“التحليل الاستراتيجي للتحالفات المتمردة: هل يشكل تهديداً حقيقياً للحكومات العسكرية الجديدة؟”

0
115

منطقة الساحل الإفريقي تشهد تحولات غير مسبوقة، حيث تتجه الأنظار نحو التحالفات المتزايدة بين الدول والحركات المتمردة. فبينما سعت دول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر إلى إقامة تحالفات لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية، تشهد الساحة تحالفات أخرى أكثر تعقيدًا بين الجماعات المتمردة في هذه البلدان.

ففي نهاية أغسطس 2024، تناقلت وسائل إعلام مثل صحيفة “نيغريسيا” الإيطالية أخبارًا عن تحالف متمردي مالي والنيجر. هذا التحالف، الذي يضم تحالف “الإطار الاستراتيجي الدائم” من مالي وجبهة التحرير الوطني من النيجر، لم يتم الإعلان عن اتفاق رسمي بينهما حتى الآن، ولكنه قد يشكل تحديًا خطيرًا للحكومات العسكرية الجديدة في منطقة الساحل. فهل يمثل هذا التحالف الجديد تهديدًا حقيقيًا للحكام العسكريين، أم أنه مجرد محاولة دعائية؟

اللقاء في تنزواتين: خطوة نحو توحيد المتمردين؟

التحالف بين متمردي مالي والنيجر شهد لقاءً هامًا في مدينة تنزواتين على الحدود الجزائرية-المالية بين 25 و29 أغسطس 2024. قيادة جبهة التحرير الوطني من النيجر، ممثلة بزعيمها باراك طاهر حميد، اجتمعت مع قيادات الإطار الاستراتيجي المالي بقيادة العباس آغ أنتالا.

لكن هل يمكن أن يستمر هذا التحالف رغم اختلاف أهداف كل من الجماعتين المتمردتين؟

أهداف مختلفة وتحالف متقلب؟

في حين تسعى الحركات الأزوادية المالية لاستعادة السيطرة على شمال مالي، تسعى جبهة التحرير الوطني النيجرية إلى إعادة توزيع الثروات النفطية والعودة إلى النظام الدستوري.

هل يمكن أن تتوافق هذه الأهداف المتباينة على المدى الطويل، أم أن هذا التحالف محكوم عليه بالفشل كما توقع بعض المحللين؟

خلفية الصراع: من أزواد إلى فاغنر

التحالف الجديد ليس الأول من نوعه في المنطقة، إذ سبقته تحركات مماثلة من قِبل الحركات الأمازيغية في مالي، التي سعت لتأسيس دولة “أزواد” في الشمال خلال السنوات الماضية. ورغم فشل هذه المحاولة، تبقى الحركات الأزوادية قوة لا يستهان بها، خاصة مع تزايد تدخل روسيا عبر قوات “فاغنر” لدعم الحكومة المالية.

فهل يمكن للتحالف الجديد أن ينجح في ظل التدخلات الدولية المتزايدة، أم أن مصيره سيكون كالحركات السابقة؟

جبهة التحرير الوطني: لاعب جديد في المشهد النيجرى

تعد جبهة التحرير الوطني من أبرز اللاعبين الجدد في المشهد السياسي بالنيجر. تأسست هذه الجبهة عقب انقلاب يوليو 2023، وسرعان ما أصبحت قوة مؤثرة على الأرض، خصوصًا بعد تنفيذ عمليات تخريبية مثل استهداف خط أنابيب النفط بين النيجر وبنين.

فهل يمكن لهذه الجبهة أن تغير ميزان القوى في النيجر وتفرض نفسها كلاعب رئيسي في المنطقة؟

النهاية المفتوحة: ما مستقبل التحالفات في الساحل الإفريقي؟

يبقى من الصعب التنبؤ بمستقبل التحالف بين متمردي مالي والنيجر، خاصة في ظل تعقيدات الوضع السياسي والأمني في المنطقة. ومع استمرار الصراعات على الأرض، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت هذه التحالفات مجرد محاولات دعائية أم بداية لتحولات أعمق قد تهدد استقرار الحكومات العسكرية الجديدة.

هل سيتحول هذا التحالف إلى تهديد حقيقي، أم أنه سيذوب مع مرور الوقت كغيره من التحالفات السابقة؟