“يظهر وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي المغربي، شكيب بنموسى، جالسًا على ركبتيه أمام طاولة في فصل دراسي، محاطًا بأطفال صغار. بينما يمكن أن يُفهم هذا المشهد على أنه محاولة لإظهار القرب والتعاطف مع التلاميذ، يتساءل البعض عما إذا كانت هذه الصورة تتماشى مع سياسات الوزارة.
فلو كان الوزير حقًا يهتم بمستقبل هؤلاء الأطفال وباحتياجاتهم، هل كان سيسعى لإلغاء مساعدة مليون حقيبة مدرسية التي تُعتبر شريان حياة للكثير من الأسر المعوزة؟”
في وسط التعليم العمومي: هل التدابير كافية؟ من قلب مدرسة “المسيرة الخضراء” الابتدائية في تحناوت، انطلقت رسميًا السنة الدراسية 2024/2025 بإشراف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى. وبينما يبدو أن كل شيء يسير على ما يرام من وجهة نظر الوزارة، يبقى السؤال: هل الواقع يتماشى مع الخطاب الرسمي؟
الأرقام الرسمية: هل تعكس الحقيقة؟ تشير الوزارة في بيانها إلى أن أكثر من 8 ملايين تلميذ وتلميذة قد التحقوا بالمؤسسات التعليمية، وأن نحو 7 ملايين منهم في التعليم العمومي. إلا أن الإحصاءات قد تخفي وراءها معاناة حقيقية من نقص في البنية التحتية التعليمية واكتظاظ الفصول الدراسية. هل تعكس هذه الأرقام جودة التعليم أم أنها مجرد وسيلة لتلميع الصورة؟
هل تحقق البرامج الإصلاحية الأهداف المرجوة؟ الوزارة تتحدث عن “تنزيل البرامج والأوراش الإصلاحية المتضمنة في خارطة الطريق 2022-2026”. ولكن هل هناك متابعة حقيقية لهذه البرامج؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه الإصلاحات إلى تحسين فعلي في جودة التعليم، أم أنها مجرد شعارات لا تترجم على أرض الواقع؟
تحدي توفير الكتب المدرسية: هل الدعم كافٍ؟ تعلن الوزارة عن تقديم دعم مالي للناشرين لضمان استقرار أثمنة الكتب المدرسية. ولكن هل هذا الدعم فعّال؟ وهل يُترجم فعلاً إلى تخفيض ملموس في الأسعار؟ كثير من الأسر المغربية تعاني من ارتفاع تكاليف التعليم، ولا يكفي الدعم المقدم لشراء الأدوات الأساسية، فهل هناك خطة لتوسيع هذا الدعم ليشمل الأسر الأكثر حاجة؟
الاكتظاظ ونقص البنية التحتية: مشكلة مزمنة؟ رغم الإعلان عن بناء مؤسسات جديدة، إلا أن الواقع يشير إلى استمرار مشكلة الاكتظاظ في الفصول الدراسية. هل يكفي إحداث 189 مؤسسة جديدة لتلبية احتياجات العدد المتزايد من التلاميذ؟ وهل تتوفر هذه المؤسسات على التجهيزات الضرورية لضمان جودة التعليم؟
الدعم الاجتماعي: هل يحقق الأهداف؟ تتحدث الوزارة عن تفعيل الصيغة الجديدة للمبادرة الملكية “مليون محفظة” وتوسيع نطاق الاستفادة من المنح المالية. لكن هل تصل هذه المساعدات بالفعل إلى الفئات المستحقة؟ وهل تعزز هذه التدابير من القدرة على تقليل الهدر المدرسي أم أن هناك حاجة لمزيد من الدعم والرقابة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه؟
ختامًا: هل تظل الأسئلة بلا أجوبة؟ بينما تحاول الوزارة رسم صورة مشرقة للعام الدراسي الجديد، يبقى الواقع مليئًا بالتحديات. هناك حاجة ملحة لمتابعة تنفيذ هذه التدابير على أرض الواقع، وإشراك المجتمع المدني والإعلام في مراقبة أداء الوزارة لضمان تحقيق الأهداف المعلنة. فهل سنرى تحسينًا ملموسًا أم ستبقى المشاكل قائمة دون حل؟