الايسيسكو تعترف بالقفطان تراثياً مغربياً خالصاً لا صلة له بالجزائر

0
466

حسمت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، بشكل رسمي أن القفطان تراث مغربي غير مادي، وجاء حسم المنظمة الاقليمية بعد أن قدم المغرب عبر وزارة الشباب والثقافة والتواصل لعناصر التراث غير مادي في قائمة تسجيل المواقع التراثية والعناصر الثقافية على قائمة الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، من خلال لجنة التراث في العالم الإسلامي، التابعة للإيسيسكو، والتي قامت بتسجيل 26 موقعا تاريخيا وعنصرا ثقافيا جديدا كتراث مغربي خالص على قوائم التراث في العالم الإسلامي النهائية للتراث المادي وغير المادي، بما في ذلك القفطان المغربي.

منظمة الايسيسكو والتي تضم في عضويتها دول منظمة التعاون الإسلامي بما في ذلك الجزائر، مما يعني أن الجزائر أقرت بأن القفطان مغربي حسب ذات المصدر.

وإضافة إلى فنون ومهارات القفطان المغربي، فقد تم تسجيل عناصر أخرى العناصر الثقافية كتراث مغربي لدى منظمة الإيسيسكو في المهارات والعادات المرتبطة بالكسكس المغربي، وفن الملحون المغربي، والخط المغربي، وفنون الطبخ المغربي، وفن الدقة المراكشية، وغير ذلك من عناصر تراثية.

ويُرجع الباحثون تاريخ القفطان إلى القرن الثالث عشر الميلادي وتحديدا إلى الدولة المرينية، ليشهد تطورا مع السعديين وخاصة في عهد السلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي، قبل أن ينتشر في الأندلس.

بتأكيد من الجزائر.. منظمة الإيسيسكو تدرج رسميا القفطان تراثا مغربيا غير  مادي - مدار21




ويُعتبر القفطان من أقدم الألبسة التقليدية في العالم يخص المغاربة، كما أنه يعد رمزا للنبالة والأناقة والتراث والهوية خاصة في المُناسبات السعيدة مثل حفلات الزفاف والحناء والختان.

وخطف هذا الزي التقليدي المغربي في العديد من المناسبات الأنظار في عاصمة الأنوار والموضة باريس وفي أسبوع الموضة بتركيا وبأبوظبي وكذلك في بروكسل، إذ تربع على عرش أهم ماركات الأزياء في العالم.

وفتح ارتداؤه من قبل مشاهير وشخصيات عالمية شهية مصممي الأزياء الغربيين أمثال بالمان وإيف سان لوران وجون بول غوتييه وغيرهم من الذين سارعوا إلى إدراج نسخ مطورة منه في كاتالوغات أعمالهم.

ويعكس القفطان الذي يساهم بنحو 16 في المئة من صادرات المغرب من الصناعة التقليدية حب المغاربة وتقديرهم للجمال وقدرتهم على الحفاظ على إرث تاريخي في مجتمع عايش حقبا وحضارات مختلفة.

ويتفرد الزي التقليدي المغربي أيقونة التنوع الحضاري والهوية المغربية والذي يتباهى بارتدائه المشاهير من شتى أنحاء العالم بكونه تراثا ثقافيا ينهل من روافد الثقافة المغربية العريقة ويأبى في الآن ذاته التخلي عن أصالته من خلال الملاءمة المفرطة والجريئة أحيانا مع صيحات عالم الموضة.

ومع توالي وقائع محاولة دول نسْبَ عدد من مكونات التراث الثقافي المغربي إليها، واستغلاله في مناسبات دولية وتعرضه للقرصنة، أطلق المغرب، في 18 إبريل/ نيسان الماضي، لأول مرة في تاريخ البلاد، علامة التميز “تراث المغرب”، بهدف “حماية التراث المغربي المادي وغير المادي من الاستعمال غير المشروع”.

ولفت بيان لوزارة الثقافة حينها إلى أن المغرب “سيستحدث لجنة استشارية تقوم بجرد لائحة التراث الذي سيحصل على علامة التميز، كما سيسمح للشركات المغربية والجمعيات وغيرها بمقاضاة كل من يستعمل تراث البلاد بطريقة غير مشروعة، وذلك في المحاكم الدولية المختصة”.

أطلقت الوزارة بموازاة ذلك فعاليات “شهر التراث” الذي انطلق في 18 إبريل واستمر حتى 18 مايو/أيار الماضي.

في السياق نفسه، تعمل الوزارة حالياً على صياغة استراتيجية للتعريف بالتراث المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وضع خطة تواصلية تنخرط فيها الصحافة الوطنية والصحافيون المغاربة المشتغلون بالصحافة الدولية، و”المؤثرون والشبان والشابات المغاربة الذين سنقوم بتكوين (تدريب) ألف منهم سنوياً. وهي الخطة التي تروم محاربة التضليل حول التراث المغربي والترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي”.