“التنمية مقابل السيطرة: هل تشكل الشراكة الصينية-الأفريقية نموذجًا جديدًا للهيمنة الاقتصادية؟”

0
91

“المستقبل المشترك: هل تحقق أفريقيا استقلالًا اقتصاديًا في ظل التعاون مع الصين؟”

تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ حول “النضال المشترك ضد الإمبريالية والاستعمار والهيمنة” تأتي في سياق التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين الصين وأفريقيا.

يهدف شي إلى تذكير العالم بأن التحالف الصيني-الأفريقي لم يكن مجرد تعاون اقتصادي حديث، بل هو شراكة طويلة الأمد تمتد لعقود، بدأت منذ منتصف القرن العشرين عندما وقفت الصين وأفريقيا جنبًا إلى جنب في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة الإمبريالية.

من خلال هذه التصريحات، يريد الرئيس شي أن يعزز فكرة أن العلاقات بين الصين وأفريقيا تتجاوز المصالح الاقتصادية الآنية. فهي تستند إلى أسس تاريخية من التعاون ضد الظلم والاستغلال الدولي. يتحدث شي عن “الهيمنة”، في إشارة إلى القوى الغربية التي حاولت تاريخيًا السيطرة على موارد الدول النامية وتوجيه سياساتها لصالحها. ويدعو إلى بناء عالم أكثر توازناً، حيث يكون للأمم النامية الحق في تقرير مصيرها دون تدخل خارجي.

من الأسئلة التي تثار هنا:

  1. ما الذي يعينه شي بمفهوم “الهيمنة” في هذا السياق؟ هل يشير فقط إلى تاريخ الاستعمار الغربي، أم أنه يتحدث عن القوى العالمية الحديثة التي تواصل فرض نفوذها على الدول النامية؟

  2. كيف يمكن تحقيق “مستقبل مشترك” بين الصين وأفريقيا في ظل اختلاف الأولويات الاقتصادية والسياسية؟ خاصة مع التحديات مثل الديون المتزايدة لبعض الدول الأفريقية نتيجة للقروض الصينية.

  3. هل يُعتبر دعم الصين للتنمية في أفريقيا بمثابة نوع جديد من النفوذ أو الهيمنة الاقتصادية؟ وهل هناك خطر من أن تصبح القروض الصينية وسيلة لفرض السيطرة الاقتصادية، حتى لو كانت نوايا الصين تهدف إلى دعم التنمية؟

تصريحات شي جاءت خلال استضافة المنتدى الصيني-الأفريقي (FOCAC) لعام 2024، حيث شدد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والبنية التحتية بين الجانبين. هذا المنتدى يعكس رؤية الصين لبناء “مجتمع مشترك” يقوم على أسس التنمية المتبادلة، حيث توفر الصين التمويل والمشاريع بينما تستفيد من الموارد الأفريقية الهائلة​.

لكن، السؤال المهم يبقى: هل تستطيع الدول الأفريقية تحقيق الاستقلال الاقتصادي الكامل مع استمرار اعتمادها الكبير على الدعم الصيني؟ وكيف يمكن تجنب الوقوع في فخ “الديون”؟