كان المسؤولون الجزائريون يكنون للمغرب عداءً غير مسبوق لم تقم المملكة المغربية بالرد عليه”، غير أن مستوى تسامح المملكة مع هذا العداء بلغ أوجه ” في كلمة ألقاها اليوم الاثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76″عندما قام وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يعرب فيها عن دعمه للمنظمة الارهابية ( جبهة البوليساريو الانفصالية) على حد قوله.
و قد حمل وزير الخارجية، ناصر بوريطة، اليوم الاإثنين، الجزائر “ المسؤولياتها كاملة” في نزاع السيادة على إقليم الصحراء بين الرباط وجبهة “البوليساريو” الانفصالية، المدعومة بسخاء جزائرياً.
جاء ذلك في كلمة له أمام قادة وزعماء دول العالم المشاركين في اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ألقى السيد ناصر بوريطة، اليوم، عبر تقنية الاتصال المرئي، كلمة خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76، والمنعقدة في نيويورك.#UNGA #UNGA76 pic.twitter.com/zDS4alT4Ze
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) September 27, 2021
وأعرب بوريطة عن “استعداد المغرب لمواصلة التعاون مع الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق وفي إطار الاحترام التام لسيادة المغرب ووحدته الترابية”.
واستدرك: “ولا يمكن التوصل لهكذا حل إلا في إطار تحمل الجزائر لمسؤولياتها كاملة في خلق واستمرار هذا النزاع”.
واعتبر أن “مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب عام 2007، هي الأفق الوحيد للتوصل إلى حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل”.
وأعرب بوريطة عن “القلق البالغ إزاء الحالة الإنسانية المأساوية لساكنة مخيمات تندوف، حيث تخلت الجزائر عن مسؤولياتها لصالح جماعة مسلحة انفصالية في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني”، على حد قوله.
ودعا المجتمع الدولي إلى “التحرك لحمل البلد المضيف (الجزائر) على احترام التزاماته التعاهدية، ولاسيما تمكين المفوضية السامية للاجئين (التابعة للأمم المتحدة) من تسجيل وإحصاء الساكنة (اللاجئين) استجابة لنداءات مجلس الأمن المتكررة”.
وكان لعمامرة أعلن في 24 غشت الماضي قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهما الرباط بالقيام بـ”أعمال عدائية” لكن من دون ادلة.
وفي معرض تقديم الأسباب التي أدت الى هذا القرار قال وزير الخارجية الجزائري “ثبُت تاريخيا أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن الأعمال الدنية والعدائية ضد الجزائر” ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى ملف برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.
وحاول الوزير الجزائري تحميل قيادة المملكة مسؤولية ” تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها” معتبرا أن “هذا التصرف المغربي يجرّ إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة” المغاربية في وقت يرى فيه مطلعون ان الجزائر وترت الأجواء في المنطقة لدعمها غير المشروط لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وأطلق لعمامرة تهما ضد المغرب بالتعاون مع منظمتين يصنفهما إرهابيتين في اشارة الى الماك ورشاد وبمحاولة فرض مراقب ممثل عن إسرائيل في الاتحاد الإفريقي لكن هذه التهم الممجوجة والمكررة يراها كثيرون أنها جزء من حملة لتبرير سياسة التصعيد.
وتسعى الحكومة الجزائرية الى تصدير ازماتها الداخلية الى الخارج مع تصاعد الخلافات مع المعارضة التي دعت الى النزول للشارع للتغيير.