التنافس الانتخابي في الجزائر: كيف أصبح المغرب أداة سياسية في الحملات الرئاسية؟

0
174

الانتخابات الجزائرية والمغرب: استخدام العداء كأداة لتوجيه الأنظار عن المشاكل الداخلية

تشهد الحملة الانتخابية الجزائرية للرئاسيات المقرر إجراؤها في شتنبر المقبل، استخداماً مكثفاً لاسم المغرب كوسيلة للترويج السياسي. في خضم هذا السباق، يبدو أن جميع المرشحين يلتقون على نقطة مشتركة واحدة: انتقاد المملكة المغربية.

المرشحون واستخدام قضية المغرب كأداة انتخابية

عادت قضية المغرب لتطفو على سطح الحملة الانتخابية الجزائرية، حيث لم يتردد مرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، في توجيه انتقادات لاذعة للمغرب خلال تجمع انتخابي في تلمسان. هذه الانتقادات لم تكن الأولى، فقد سبقه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي استخدم نفس الخطاب ضد المغرب في أولى خرجاته الانتخابية.

ما يجعل هذا التصعيد ملحوظًا هو التشابه بين مواقف المرشحين، رغم تباين برامجهم الانتخابية. يظهر أن العداء للمغرب هو القاسم المشترك بينهم، مما يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية المرشحين في التنافس الانتخابي. هل هي مجرد قضايا انتخابية، أم أن هناك مؤشرات على وجود استراتيجية أعمق تتجاوز الحملات الانتخابية؟

العداء المغربي في استراتيجيات النظام الجزائري

تشير التحليلات إلى أن هذا العداء المغربي جزء من استراتيجية أوسع للنظام الجزائري، الذي يعتمد على توجيه الأنظار إلى “عدو خارجي” لتفادي النقاش حول المشاكل الداخلية. هذا ما أكده رئيس أركان الدفاع الجزائري، السعيد شنقريحة، الذي صرح بأن استمرارية النظام تعتمد على التصريف الداخلي من خلال صناعة أزمات خارجية.

وتؤكد الأحداث التاريخية أن النظام الجزائري العسكري لا يبدو راغباً في تحسين العلاقات مع المغرب. في الماضي، تم تهميش العديد من الشخصيات السياسية التي كانت تسعى إلى إنهاء الخلافات مع الرباط، بما في ذلك اغتيال محمد بوضياف الذي كان يؤيد تحسين العلاقات. هذه الأحداث تشير إلى أن النظام قد يكون مستفيداً من الحفاظ على العداء المغربي كوسيلة للحفاظ على سلطته.

الدور السياسي للمغرب في الدعايات الانتخابية الجزائرية

التهجمات المتكررة على المغرب خلال الحملات الانتخابية تعكس حالة من التجاهل لدعوات تحسين العلاقات التي قدمها المغرب، بما في ذلك دعوات الملك محمد السادس. على الرغم من دعوات الرباط العديدة لإصلاح العلاقات، فإن الجزائر لم تقدم دلائل قوية على مزاعمها، مثل الاتهامات بالتجسس عبر برنامج “بيغاسوس” أو إشعال الحرائق في تيزي وزو.

في ظل هذه الحالة، يبدو أن المغرب أصبح ورقة رابحة في يد السياسيين الجزائريين الذين يسعون لكسب التأييد الشعبي عبر استهدافه، دون تقديم أدلة دامغة على مزاعمهم. هل تتحول قضية المغرب إلى عامل توتير مستدام في العلاقات الثنائية، أم أن هناك مجالاً لتغيير هذا الوضع؟

أفق العلاقات المغربية الجزائرية في ظل الانتخابات

التوقعات تشير إلى استمرار القطيعة بين البلدين، على الأقل في المدى القريب، في ظل تصاعد الدعايات الانتخابية ضد المغرب. بينما يواصل المغرب تحقيق النجاحات في قضية الصحراء، يبدو أن الجزائر ماضية في استغلال العداء المغربي كأداة سياسية لتعزيز مواقفها الداخلية.

في ختام التحليل، يظهر أن المغرب يلعب دوراً محورياً في الحملات الانتخابية الجزائرية كأداة للترويج السياسي أكثر من كونه قضية حقيقية قائمة. هل سينجح النظام الجزائري في استخدام هذا العداء كوسيلة لتأمين استمراريته، أم أن هناك فرصة لبدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين؟ الأسئلة تبقى مفتوحة، لكن المؤشرات الحالية تعكس أن العلاقات بين المغرب والجزائر ستبقى في حالة من التوتر والقطيعة.