النصيري المغرب إلى أكاديمية تشلسي للاعبين الشبان، ونجح في أول فرصة اختبار له، لكن رخصة العمل وقانون القاصرين أوقف حلم النجم الموهوب في الانتساب إلى كتيبة “البلوز”.

وبعدئذ توجه إلى أكاديمية “الألبيسلستي” لنادي مالقا، التي فتحت أبوابها له، تنفيذا لاتفاقية تجمع بينها وبين أكاديمية محمد السادس لكرة القدم.

كان النصيري آنذاك صغيرا، إلا أن المدير الفني الإسباني خواندي راموس قال إنه “في حالة بدنية هائلة تتفوق بالفعل على اللاعبين المحترفين، ولهذا السبب دفعت به في المباريات على الرغم من أنه كان يعاني من مشكلات خططية وتكتيكية بشكل طبيعي”.

في عام 2015 نجح يوسف النصيري في الحصول على أول عقد مع الفريق الثاني لفريق مالقا بقيمة 150 ألف يورو، وبعد عام واحد ارتقى إلى الفريق الرديف عام 2016، وقدم مستويات كبيرة، إذ سجل 9 أهداف في 10 مباريات.

وجعلته هذه الحصيلة خيارا أمام خوسي ميغيل غونزاليس مدرب الفريق الأول، فأشركه في معسكر الكبار تحضيرا لموسم 2016-2017، وسجل ثنائية في المباريات الإعدادية.

وسجل النصيري في أول مبارياته هدفا بعد 5 دقائق من دخوله بديلا، وفي موسمين مع الفريق الأول سجل 5 أهداف في 53 مباراة له.

وأكد مهاجم منتخب المغرب أن حياته تغيرت حين سافر إلى مالقا في أولى خطوات مساره الاحترافي، ورغم ذلك لم تتح له هذه الفرصة الظهور كثيرا، إذ لعب 1980 دقيقة في 41 مشاركة مع ناديه في مختلف المنافسات.

وفي صيف 2018 انتدبه نادي ليغانيس الإسباني مقابل 6 ملايين يورو في صفقة شراء هي الأعلى للفريق. ودخل النصيري تاريخ النادي بكونه أول لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في البطولة، وفي عامين شارك في 53 مباراة سجل فيها 15 هدفا.

وفي 16 يناير/كانون الثاني 2020 وقع يوسف النصيري وعمره حينذاك 22 عاما عقد انتقاله إلى إشبيلية، لـ5 مواسم مقابل 20 مليون يورو.

ورأى مدير الكرة في نادي إشبيلية رامون رودريغيز فيرديغو -المعروف بلقب “مونشي”- أن النصيري “يمتلك السرعة والقوة والشراسة والرغبة في القتال حتى آخر نفس”، وهي الصفات التي يحتاجها النادي.

ورأى مدير الكرة في نادي إشبيلية رامون رودريغيز فيرديغو -المعروف بلقب “مونشي”- أن النصيري “يمتلك السرعة والقوة والشراسة والرغبة في القتال حتى آخر نفس”، وهي الصفات التي يحتاجها النادي.

FIFA World Cup Qatar 2022 - Quarter Final - Morocco v Portugal
ارتقاء يوسف النصيري الذي حقق هدف التأهل للمربع الذهبي في كأس العالم 2022 (رويترز)

وأصبح النصيري الملقب بـ”الزناد المغربي لنادي إشبيلية” متربعا على عرش هدافي “الليغا” بـ12 هدفا، وأعاد بذلك ذكرى مواطنه العربي بن مبارك الذي كان قد سجل 56 هدفا في 113 مباراة مع أتلتيكو مدريد بنهاية موسم 1953-1952.

وقال جول كوندي زميله في فريق إشبيلية “يجب أن نسبق اسمه بلقب تعبيرا عن الاحترام”، ولقبه آخرون باسم “السير” يوسف النصيري، كما وصفه موقع “دياريو دي إشبيلية” بأنه “الإعصار يوسف” و”الرجل الذي لمسته العصا السحرية للهدافين”.

ونجح المهاجم الهداف منذ انتقاله إلى النادي في تسجيل 37 هدفا في مختلف البطولات حتى الآن.

وبعد تألقه، فضلت بعض الصحف الإسبانية البحث عن تقاليد اللاعب الموهوب، وأشارت إلى أن حلاق مهاجم إشبيلية منذ عام 2015 يعدّ “تميمة حظه”.

وقال الحلاق المغربي الذي يقيم في إسبانيا “إنه ينتقل أسبوعيا من مالقا لإشبيلية من أجل تصفيف شعره بعد التدريب وقبل كل مباراة”، لكنه أرجع تألق اللاعب إلى الجد والاجتهاد.

قائد خط المنتخب الأمامي

شارك يوسف النصيري أول مرة بقميص المنتخب الوطني في 31 أغسطس/آب عام 2016، في مباراة ودية أمام ألبانيا، حيث لعب 90 دقيقة وأعطى إشارات جيدة كقناص متحرك.

ثم شارك في 34 مباراة أخرى في “كان 2017” بالغابون ونجح في تسجيل أول أهدافه الدولية في مرمى منتخب الطوغو، وفي مونديال 2018 في روسيا نجح في هز شباك حارس إسبانيا بهدف تاريخي كان الهدف الذي غير حياته، إذ أدخله إلى اهتمامات العديد من الأندية العملاقة في أوروبا.