أعلنت موسكو أن التدريبات الروسية الجزائرية المشتركة لمكافحة الإرهاب، التي تحمل اسم “درع الصحراء 2022” ستُجرى في الجزائر للمرة الأولى نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بمشاركة نحو 80 عسكريا من وحدات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز، ونحو 80 عسكريا جزائريا.
ووفقا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية فإن التدريب سيجرى في ساحة تدريب قاعدة حماقير في الجزائر. وخلال التمرين، ستقوم القوات بمهام للبحث عن جماعات إرهابية وكشفها والقضاء عليها في مناطق صحراوية.
وكانت التدريبات الروسية الجزائرية المشتركة الأولى قد أجريت في أوسيتيا الشمالية في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بمشاركة ما مجموعه نحو 200 جندي.
ويتضمن جدول المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية لعام 2022 تدريبات مشتركة مع القوات المسلحة من كل من مصر وكازاخستان وباكستان.
ووفق المعلومات، فقد تم خلال المؤتمر التخطيطي الأول في مدينة فلاديقوقاز الروسية تنسيق سيناريو التمرين وتنظيم اللوجستيات، بما في ذلك إجراءات الإقامة. وستكون المناورات عن تحركات تكتيكية للبحث عن الجماعات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها، ومن المقرر أن يشارك فيها من الجانب الروسي حوالي 80 عسكرياً من المنطقة العسكرية الجنوبية.
وأشار البيان إلى أن خطة المناورات القتالية لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية لعام 2022 تنص على مشاركة عسكريين من المنطقة في تدريبات دولية مع وحدات من القوات المسلحة للجزائر ومصر وكازاخستان وباكستان.
وتحرص روسيا على توثيق علاقاتها العسكرية مع الجزائر بشكل دوري سواء عبر المناورات المشتركة أو اللقاءات العسكرية الرفيعة. وانعقدت في هذا الشأن، أشغال الاجتماع العادي للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية المكلفة بالتعاون العسكري والتقني، في 25 مارس /آذار الماضي. وترأس هذا الاجتماع من الجانب الروسي ديمتري شوقاييف، مدير المصلحة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني لفدرالية روسيا الذي أجرى محادثات مع رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، تبادلا فيها “التحاليل ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وفق بيان وزارة الدفاع الجزائرية.
ويعتقد المختص في الشأن العسكري، أكرم خريف، أن المناورات المعلن عنها عادية ولا علاقة لها بالعملية العسكرية الروسية الجارية الآن في أوكرانيا، لكن اختيار إقامتها في قاعدة حماقير في ولاية بشار في الجنوب الغربي للجزائر “يكتسي رمزية خاصة”.
وأوضح خريف في تصريح صحفي، أن المنطقة لها رمزية؛ أولاً لشهرتها في وقت الاستعمار الفرنسي (كانت منصة لإطلاق الصواريخ نحو الفضاء)، وثانياً لقربها من الحدود المغربية، وهو ما يعني أنها ستكون رداً على التمارين التي يقوم بها المغرب بالقرب من الحدود الجزائرية، مثل عمليات الأسد الأفريقي، أو التمرين الذي قامت به فرقة المروحيات الفرنسية مع الجيش المغربي.
وعن طبيعة هذه المناورات، قال خريف إن هذا التمرين سيكون الثاني بعد الأول الذي جرى في أوسيتيا الشمالية في تشرين الأول/أكتوبر 2021 في مناطق ذات طابع جبلي غابي. وأضاف: “أما المناورات في الجزائر فستكون حول محاربة الإرهاب في مناطق نائية وشبه عمرانية ذات طابع صحراوي، وقد كانت مبرمجة مسبقاً قبل العملية العسكرية التي تقوم بها روسيا حالياً ضد أوكرانيا”.
وأبرز المتحدث أن القطاع العسكري الجنوبي للجيش الروسي لديه اهتمام بعمليات محاربة الإرهاب ونشر القوى في الخارج، حيث كان يشتغل حول كل ما يتعلق بسوريا على الأرض وبأوكرانيا في الجنوب بمنطقة دومباس، مشيراً إلى أن “هذه التشكيلات العسكرية الروسية لها طابع عرقي مسلم في الأغلب، ولديها نشاط عسكري خاص يميل إلى عمل قوات الدرك”.