“التوترات بين الجزائر وفرنسا تصل إلى ذروتها: توقعات بتعليق العلاقات التجارية وتدابير اقتصادية جديدة”

0
272

تقرير: الجزائر تواجه فرنسا بقرارات دبلوماسية متوقعة ومصرّ على المضي في “السيناريو الإسباني”

أثارت التطورات الأخيرة بشأن قضية الصحراء المغربية اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الدولية، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء.

هذا الإعلان أثار ردود فعل قوية من الجزائر، التي قررت سحب سفيرها لدى باريس كخطوة أولى في سلسلة من الإجراءات المحتملة.

وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية، مثل صحيفة “لوفيغارو” وقناة “TF1″، فإن الجزائر قد تتبع قرار سحب السفير بقرارات أخرى قد تكون ذات طابع اقتصادي وتجاري، كما أشار وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى أن هذه الخطوة تمثل تخفيضًا في التمثيل الدبلوماسي وتبشر بإجراءات قادمة.

من جانبه، علق المحلل السياسي الجزائري، فيصا مطاوي، بأن سحب السفير يعد مؤشرًا على تصاعد الأزمة الدبلوماسية إلى مستوى خطير، وقد تكون هذه الخطوة تمهيدًا لقطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل. كما أشار إلى أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا قد تكون مهددة بالتعليق بسبب الخلاف حول الصحراء المغربية.

هذه التطورات تذكر بالسيناريو الذي اتبعته الجزائر مع إسبانيا في مارس 2022، حيث سحبت الجزائر سفيرها لدى مدريد بعد إعلان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية. وقد أعقبت الجزائر هذا القرار بتعليق معاهدة الصداقة والتعاون مع إسبانيا، وكذلك علاقاتها التجارية ما عدا صادرات الغاز.

رغم الضغوط التي مارستها الجزائر على إسبانيا، لم تغير مدريد موقفها، مما دفع الجزائر في النهاية إلى تعيين سفير جديد لدى إسبانيا واستئناف علاقاتها التجارية.

وفي هذا السياق، تنبأ الدكتور أحمد الدرداري، أستاذ العلوم السياسية ورئيس المرصد الدولي لرصد الأزمات، بأن الجزائر ستكرر “السيناريو الإسباني” مع فرنسا. وأكد أن هذا التهور قد يجر الجزائر إلى عواقب قاسية على الصعيد الدولي، حيث قد تواجه قرارات قاسية من قبل المجتمع الدولي والمصالح الفرنسية.

أشار الدرداري إلى أن فرنسا قد تنهي علاقاتها المتدهورة مع الجزائر على مستوى القارة الإفريقية، خاصةً وأن الجزائر قد تعمد إلى تنفيذ إجراءات قد تؤدي إلى تدهور علاقاتها الدولية بشكل أكبر. كما أضاف أن الجزائر قد تزيد من المخاطرة والتلاعب بالغاز أو المساس بالمصالح الفرنسية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد الوضع بشكل كبير.

السؤال الأساسي هنا هو: ما الورقة التي ستلعبها الجزائر ضد فرنسا في ظل هذه الأزمات المتصاعدة؟ وهل ستنجح الجزائر في تحقيق أهدافها أم ستتسبب هذه القرارات في تفاقم عزلة الجزائر دوليًا؟

وفي الوقت الذي تواصل فيه الجزائر تحركاتها الدبلوماسية المثيرة للجدل، يتعين علينا أن نتساءل عن مدى نجاح الدبلوماسية المغربية في عزل الجزائر دوليًا وكشف أساليبها، وكيف ستؤثر هذه الديناميكيات على العلاقات بين الجزائر وفرنسا وعلى المشهد الدولي بشكل عام.