“الجالية المغربية في أمستردام: بين تسييس الحوادث ومحاولة إلصاق التهم”

0
146

رصدت صحيفة “المغرب الآن” مقطع فيديو ينقل تفاصيل لم تتناولها وسائل الإعلام الغربية أو العربية بشكل كافٍ. وبحكم تواجد الكاتب والصحفي جمال السوسي في العاصمة الهولندية أمستردام، أجرى تحقيقاً معمقاً في الحادثة التي تحاول بعض الجهات تمرير صورة سلبية عن الجالية المغربية، وتحميلها مسؤولية أحداث العنف رغم أن الحقائق تشير إلى رواية مختلفة.

من أمستردام: جمال السوسي يحلل اعتداء المشجعين الإسرائيليين على السائق المغربي وتداعيات التمييز العرقي

معادلة معقدة بين الاتهامات والمواقف الرسمية

في إطار النقاش البرلماني  الهولندي، أشارت إحدى المداخلات إلى أن حركة حماس مدرجة بالفعل على قائمة الإرهاب، وهو ما يعارضه بعض أعضاء مجلس الوزراء، مشددين على ضرورة تذكير الحكومة بالتزاماتها الدولية لمنع الإبادة الجماعية.

لكن السيدة جيسوس، التي أثارت الجدل، اتهمت المدافعين عن الفلسطينيين بمعاداة السامية، مما أثار استنكارًا واسعًا.

فهل كانت هذه الاتهامات تستهدف قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين؟

تداخل الخطاب السياسي وتبسيط الحقائق

السيدة ألان، في ردها، أرجعت السبب وراء صمت الكثيرين عن التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية إلى التخويف من اتهامات معاداة السامية.

وأوضحت أن الحقائق على الأرض تظهر أن اليهود في هولندا باتوا يخشون من ارتداء رموزهم الدينية في الأماكن العامة.

لكن يبقى السؤال: هل هذا التوجس مبرر لتبرير الصمت عن قضايا أوسع مثل معاناة الفلسطينيين؟

التركيز على ازدواجية المعايير

اتهم المتحدثون في البرلمان السيدة جيسوس بأنها تتحدث عن “الرسائل المشفرة” في حين أنها تتعاون مع حزب يميني متطرف لم تناقش معاداة السامية المتزايدة في صفوفه.

يبدو أن الاتهامات الموجهة ضد المنتقدين للفلسطينيين تأتي بانتقائية واضحة، مما يطرح تساؤلاً حول مدى نزاهة تلك الاتهامات والغايات التي تخدمها.

تصاعد التوترات المجتمعية

التوترات في أمستردام ليست جديدة، بل زادتها الأحداث الأخيرة اشتعالاً. يرى الكثيرون أن اتهام الفلسطينيين ومؤيديهم بمعاداة السامية هو محاولة لتسييس الخطاب وقمع الأصوات التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وفي الوقت ذاته، يشعر بعض أفراد الجالية اليهودية بأن هناك تهديدات متزايدة لأمنهم، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع. كيف يمكن إيجاد توازن بين حماية حقوق الجميع دون أن تتحول النقاشات إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية؟

دور الإعلام والرسائل المشفرة

في الوقت الذي بدأت فيه السيدة جيسوس هجومها بربط رمزية البطيخ بدعم حماس، وضح المتداخلون أن هذا الرمز جاء بديلاً للعلم الفلسطيني المحظور في إسرائيل، مما يكشف عن دلالات أعمق تتعلق بحرية التعبير.

فهل يمكن استخدام الرموز بشكل يتجاوز السياق الذي وضعت فيه ليصبح أداة لقمع الحريات؟

حقيقة المنتجات من الأراضي المحتلة

تطرقت النقاشات إلى بيع منتجات من المناطق الفلسطينية المحتلة، وهو أمر يثير جدلاً واسعاً حول شرعيته. وفقاً للقانون الدولي، تعتبر تلك الأراضي محتلة، وهو ما تؤكده الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحتى الولايات المتحدة. ورغم ذلك، تُصَرّ بعض الجهات على تبرير هذا الوضع لأسباب دينية أو سياسية، مما يثير تساؤلاً حول مدى احترام هذه الجهات للقانون الدولي.

امتيازات القوة

الكاتب جمال السوسي لاحظ خلال تحقيقه في أمستردام كيف أن بعض الجهات تتمتع بامتيازات تجعلها تُفعّل السلطات الأمنية ضد من يطرحون الأسئلة أو يحققون في الأمور المثيرة للجدل.

فهل يعكس هذا سطوة سياسية تستخدم لتقييد حرية الصحافة؟ وكيف يمكن مواجهة هذا النوع من التحيز في تطبيق القانون؟

خاتمة: أين الحقيقة؟

الحادثة الأخيرة في أمستردام ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من التوترات السياسية والاجتماعية التي تتداخل فيها المصالح والأجندات.




يبقى التحدي في الوصول إلى الحقيقة، وإيجاد طرق تضمن حرية التعبير وتحمي حقوق جميع الأطراف دون تمييز أو انتقائية.