الحكومة الإسبانية ترتب المناخ الأمثل لزيارة الملك المفدى إلى مدريد للإعلان الرسمي عن استضافة المغرب والبرتغال وإسبانيا لكأس العالم 2030

0
382

يبدو أن رئيس الحكومة الإسبانية سانشيز يرتب المناخ السياسي الأمثل للزيارة الرسمية للملك المفدى محمد السادس المحتملة إلى مدريد باعتبارها “علامة على المصالحة الكاملة” بعد سنوات مضطربة في العلاقات بين البلدين.

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن حكومة بيدرو سانشيز تعمل على ترتيب المناخ السياسي الأمثل لزيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى مدريد بمناسبة الإعلان الرسمي عن استضافة المغرب والبرتغال وإسبانيا لكأس العالم 2030، وهي الخطوة التي تنظر لها الأخيرة كتتويج لتطور العلاقات الاستثنائي بين البلدين مؤخرا.

وشرعت الدبلوماسية الإسبانية في الترتيب للزيارة، حيث تواصلت مع الديوان الملكي المغربي وقدمت الدعوة بشكل رسمي، في انتظار الحصول على موافقة الملك محمد السادس، وتحديد تاريخ يتوافق مع أجندة حكام البلدين الجارين.

وأفادت صحيفة “أوك دياريو”، أن حكومة سانشيز أعادت إحياء الطموح الذي كان لديها منذ توليه السلطة في 2018، ويجري تنسيقا دبلوماسيا بين البلدين، لترتيب زيارة ملكية مغربية لإسبانيا، بحيث يكون القصر الملكي الإسباني برئاسة الملك فيليب السادس مضيفا للعاهل المغربي.

وأوضحت أن الدعوة قد أُرسلت إلى الرباط من قبل الحكومة بعد تنسيق مع المديرية العامة للبروتوكول والقنصلية وأوامر الخارجية، التي تتولى التحضيرات الفنية للمبادرة، مشيرة إلى أن الديوان الملكي المغربي لم يرد حتى الآن على الدعوة الإسبانية، ونوهت أن الملك محمد السادس لم يقم بزيارة رسمية إلى أي بلد أوروبي منذ سنوات عديدة.

وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن جهود سانشيز تنصب على إتمام الزيارة الرسمية الملكية المحتملة إلى مدريد باعتبارها “علامة على المصالحة الكاملة” بعد سنوات مضطربة في العلاقات بين البلدين، خصوصًا بعد انقطاع العلاقات نتيجة دخول إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، إلى إسبانيا سرًا وبدعم من الحكومة.

وتشهد العلاقات المغربية الإسبانية في الفترة الحالية انتعاشا بعد توتر دبلوماسي سابق، وذلك بعد أن أعلنت إسبانيا في 2022 أن المبادرة المغربية حول الحكم الذاتي في الصحراء هي “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف”. وانضمت إلى عدد من الدول الأفريقية والأوروبية التي تؤيد المبادرة.

وتهدف إسبانيا من خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، خاصة في ظل التقارب والتنسيق خلال الأشهر الماضية، والذي توج بدعم إسبانيا لسيادة المغرب على صحرائه في إطار مخطط الحكم الذاتي، وتقديم ملف مشترك لتنظيم مونديال 2030.

من جانبها، تحرص المغرب على تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب مع إسبانيا، بالإضافة إلى التعاون في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب.

وفي ضوء هذه التطورات، تعتبر زيارة الملك محمد السادس المرتقبة إلى إسبانيا خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وإرساء أسس تعاون مستدام يعود بالنفع على الشريكين الاستراتيجيين، حيث تشهد العلاقات المغربية الإسبانية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويسعى الجانبان إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وأبرز دليل على هذه التطورات اختيار المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة بطولة كأس العالم 2030.

كما تم تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مع توقيع عدة اتفاقيات تعزز التبادل التجاري وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات المشتركة، حيث تتطلع إسبانيا إلى توطيد علاقتها بالمغرب باعتباره شريكاً استراتيجياً في شمال إفريقيا.

ويؤكد المسؤولون والسياسيون الإسبان في كل مناسبة أن العلاقات التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، “الشريكان الموثوقان” تعيش اليوم “أفضل لحظة في تاريخها”. وشدد رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو، إن “المغرب وإسبانيا نجحا في إقامة صداقة متينة، ويعملان جنبا إلى جنب بروح من الثقة والشفافية، مما يتيح لنا أن نشهد أن العلاقات الثنائية تمر بأفضل لحظة في تاريخها”.

وأشار في معرض تعليقه على زيارة العمل التي قام بها رئيس الحكومة سانشيز إلى المغرب في فبراير/شباط الماضي أن “العلاقات مع المملكة تشكل أولوية مطلقة للسياسة الخارجية الإسبانية، وهو الأمر الذي يدعو للارتياح”.

وأضاف أن “المغرب وإسبانيا بلدان جاران وصديقان تجمعهما روابط اقتصادية وثقافية وتعاون نموذجي في المجال الأمني”، مشيرا إلى أنهما يشكلان “همزة وصل بين قارتين، ويعملان من أجل ازدهارهما وتقدمهما”. متابعا “نحن جاران موثوقان، والمغرب يشكل أولوية بالنسبة لإسبانيا. ومن جانبه، يعمل المغرب بشكل متزايد على تعزيز علاقاته مع مدريد لجعل إسبانيا حليفا كبيرا في أوروبا”.

 وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكر بأن المغرب يعد أول وجهة للاستثمارات الإسبانية في إفريقيا وأن المبادلات التجارية الثنائية تواصل بلوغ أرقام قياسية. وأن التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 مع البرتغال من شأنه إعطاء زخم جديد لهذه العلاقات النموذجية وسيفتح آفاقا واعدة للبلدين.

من جهته، قال سانشيز خلال ندوة صحافية في نهاية زيارته إلى المغرب إن “إسبانيا تعد شريكا مرجعيا للمغرب باستثمارات متوقعة تناهز 45 مليار يورو في أفق 2050”.

وتعد إسبانيا الزبون والمورد الأول للمغرب الذي يمثل ثالث شركائها التجاريين من خارج الاتحاد الأوروبي. كما يرتبط البلدان بالتعاون في ملف الهجرة غير النظامية.  وأشاد بالتعاون “المثالي” بين الرباط ومدريد في عدة ميادين، منذ قررت مدريد العام 2022، تأييد موقف الرباط بشأن الصحراء المغربية ما وضع حدا لأزمة دبلوماسية بين البلدين امتدت عاما.

وأضاف أن إسبانيا والمغرب يمضيان قدما معا بروح الصداقة العميقة والثقة المتبادلة لبناء مستقبل أفضل وترسيخ نفسيهما كنموذج للشراكة متعددة الأبعاد.

وتمت آخر زيارة رسمية للملك محمد السادس إلى أوروبا في 2018 عندما زار باريس، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحضور الذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الأولى. وباستثناء تلك الزيارة، زار صاحب الجلالة الملك محمد السادس رسميا كل من الغابون والإمارات العربية المتحدة في 2023.

وزار العاهل المغربي إسبانيا مرة واحدة منذ تربعه على العرش، عام 2005 في عهد العاهل الإسباني آنذاك خوان كارلوس، تزامنا مع ذكرى تفجيرات 11 مارس/آذار الأولى، التي استهدفت عددا من القطارات الإسبانية، وتسببت في مقتل 131 شخصا، اتهمت جماعة لها ارتباط بالقاعدة بارتكابها.