عقد مسؤولون من وزارتي الخارجية والداخلية المغربية، مساء أمس الأحد، لقاءا بمقر وزارة الخارجية بالرباط مع سفراء عدد من الدول الإفريقية المعتمدين، لإطلاعهم على ما حدث إثر اقتحام ما يقارب 2000 مهاجر السياج الحديدي الفاصل بين الناظور ومدينة مليلية المحتلة، ما خلفته من ضحايا وجرحى.
وتدارس اللقاء عدد من القضايا المرتبطة بالهجرة، واعتبر بعض السفراء، خلال كلماتهم أن الشرطة المغربية لم تقم سوى بعملها المتمثل في منع عملية الاقتحام، مشيرين إلى أن سقوط وفيات يعود إلى رغبة العشرات في الولوج من بوابة واحدة لا تتسع سوى لشخص واحد.
تم، اليوم بمقر الوزارة، تنظيم لقاء من طرف مسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ووزارة الداخلية لفائدة السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد بالمغرب، حول قضايا الهجرة. pic.twitter.com/5gRohbm6xR
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) June 26, 2022
وأجمع المتدخلون على مسؤولية عصابات الهجرة السرية، والتي تنامت نشاطاتها مؤخرا بشكل لافت، في “المأساة”.
وتزامن اجتماع وزارة الخارجية المغربية مع تظاهر مئات الإسبان بالعاصمة الإسبانية، مدريد، الأحد، للمطالبة باحترام حقوق المهاجرين غير النظاميين بالحدود البرية لمدينة مليلية، حيث احتشد نحو 600 شخص في العاصمة الإسبانية، احتجاجا على مقتل وجرح مهاجرين جنوب الصحراء بعد عملية اقتحام لمدينة مليلية من خلال محاولة تسلق السياج الحديدي بين مدينتي الناظور ومليلية، الجمعة الفائت.
وردد المتظاهرون، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي) الذين دعتهم جمعيات حقوقية “تنظيم الآن” و”حركة مدريد المناهضة للعنصرية” وكذا “تجمع مدريد المناهض للعنصرية”، شعارات غاضبة، تندد بتدخل السلطات الأمنية المغربية والإسبانية في حق المهاجرين.
ويُشكّل جيبا مليلية وسبتة الحدود البرّية الوحيدة للاتّحاد الأوروبي مع القارة الإفريقيّة ويشهدان بانتظام محاولات دخول مهاجرين يريدون الوصول إلى أوروبا.
وبدأت هذه المحاولة الجماعية لاقتحام السياج قرابة الساعة 06:40 عندما قامت “مجموعة تضم حوالي ألفي مهاجر بالاقتراب من مليلية”، حسب الشرطة المحلية.
وأضاف المصدر نفسه أن “أكثر من 500” منهم “قدموا من دول في إفريقيا جنوب الصحراء” واقتحموا المركز الحدودي مستخدمين “مقصات”، موضحة أن 113 منهم نجحوا في الدخول.
وقال عمر ناجي من الجمعيّة المغربيّة لحقوق الإنسان، إنّ “اشتباكات دارت خلال الليلة الماضية (ليل الخميس الجمعة) بين مهاجرين والشرطة”. وكانت وسائل إعلام تحدثت عن أعمال عنف في الأيام الأخيرة بين مهاجرين سريين وشرطيين في المنطقة الحدودية لمليلية.
ودعا فرع الجمعية في الناظور إلى فتح “تحقيق جاد لتحديد ملابسات هذه الخسائر الفادحة” التي تدل على أن “سياسات الهجرة المتبعة مميتة بحدود وحواجز تقتل”.
وهذه المحاولة هي الأولى منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها في منتصف مارس/اذار بين مدريد والرباط، إثر خلاف دبلوماسي استمرّ قرابة سنة.
ونجمت الأزمة بين البلدين عن استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في أبريل/نيسان 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19.
وأنهى رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الأزمة بإعلانه دعم مدريد لخطة المغرب بمنح حكم ذاتي للصحراء المغربية المستعمرة الاسبانية السابقة التي تفرض المملكة المغربية سيادتها على ثمانين بالمئة منها وتطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بانفصالها.
واستقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس في بداية ابريل/نيسان لتكريس المصالحة.
وبالنسبة إلى مدريد، فإن الهدف الأساسي لهذا التطبيع هو ضمان “تعاون” الرباط في السيطرة على الهجرة غير الشرعية.
وقبيل هذه المصالحة، شهدت مليلية محاولات عدة لاقتحام السياج الحدودي في بداية مارس/اذار بما في ذلك أكبر محاولة للعبور تسجل في الجيب شارك فيها حوالي 2500 مهاجر. ونجح 500 منهم تقريبا في الدخول وقتها.
وأدت تهدئة العلاقات مع المغرب إلى انخفاض في الآونة الأخيرة في عدد الوافدين إلى إسبانيا.
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أرخبيل الكناري الإسباني في أبريل/نيسان أول شهر بعد تطبيع العلاقات، كان أقل بنسبة سبعين بالمئة مقارنة بما كان عليه في فبراير/شباط.