“البلاي باك يُربك موازين: جمهور غاضب من شيرين وتساؤلات عن احترام المنصة المغربية”

0
93

مهرجان موازين بين تألق شيرين والجدل الجماهيري: من يقرر؟ من يتأثر؟ ومن يستفيد؟

أثار حفل اختتام مهرجان “موازين إيقاعات العالم” 2025، الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بمنصة النهضة بالرباط، موجة من الجدل الحاد، امتدت من مواقع التواصل إلى النقاشات السياسية والثقافية. وبينما تجاوز الحضور حاجز الـ200 ألف شخص، بدا أن التساؤلات الحقيقية تتجاوز الأداء الفني لشيرين، لتمس صميم آليات تدبير التظاهرات الفنية الكبرى في المغرب: من يقرر برمجة الفنانين؟ من يتحمل مسؤولية التنظيم؟ ومن يحاسب حين تتحول لحظة فنية إلى خيبة أمل جماهيرية؟

الأداء الفني أم سوء التنظيم؟

وُجهت انتقادات لاذعة إلى شيرين بسبب اعتمادها على تقنية “البلاي باك” في أداء عدد من أغانيها، ما دفع جزءًا من الجمهور إلى إطلاق هتافات: “صوتك.. صوتك”، ثم مغادرة الساحة احتجاجًا. كما سجل المتابعون لحظات غيابها المتكرر عن المسرح، وتراجع تفاعلها مقارنة بتجارب سابقة.

في المقابل، تحدث الطبيب المعالج لشيرين، د. نبيل عبد المقصود، في تصريحات إعلامية، قائلاً: “الوضع الصحي لشيرين مستقر تمامًا، ولا تعاني من اضطرابات نفسية أو جسدية، لكن التعاطف المفرط أو النقد الجارح يضغطان على الفنان بدلاً من دعمه”.

من المسؤول عن سوء التقدير؟

تكشف واقعة حفل شيرين عن غياب آليات واضحة لتقييم الجاهزية النفسية والفنية للفنانين قبل مشاركتهم في مهرجانات بحجم موازين. وهنا يُطرح سؤال الحوكمة: هل تعتمد اللجنة المنظمة معايير مهنية لاختيار الضيوف؟ هل تُؤخذ الظروف الشخصية والفنية للفنانين بعين الاعتبار؟

تقول الفنانة المغربية نجاة رجوي: “أحب شيرين، لكن غناؤها بلا روح أساء إلى صورتها وصورة المهرجان. كان على من حولها أن ينصحوها بعدم إحياء الحفل حتى تستقر حالتها”.

شيرين.. نجمة أم ضحية؟

رغم الانتقادات، دافع عدد من النجوم والجماهير عن شيرين، معتبرين أن “البلاي باك” ممارسة شائعة في الحفلات الكبرى، وأنها تمر بفترة صعبة تستوجب الدعم لا الهجوم. غير أن الإعلامي المغربي فهد الهاشمي اعتبر أن “ما يبقيها في الواجهة هو رصيدها القديم والتعاطف المرتبط بأزماتها”، مضيفًا أن “مهرجانًا عالميًا يستحق فنانة حاضرة بدنًا وروحًا”.

أرقام بلا شفافية؟

ورغم الإعلان عن حضور يفوق 200 ألف شخص، لم تصدر لحد الساعة معطيات دقيقة من إدارة المهرجان حول نسب الرضا، حجم الشكاوى، أو تدقيق حسابات التظاهرة، وهو ما يطرح علامات استفهام حول معايير التقييم والشفافية في إنفاق المال العام والدعم المؤسسي للمهرجان.

هل نحتاج إلى مراجعة النموذج الثقافي؟

يعكس الجدل حول شيرين أزمة أعمق في تدبير الفعل الثقافي بالمغرب: غياب التقييم، ضعف الاستماع لصوت الجمهور، وتكرار أخطاء التنظيم في مهرجانات ممولة جزئيًا من المال العام.

ختامًا، ما حدث في منصة النهضة ليس مجرد “سوء حظ فني”، بل مناسبة لإعادة النظر في من يحاسب، ومن يقرر باسم الفن، ومن يُغيب صوت الجمهور لصالح حسابات تنظيمية ضيقة. فمهرجان موازين، برمزيته، يستحق أكثر من مجرد حضور جماهيري ضخم.. يستحق مساءلة، وشفافية، وعدالة في برمجة الفن كما في احترام الجمهور.