صادقت لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اليوم الأربعاء، على مشروع القانون رقم 15.23 بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر.
ووافق على هذا المشروع، الذي جرى التصويت عليه بحضور محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، 15 من أعضاء اللجنة وعارضه نائبان اثنان، مع امتناع ثلاثة أعضاء آخرين عن التصويت.
وبثت اللجنة قبل ذلك في التعديلات التي قدمها الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، الذي اعتبر أنه قام بهذه الخطوة في إطار المهام المسندة إلى النائب البرلماني على مستوى التشريع والاقتراح.
وينص المشروع، على الخصوص، على إحداث، لفترة انتقالية، لجنة مؤقتة تحل محل أجهزة المجلس الوطني للصحافة يشار إليها بعده ب،”لجنة”، حيث يعهد إليها خلال هذه الفترة العمل على توفير الشروط الملائمة الكفيلة بتطوير قطاع الصحافة والنشر وتنمية قدراته.
وأضاف أنه “لهذه الغاية تمارس اللجنة الاختصاصات المسندة إليها بموجب هذا القانون”، و”تحدد مدة انتداب اللجنة في سنتين تبتدئ من تاريخ تعيين أعضائها، غير أنه في حالة انتخاب أعضاء المجلس الوطني للصحافة، طبقا لأحكام المادة 4 أدناه، قبل انصرام هذا الأجل، فإن مهام اللجنة تنتهي بمجرد شروع الأعضاء الجدد في مزاولة مهامهم”.
بينما تُنتظر خلال الأيام المقبلة برمجة المشروع في جلسة عمومية للمصادقة عليه قبل إحالته على مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان)، عكست تدخلات أعضاء لجنة التعليم، قبل بداية التصويت على مشروع القانون، الاختلاف بين فرق المعارضة والأغلبية.
وكانت لافتةً دعوة رئيس الفريق الحركي، ومنسق المعارضة بمجلس النواب، إدريس السنتيسي، وزير الثقافة والشباب والتواصل المهدي بنسعيد إلى تأجيل الحسم في مشروع القانون إلى غاية إيجاد حل يضمن تمثيلية كل الجسم الصحافي ويكون هناك توافق.
وهو الموقف ذاته الذي عبر عنه البرلماني عن حزب “التقدم والاشتراكية” المعارض حسن أومريبط، لافتاً إلى أن فريقه النيابي “يرفض المشروع جملة وتفصيلاً منذ البداية، لأن جهات أخرى التي هي الحكومة تدخلت في هيئة من المفروض أنها مستقلة”.
بالمقابل، اعتبر عضو الفريق الاستقلالي (مشارك في الائتلاف الحكومي في المغرب) العياشي الفرفار أن الحكومة لديها مسؤولية تنظيم قطاع كبير، وكان لزاماً عليها التدخل، وأن تقوم بالإجراء الضروري.
في السياق ذاته، دافع البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار (قائد الائتلاف الحكومي)، يوسف شيري، عن مشروع القانون الذي جاءت به الحكومة، معتبراً أن تدخلها “إيجابي” في ظل وجود فراغ قانوني.
كانت الحكومة قد أقرت في منتصف إبريل الماضي، مشروع قانون رقم 15.23، يقضي بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير المجلس الوطني للصحافة لمدة عامين، وذلك من أجل تجاوز مأزق انتهاء مدة تمديد انتداب أعضاء المجلس لستة أشهر التي أقرها مرسوم قانون صادقت عليه الحكومة في 29 سبتمبر الماضي.
ووفق مشروع القانون، سيتم إحداث لجنة مؤقتة لتسيير المجلس الوطني للصحافة لمدة عامين، يترأسها الرئيس المنتهية ولايته يونس مجاهد، وتتكون عضويتها من نائب رئيس المجلس الوطني للصحافة المنتهية ولايته بصفته نائباً لرئيس اللجنة، رئيس لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية، رئيس لجنة بطاقة الصحافة المهنية، ثلاثة أعضاء يعينهم رئيس الحكومة من بين الأشخاص المشهود لهم بالكفاءة والخبرة في مجال الصحافة، وأيضاً قاضٍ ينتدبه الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
منذ أبريل الماضي، والمجلس الوطني يعيش حالة فراغ منذ تاريخ انتهاء مدة تمديد انتداب أعضاء المجلس لستة أشهر التي أقرها مرسوم قانون صادقت عليه الحكومة في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، حالة فراغ تنذر بفشل تجربة التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة في المغرب.