البرلمان العربي يندد بتهديدات نتنياهو: إدانة سياسية أم بداية لتحرك عربي حقيقي؟

0
161

في خضم التصعيد المستمر في غزة، فجّر رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جدلاً واسعاً بعد تصريحاته التي دعا فيها بشكل صريح إلى تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح، في خطوة أعادت إلى الأذهان سياسة التطهير العرقي التي رافقت المشروع الاستيطاني منذ نشأته.

البرلمان العربي، برئاسة محمد بن أحمد اليماحي، خرج ببيان شديد اللهجة، اعتبر فيه هذه الدعوات جريمة حرب مكتملة الأركان لا تسقط بالتقادم، وخرقاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني وللقرارات الأممية ذات الصلة. كما شدّد على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ورافض لأي مشاريع تهدف إلى اقتلاعه من وطنه، مؤكداً أن التهجير القسري لا يمكن أن يكون إلا جزءاً من مخطط لتصفية القضية الفلسطينية.

لكن، ورغم قوة البيان، يطرح الموقف تساؤلات جوهرية:

  • إلى أي حد يمكن أن يتجاوز البرلمان العربي حدود الإدانة اللفظية؟

  • وهل يمتلك أدوات عملية للضغط على المجتمع الدولي أو للتحرك في ساحات مثل محكمة الجنايات الدولية؟

  • ثم، أين يقف الموقف العربي الرسمي في ظل تباين السياسات الدولية بين داعم ومهادن للاحتلال؟

من جهة أخرى، يرى خبراء في القانون الدولي أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تندرج ضمن خطاب تحريضي عنصري يمكن ملاحقته قضائياً، وأن استمرار الصمت الدولي يعطي غطاءً سياسياً لممارسات تهدد الأمن والسلم في المنطقة. فيما يشدد محللون سياسيون على أن الاكتفاء بردود فعل روتينية من قبيل “الإدانة” و”الاستنكار” يفقد الموقف العربي زخمه، ما لم يترافق مع مبادرات دبلوماسية أو تحركات مؤسسية في المحافل الأممية.




ختاماً، تبدو الإدانة خطوة ضرورية ولكنها غير كافية. فالقضية الفلسطينية اليوم لا تحتاج فقط إلى بيانات متتالية، بل إلى إستراتيجية عربية واضحة وموحدة تحول دون تحويل غزة إلى نموذج جديد للتهجير، وتحافظ على جوهر القضية: حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة. وبينما تتصاعد الأصوات المنددة، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يتحول الموقف العربي هذه المرة إلى فعل حقيقي، أم يظل مجرد صدى في مواجهة آلة الاحتلال؟