الجزائر التي تدعم النزعة الانفصالية في الصحراء المغربية، وتعلن معارضتها بأي شكل من الأشكال لاستقلال تايوان عن الصين، مجددة التزامها بمبدأ “الصين الواحدة”، في موقف يكشف ازدواجية الخطاب الجزائري.
الجزائر – نقل تلفزيون النهار الجزائري، الجمعة، عن الرئيس، عبد المجيد تبون، قوله إن الجزائر قدمت طلبا رسميا للانضمام لمجموعة “بريكس” وأن تصبح عضوا مساهما في البنك التابع له بمبلغ 1.5 مليار دولار.
وأضاف أن تبون قال في نهاية زيارته للصين إن الجزائر تسعى للانضمام لمجموعة “بريكس” لفتح أفاق اقتصادية جديدة.
وتسعى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا والغنية بالنفط والغاز إلى تنويع اقتصادها وتعزيز شراكتها مع دول مثل الصين.
وتضم مجموعة “بريكس”، البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا.
ومنتدى بريكس، منظمة دولية مستقلة، يقول أعضاؤها إنهم يشجعون على التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي فيما بينهم، وتمثل دول بريكس 40% من مساحة العالم، وحوالي 26 بالمئة من الاقتصاد العالمي،وتسهم بربع إجمالي الناتج المحلي العالمي، بينما يبلغ عدد سكانها نحو 40% من سكان العالم.
تشكلت النواة الأولى لما بات الآن يعرف بدول بريكس عام 2001، من طرف البرازيل وروسيا والهند والصين، وكانت تسمى حينها دول “بريك”، ثم انضمت لها جنوب أفريقيا.
ويرى متابعون إنشاء التكتل بمثابة خطوة لخلق كيان مواز لمجموعة السبع “جي 7” التي تضم الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان.
ونقل تلفزيون النهار عن تبون قوله “عالم بريكس يساعدنا أكثر.. طلبنا رسميا من المديرة رئيسة البرازيل السابقة أن نكون أعضاء مساهمين في بنك بريكس.. المساهمة الأولى للجزائر ستكون 1.5 مليار دولار”.
وقال دبلوماسي من جنوب أفريقيا هذا الأسبوع إن أكثر من 40 دولة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة دول “بريكس”.
والأرجنتين، وإيران، والسعودية، والإمارات، وكوبا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجزر القمر، والغابون، وقازاخستان، من بين الدول التي أبدت اهتماما بهذا الأمر.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عن تبون قوله هذا الأسبوع إن الصين ستستثمر 36 مليار دولار في الجزائر عبر قطاعات تشمل التصنيع والتكنولوجيا الجديدة واقتصاد المعرفة والنقل والزراعة.
وبعد اجتماع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، اتفق البلدان أيضا على دعم المصالح الأساسية لبعضهما البعض والحفاظ على سيادتهما وسلامة أراضيهما، وفقا لبيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية.
وللجزائر أهمية إستراتيجية للصين نظرا لموقعها على البحر المتوسط، فيما تعود العلاقات بين بكين وحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما كانت الجزائر تسعى للاستقلال عن فرنسا.
وفي 2014، رفع البلدان مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، لتصبح الجزائر أول دولة عربية تعقد مثل هذه الشراكة مع الصين.
واتفق الجانبان بحسب بيانهما الصادر اليوم الثلاثاء على تعميق شراكتهما الإستراتيجية الشاملة وشددا على الحاجة إلى تعاون سياسي وأمني وثيق.
وأثارت اتفاقات أمنية بين الصين ودول أخرى شكوكا وقلقا. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعت الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا رئيس وزراء جزر سليمان إلى الكشف عن تفاصيل اتفاق للتعاون بين جهازي الشرطة في الدولة الواقعة في المحيط الهادي والصين.
وذكر البيان المشترك أن الصين والجزائر اتفقتا على العمل سويا في ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة داخل حدودهما ودعم الدول الأخرى مثل الصومال والسودان في جهودهما الأمنية.
وتعبر الجزائر التي نجحت في محاربة الإرهاب الداخلي، منذ أمد بعيد عن اهتمامها بمساعدة جيرانها في التصدي للإرهاب بعد أن تراجعت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، عن جهودها لمكافحة الجماعات الإرهابية هناك.
وقال تبون الذي يقوم بأول زيارة له إلى الصين منذ أن أصبح رئيسا للجزائر في 2019، إن بلاده مستعدة لتعزيز الشراكة مع بكين من أجل دعم التنمية الاقتصادية للجزائر.
وتأتي زيارته للعاصمة الصينية بعد زيارة رسمية أيضا لروسيا الشهر الماضي ناشد خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم الجزائر لتصبح عضوا في بريكس وهي مجموعة من الأسواق الناشئة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وذكر البيان المشترك أن الصين ترحب برغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة بريكس وتدعم جهودها لتحقيق هذا الهدف. وقال شي إن الجانبين سيتعاونان أيضا في مجالات الفضاء والبنية التحتية والبتروكيماويات والطاقة المتجددة، مضيفا “ساعد البلدان بعضهما البعض في السراء والضراء”.
وأكدت الجزائر التي تدعم النزعة الانفصالية في الصحراء المغربية، معارضتها بأي شكل من الأشكال لاستقلال تايوان عن الصين، مجددة التزامها بمبدأ “الصين الواحدة”، في موقف يكشف ازدواجية الخطاب الجزائري ويفضح تناقضاته.
وبخصوص قضية النزاع في الصحراء المغربية، بدا الموقف الصيني متناغما مع الدعم الجزائري للنزعة الانفصالية تحت مسمى تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وشدد البيان المشترك عقب المحادثات الموسعة وعلى انفراد بين قائدي البلدين بقصر الشعب في بكين والذي نشرته الرئاسة الجزائرية، على دعم الجانب الجزائري للموقف الصيني في المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانغ وهونغ كونغ والتبت وغيرها، إلى جانب معارضة محاولات تسييس قضية حقوق الإنسان أو استعمالها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية.
كما جاء في البيان أن الجزائر والصين جددتا تأكيدهما على تكثيف التشاور والتنسيق حول القضايا الدولية متعددة الأطراف وعلى مواصلة الدعم الثابت لمصالحهما الجوهرية ومساندة كل جانب للجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.