الجيش الإسرائيلي يقوم باستعدادات واسعة في حال فشل المحادثات النووية مع ايران الاثنين القادمن.
في الوقت الذي تصرح فيه الجهات السياسية الاسرائيلية الرفيعة قبيل استئناف المحادثات النووية في فيينا يوم الإثنين عن امكانية اللجوء الى حل عسكري إسرائيلي في حال فشل التحركات الدبلوماسية بين القوى العالمية وايران، يقوم الجيش الإسرائيلي أيضًا باستعداداته ورصد اهدافه في ايران. وفق تلفزيون i24 الاسرائيلي
وعند الحديث عن خيار عسكري فيتم التركيز على القوات الجوية، وتشمل الاستعدادات التدريب لسيناريوهات مختلفة، بعضها يتم خارج حدود الدولة. ولكن وفقًا لتقديرات مختلفة، حتى يتم تحقيق قدرة هجوم مؤكدة، ستكون هناك حاجة إلى فترة زمنية أخرى قد تزيد عن عام.
وبحسب ما نشر موقع “معاريف” الاسرائيلي، حتى لو اكتملت الاستعدادات التي يقوم بها الجيش، فليس واضحًا مدى الضرر الذي ستلحقه إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. لانه قبل حوالي عقد من الزمان، كان هذا الاحتمال مطروحًا على الطاولة، لكن في إسرائيل تحدثوا عن تأجيل المشروع وإلحاق الضرر به بشكل كبير وليس تدميره بشكل نهائي.
وأوضحت صحيفة “معاريف” العبرية في تقرير أعده تل ليف-رام، أنه “بالتوازي مع تصريحات كبار المسؤولين في القيادة السياسية في إسرائيل قبيل استئناف محادثات النووي في “فيينا” الاثنين المقبل عن خيار عسكري إسرائيلي في حالة انهيار الخطوات الدبلوماسية، فإن الجيش الإسرائيلي يسرع استعداداته لهذه الإمكانية”.
وذكرت أن “التشديد هو على سلاح الجو، والاستعدادات تتضمن تهديدات لسيناريوهات مختلفة، بعضها ينفذ خارج حدود البلاد، غير أنه وفقا لتقديرات مختلفة، فإنه حتى تحقيق قدرة عملياتية مثبتة سيستغرق الأمر فترة زمنية أخرى لأكثر من سنة”.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه “حتى لو استكملت الاستعدادات، من غير الواضح ما هو الضرر الذي ستلحقه إسرائيل في الهجوم على منشآت إيران النووية”.
وقالت: “قبل نحو عقد كانت على جدول الأعمال مثل هذه الإمكانية، ولكن في إسرائيل تحدثوا بتعابير تأخير المشروع والمس الكبير به، وليس بتعابير التدمير”.
ونوهت أنه “في كل الأحوال، في القيادة السياسية والأمنية يشددون على أن الأولوية الأولى في تل أبيب، هي التقدم في القنوات الدبلوماسية، ولكن بين إسرائيل والولايات المتحدة توجد فجوة كبيرة جدا في فهم الشروط لاستئناف الاتفاق، والتخوف، أن يكون الاتفاق الجديد مشابها للاتفاق الأصلي، الذي تعارضه إسرائيل بشدة”.
وزعمت “معاريف”، أنه “بالتوازي مع إعداد خيار عسكري، فإن الجيش الإسرائيلي يسرع تطوير قدرات موجودة منذ الآن في عمليات عسكرية ضد إيران، وفي إطار هذه الاستعدادات، زاد الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بنك الأهداف في إيران”.
وتابعت: “رغم المعركة الجارية بين إسرائيل وإيران والهجمات المنسوبة لإسرائيل ضد مصالح إيرانية، في جهاز الأمن يقدرون أنه يوجد احتمال متدن نسبيا لإمكانية نشوء تصعيد خطير حيال إيران في الأشهر القريبة القادمة”.
ويرى وزير حرب الاحتلال بيني غانتس في حديثه أمس، أن “إيران هي قبل كل شيء مشكلة عالمية، وبعد ذلك إقليمية، وفي النهاية مشكلة لإسرائيل”.
وأشار إلى وجود “حاجة لتجند عالمي لذلك، ونحن نعمل في هذا المستوى، وواجبنا في السياق الإيراني هو التأثير على شركائنا وإجراء حوار متواصل، والواجب الثاني هو بناء قوة عسكرية، وهذا أمر هام بحد ذاته”، منوها أنه وجه تعليماته من أجل “تطوير بناء القوة، بالتوازي مع الحوار مع شركاء إسرائيل الاستراتيجيين”.
وتعتبر إسرائيل إن وجود إيران بالقرب من حدودها الشمالية خط أحمر، وهي غالبا ما تقول إنها تستهدف شحنات الأسلحة المتجهة إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران ومنشآت مرتبطة بإيران في سوريا.
وترى إسرائيل في إيران تهديدا “وجوديا”، وهي تحذر من أنها ستتصرف بقوة عسكرية إذا لزم الأمر، لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي للأغراض السلمية، ومن المقرر أن تستأنف طهران محادثات مع القوى الغربية نهاية الشهر الحالي، بعد انهيار اتفاق 2015.
وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قال في تصريحات له مؤخرا إنه “يتم العمل في كل الأوقات لمنع الحرب، من خلال تنفيذ العمليات ونقل الرسائل ومنع التعبئة العسكرية”.
وأشار إلى أنه “في حال نشوب حرب، سنكون مستعدين لتنفيذ عمليات لم نشهدها في الماضي، وبوسائل لم تكن في أيدينا في الماضي، وستضر بقلب الإرهاب وقدراته”.
وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وخصوصا أهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
وفي الثالث من الشهر الحالي، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائرة تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب المرصد السوري.
وفي نهاية أكتوبر، قتل خمسة مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطا عدة في ريف دمشق، وفق المصدر ذاته، الذي وثق أيضاً مقتل تسعة مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، فيما أفادت دمشق في حينه عن مقتل جندي سوري.
وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ العام 2011 تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
المفتش العام الجنرال دوكور دارمي الفاروق قائد “إقليم الصحراء” يستقبل وزير الأمن الإسرائيلي