تناول موقع “هسبريس“، أحد المواقع المرموقة في المغرب، موضوعًا حساسًا يتعلق بالتمييز ضد ذوي البشرة السوداء في المغرب والدول المغاربية. في هذا السياق، تسلط المقالة الضوء على قضية معقدة ومتشعبة تمس العديد من الأفراد في المجتمع، وهي قضية تستحق الوقوف عندها وتحليلها بعمق.
يخفي البشير، مغربي في الثلاثينيات من عمره، امتعاضه من الطريقة التي يتعامل بها معه محيطه الاجتماعي بسبب لون بشرته. يُعاني البشير من نعوت قدحية مرتبطة بلونه، ويواجه صعوبات في الحصول على وظيفة تتناسب مع مؤهلاته الدراسية.
هل هذه التجربة تعكس واقعًا يعاني منه العديد من ذوي البشرة السوداء في المغرب؟ وكيف يمكن أن نفسر هذا التمييز في ظل التطورات الاجتماعية والسياسية الحالية؟
ما يعاني منه البشير ليس حالة فردية، بل هو مثال صغير لما يواجهه آلاف الأشخاص من ذوي البشرة السوداء في المغرب والدول المغاربية الأخرى.
التقرير الدولي الصادر عن مجموعة حقوق الأقليات أشار إلى أن هذه الفئة تعاني من تمييز يعوق اندماجها في الحياة العامة وتوليها مناصب مرموقة.لماذا لا نجد تمثيلًا كافيًا لذوي البشرة السوداء في المجالات السياسية والإعلامية؟ وهل هناك محاولات حقيقية لمعالجة هذا التمييز؟
من منظور تاريخي، يعود التمييز ضد ذوي البشرة السوداء في المغرب إلى العبودية واستقدام العبيد من غرب إفريقيا. يوضح الباحث السوسيولوجي محمد شقير أن هذا التمييز، رغم عدم وصوله لمستوى العنصرية الصارخة في بعض الدول الغربية، إلا أنه يحمل في طياته إرثًا ثقيلًا يعكس نظرة مجتمعية متأصلة.
إلى أي مدى يمكن لهذا الإرث التاريخي أن يبرر استمرار التمييز اليوم؟ وكيف يمكن تجاوز هذه النظرة لبناء مجتمع أكثر عدالة؟
رغم بعض المحاولات لتجاوز هذا الإقصاء، مثل ظهور بعض وجوه ذوي البشرة السوداء في الإعلام المغربي، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة. لماذا لا يزال هناك نقص في التمثيل السياسي لذوي البشرة السوداء في المغرب؟ وما هي العقبات التي تحول دون وصولهم إلى المناصب الحكومية؟
في الدول المغاربية الأخرى، مثل الجزائر وتونس وليبيا، الوضع ليس مختلفًا كثيرًا، حيث يعاني ذوو البشرة السوداء من نقص في التمثيل في مجالات حيوية مثل القضاء والطب والإعلام.
هل يمكن اعتبار هذا التمييز عقبة أمام تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة؟ وكيف يمكن للدول المغاربية تجاوز هذا التحدي لضمان اندماج جميع مكونات المجتمع؟
يؤكد عبد الإله الخضري، مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن التمييز ضد ذوي البشرة السوداء يرتبط بالصور النمطية المتأصلة في المجتمع. ويشير إلى أن هذا التمييز يمس بشكل مباشر المقدرات البشرية التي تعد أساسًا للتنمية المستدامة.
كيف يمكن للمجتمع المدني والمؤسسات الحكومية العمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة؟ وما هي الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لضمان مشاركة أوسع لذوي البشرة السوداء في الحياة العامة؟
في الختام، يتعين على المغرب وباقي الدول المغاربية العمل على تعزيز الاندماج الاجتماعي والسياسي لكافة شرائح المجتمع لضمان تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. هل نحن على أعتاب تغيير حقيقي في هذا الاتجاه؟ أم أن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات؟