البوليساريو مُنيت بهزيمة نكراء بعد الخرج من ندوة في لبنان راهن الانفصالبون من خلالها على مساواة لا تستقيم بين القضية الفلسطينية وما تزعم بأنه “حق تقرير المصير”

0
412

لقد مُنيت جبهة ما يسمى البوليساريو الانفصالية بخيبة كبرى بعد أن نأت العديد من الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية بنفسها عن المشاركة في ندوة نظمتها في بيروت تعمّدت عنونتها بــ”من الصحراء المغربية إلى فلسطين: إبادة مستمرّة”، فيما أثارت هذه الخطوة سخرية في صفوف العديد من المتابعن، في وقت تكشف فيه الحقائق على الميدان وقوف الجبهة وداعمتها الجزائر وراء إطالة أمد النزاع المفتعل حول الإقليم المغربي.

واصطدمت الجبهة الانفصالية بعدم تلبية العديد من الدبلوماسيين والشخصيات وقيادات سياسية من لبنان والأردن وسوريا الدعوة التي وجهتها لهم لحضور الندوة التي كانت تراهن من خلالها على مساواة لا تستقيم بين القضية الفلسطينية وما تزعم بأنه “حقها في تقرير المصير” وسعيها إلى الترويج لطروحاتها الانفصالية التي لم تعد تجد أي آذان صاغية.

وذكرت المصادر الإعلامية اللبنانية أن “المقارنة التي تعمّدت البوليساريو إقحامها، بين القضية الفلسطينية وملف انفصال الصحراء المغربية استنفرت العديد من الصحافيين الحاضرين والشخصيات التي فضّلت الانسحاب في هدوء، رغم إصرار المنظمين”، وأوردت المصادر نفسها “لم يبق من المنابر الإعلامية، سوى المقربة من دوائر الحكم في حزب الله والنظام السوري، باعتبارهم حاضني اللقاء في بيروت، الذي حضره أيضا دبلوماسيون جزائريون وغاب عنه دبلوماسيون لبنانيون أو عرب”.

ونقلا عن مصادر موثوقة، بأن العديد من الشخصيات تراجعت عن الحضور وقررت النأي بنفسها عن مخطط جبهة بوليساريو لتمرير مواقف مسيئة للمغرب الذي يقيم علاقات متينة وشراكات وجسور تواصل مع لبنان وكافة الدول العربية ويحظى بدعم راسخ لسيادته على صحرائه.

وكشفت المصادر نفسها أن الحضور اقتصر على “المنابر الإعلامية المقربة من دوائر الحكم في حزب الله والنظام السوري باعتبارهم حاضني اللقاء في بيروت الذي حضره أيضا دبلوماسيون جزائريون وقاطعه دبلوماسيون لبنانيون”.

ويأتي الموقف اللبناني الرسمي واضحا على لسان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الذي أكد في بيان الأحد “حرص بلاده على أواصر الأخوة التاريخية والمتجذرة التي تربطها بالمملكة المغربية وشعبها وعلى موقفها الدائم الداعم لسيادة المملكة ووحدة ترابها”، مشددا على “رفض لبنان أي مساس بأمن المغرب”.

كما عبر بوحبيب خلال اتصال هاتفي مع محمد إكرين سفير الرباط لدى بيروت عن “إدانة لبنان لكافة المواقف والتصريحات التي تسيء للمملكة المغربية وتهدد استقرارها ووحدة أراضيها”، لافتا إلى أن لبنان “يتطلع على الدوام إلى تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات”.

وترتبط الرباط بعلاقات وثيقة مع بيروت ويتعاون البلدان في العديد من المجالات كما يستعدان لاستكشاف فرص استثمارية بموجب اتفاق بين غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال غرفة دار البيضاء للتجارة والصناعة والخدمات.

ويأتي هذا التطور ليفاقم عزلة بوليساريو ومن ورائها الجزائر التي تدعم طروحاتها الانفصالية وتوفر الغطاء السياسي لقادتها، في وقت تتوسع فيه قائمة الدول التي تؤيد مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب التي يطرحها كحلّ وحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وتجمع كافة المؤشرات على أن قضية الصحراء المغربية لم تعد مطروحة للنقاش في المؤتمرات والندوات الدولية بعد أن لعب الحراك الدبلوماسي المغربي دورا محوريا في تعزيز الإجماع الدولي على سيادة المملكة على صحرائها، فيما باتت أغلب الدول تنظر إلى جبهة بوليساريو على أنها كيان غير شرعي تكشف أعماله العدائية ومخططاته على أنه أقرب إلى “تنظيم إرهابي”.