الجيل الذي ضاع بين الأحلام والهجرة: هل الوطن لا يحب أبناءه؟”

0
133

في شوارع المدن الكبرى بالمغرب، يمكنك أن ترى وجوهًا شابة تطل بنظرات تائهة، تتساءل بصمت: “هل الوطن لا يحب أبناءه؟”. هي نفس الوجوه التي كانت تحمل يومًا ما أحلامًا كبيرة، لكنها اضطرت لحزم حقائبها والبحث عن فرص حياة أفضل في أماكن بعيدة. ماذا حدث لهذا الجيل الذي ولد طامحًا بتحقيق النجاح في أرضه، لكنه وجد نفسه أمام واقع قاسٍ يدفعه إلى الهجرة؟

أحلام تحتضر: لطالما كان الشباب المغربي يتمتع بالطموح والشغف والرغبة في تحقيق أحلامه. ولكن ما الذي يجعل آلاف الشباب يختارون خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية، أو التوجه للدراسة والعمل في الخارج، غير أن واقعهم المحلي لم يكن كما كانوا يتخيلون؟ هل هو قلة الفرص؟ أم هي السياسات التي لم تستطع توفير البيئة المناسبة للازدهار؟ فكم من قصة تروي لنا عن شابٍ حصل على شهادة عليا، لكنه ظل ينتظر وظيفة لسنوات، بينما تلاشت أحلامه شيئًا فشيئًا؟

“هل سيبقى العنف ضد القاصرين خارج المساءلة؟” شرطي مغربي يثير موجة غضب بعد تعنيف قاصر بالفنيدق

بين المطرقة والسندان: الهجرة ليست حلماً وردياً، بل هي تحدي مستمر. الشاب الذي يغادر وطنه يواجه العديد من الصعوبات في بلد الاستقبال: اللغة، الثقافة، والعزلة. في حين يشعر بأنه غريب في وطنه الأم، يجد نفسه غريبًا أيضًا في بلاد الآخرين. هل هذا هو المصير الذي يستحقه؟ وكيف يمكن أن يشعر بالانتماء إلى وطنه الأصلي إذا كانت كل السبل مغلقة أمامه؟

الوطن الأم: هل يحب أبنائه؟ يُطرح السؤال بشكل عاطفي ومؤلم: هل الوطن يحب أبناءه؟ هل تُعامل الكفاءات الشابة بما يليق بها من تقدير واعتراف بقدراتها؟ أم أن الواقع يسير عكس ذلك؟ في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى عقول شابة تدفع بعجلة التنمية والتغيير، نجد هذه العقول تهرب بحثًا عن فرص في بلدان أخرى. كم من طبيب، مهندس، أو مبتكر مغربي نال تقديرًا عالميًا في الخارج، بينما لم يجد نفس التقدير في بلاده؟

حزب التقدم والاشتراكية يستدعي وزير الداخلية لمناقشة دور الوزارة في التدخل الأمني واحتواء أزمة الهجرة غير النظامية.

إلى أين المسير؟ الشباب المغربي لم يفقد الأمل بالكامل، لكنه يبحث عن إشارات من وطنه الأم. إشارات تشير إلى وجود تغيير حقيقي، سياسات جديدة، وفرص متاحة للجميع. الحل لا يكمن فقط في توفير فرص العمل، بل في خلق بيئة تدعم الإبداع، وتقدر الكفاءات، وتؤمن مستقبلًا للشباب. فبدلاً من أن يظل سؤال “هل الوطن لا يحب أبناءه؟” بلا إجابة، يجب أن نعمل جميعًا على صياغة إجابة تليق بهذا الجيل الضائع بين الأحلام والهجرة.

“كيف ساهم الصمت والغياب الحكومي في أزمة الهجرة إلى الفنيدق؟ لماذا يختار الشباب المغربي الهروب إلى سبتة؟”

الخاتمة: الهجرة ليست قرارًا سهلًا، بل هي نتيجة تراكمات لعقود من السياسات والتحديات. إن الوطن هو البيت، وهو الملاذ، لكن كيف يمكن لشاب أن يشعر بالانتماء لوطنه إذا كان هذا الوطن لا يوفر له أبسط حقوقه؟ هل يمكن أن نصل يومًا إلى وطن يحب أبناءه بصدق، وطن يعترف بقدراتهم ويحتضن طموحاتهم؟ الأمل ما زال قائمًا، لكن الأمر يتطلب تحركًا فعليًا قبل أن نرى أجيالاً أخرى تضيع بين الأحلام والحدود.