“الداخلية المغربية” تفتح تحقيقا في مشاركة “المقدمون” في فضّ احتجاجات الأساتذة بالرباط !؟

0
384

لم تنتظر وزارة الداخلية المغربية كثيرا لترد على ما تم تداوله من طرف مواقع محلية و مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، والذي تضمن مقطع فيديو وصورا يظهر فيها شخص بلباس مدني وهو يعتدي على مجموعة من الأشخاص أثناء تدخل قوات الأمن لمنع مسيرة لـ”الأساتذة المتعاقدين” وصولها إلى مقر البرلمان، وتم تسجيل إصابات أثناء التدخل الأمني لتفريق الأساتذة.

وأعلنت ولاية جهة الرباط- سلا- القنيطرة، عن  فتح تحقيق لتحديد هوية شخص الذي ظهر في صور ومقاطع فيديو وهو يستعمل العنف أثناء فض مسير احتجاجية للأساتذة وأطر الأكاديميات الجهوية.

وحسب بيان لـ”الداخلية المغربية”، أن مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورا ومقاطع فيديو تظهر استعمال شخص بلباس مدني للعنف أثناء تفريق تجمهر للأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.




 

وستباشر اللجنة التحقيق مع عدد من المسؤولين بالمنطقة، في تحديد هوية الشخص الظاهر بهذه الصور والمقاطع، والكشف عن ظروف وملابسات الوقائع المشار إليها، مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات القانونية اللازمة.

وربطت السلطات الأمنية بالعاصمة تدخلها لفض الاحتجاجات بخرق الطوارئ الصحية المفروضة لمواجهة تفشي فيروس كورونا،

وشهدت شوارع العاصمة، مساء الثلاثاء، مطاردات بين قوات الأمن والأساتذة المتعاقدين الذين تجمعوا من مختلف المدن والأقاليم، ليقابلهم وجود أمني مكثف من أجل منعهم من الوصول إلى مقر البرلمان.

ويشهد قطاع التعليم في المغرب، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات لدفع وزارة التربية إلى فتح باب الحوار مع النقابات، والمعلق منذ عام، والاستجابة لمطالب العديد من العاملين في القطاع.

وكانت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد قد نظمت في وقت سابق، مسيرتين ضد ما سمته “استمرار مسلسل سرقة أجور الأساتذة، والتلاعب بمصالحهم وحقوقهم”، ويأتي التصعيد بعد أسابيع من خوضهم إضراباً ووقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية، فيما عرفت شوارع عدد من المدن مسيرات واعتصامات وسط حضور أمني أدى لاحتكاكات مع المعتصمين، كما تمت مطاردة بعضهم وتوقيفهم.

المقدمون موظفون صغار يخضعون إلى نظام ولوائح وزارة الداخلية في المغرب، لكنّ لوضعهم خصوصية قد لا توجد في أي بلد آخر. هم “عين” الدولة وأجهزتها الأمنية، ينقلون التفاصيل الصغيرة عما يجري في الأحياء والإدارات والقرى. ويسمّى صاحب هذه الوظيفة “مقدماً” في المدينة و”شيخاً” في القرية.

يلعب “المقدمون” و”الشيوخ” داخل المجتمع المغربي دوراً كبيراً في إطلاع مصالح الدولة وأجهزتها الإدارية وحتى الأمنية على ما يجري، بما يسجلونه من ملاحظات بشأن تصرفات السكان ومخالفاتهم سواء في البناء داخل الأحياء أو في ما يتعلق بأيّ نشاط قد يبدو مريباً، خصوصاً في مجال محاربة الإرهاب.

يشكّل هؤلاء الموظفون الصغار “عيناً” حقيقية لأجهزة الدولة تضبط بها إيقاع الحياة داخل الأحياء في الحواضر والأرياف. يسجّلون ما يشاهدونه من التغييرات والمستجدات التي تخصّ السكّان، وينقلونها بشكل تقارير شبه يومية إلى رؤسائهم، خصوصاً رجال السلطة (القيّاد)، لاتخاذ القرارات أو الاحتياطات اللازمة.

يقول أحد المقدمين في حيّ من أحياء العاصمة الرباط، وقد طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ فئة المقدمين تقوم بأعمال ومهام لا تستطيع العديد من الأجهزة القيام بها. يضيف أنّ المقدم هو محور أي “تنمية اجتماعية في المغرب”. يتابع أنّ هذه الشريحة من الموظفين يُثار في شأنهم كثيراً من الغموض وسوء الفهم. ويوضح أنّ الكثيرين يهينون المقدم أو الشيخ بنعته بـ”البركاك”، أي النمّام الذي ينقل كل ما يسمعه ويتجسس على المواطنين لصالح “القائد” وهو المسؤول الإداري عن الحيّ وسكانه. وفي المقابل، يؤكد أنّ هذه الصورة خاطئة تماماً، وأنّ المقدم مثله مثل باقي الموظفين لا ينفّذ إلاّ ما يوكل إليه من مهام.

 

 

 

مشاركة “المقدمون” في فضّ احتجاجات الأساتذة بالرباط تثير ردود فعل غاضبة وجدلاً واسعاً في المغرب !؟