الرباط – كشف رئيس النيابة العامة،الحسن الداكي،الاثنين، خلال ندوة حول الحماية الجنائية للأطفال، إن حوالي 35 ألفا 669 طفلا في المغرب في حاجة للحماية الجنائية، حسب آخر تقرير للنيابة العامة بهذا الخصوص.
وأضاف رئيس النيابة العام، بلغ عدد الأطفال ضحايا العنف، بلغ 6172 طفلا، وعدد الأطفال في وضعية صعبة 2266 طفلا، وعدد الأطفال في وضعية مخالفة للقانون 27 ألفا و231 طفلا، وهم جميعا محتاجون للحماية الجنائية ولتدخل خلايا التكفل بالنيابة العامة.
وأكد رئيس النيابة العام على أن الاهتمام بوضعية الأطفال يعد اليوم إحدى أبرز دعامات التنمية الشاملة للبلدان، التي لا تستقيم إلا بالتنشئة السليمة للطفولة وتوفير الحماية من كافة الأخطار والانتهاكات التي قد تمسها من جهة، وتحصينها من جهة أخرى من مسببات الانحراف والجنوح كآفة اجتماعية ذات أبعاد متعددة نفسية ومجتمعية وتشريعية أيضا.
ويشرح، أن “ المصلحة الفضلى للطفل في تماس مع القانون تقتضي اعتماد مقاربة شمولية حمائية تربوية عمادها إنقاذ الطفل وإعادة إدماجه، لذا أفرد المشرع المغربي كتابا خاصل لعدالة الأطفال ضمنه غاياته في الحماية الجنائية للطفل؛ سواء كان طفلا في وضعية مخالفة للقانون أو ضحية جريمة أو في وضعية صعبة”.
واسترسل بأن رئاسة النيابة العامة وجهت العديد من الدوريات التي تؤطر عمل قضاة النيابة العامة وتحثهم على تقصي المصلحة الفضلى للأطفال في مختلف الوضعيات، والحرص على حسن معاملتهم واستقبالهم والاستماع إليهم في ظروف تراعي سنهم وحالتهم النفسية، والعمل على التشخيص الدقيق لوضعياتهم من أجل استثمار الآليات القانونية الأصلح لهم، وإيجاد الحلول والتدابير الملائمة بما يتناسب واحتياجاتهم.
وسجل رئيس النيابة العامة تراجع عدد المعتقلين من الأطفال الذين تقل سنهم عن 18 سنة خلال السنوات الأربعة الأخيرة، بنسبة تقارب 33- %، وهو مكسب إيجابي يتعين المضي قدما نحو ترسيخه.
وعزا هذا الانخفاض إلى رفع الحزم والصرامة إزاء الجرائم المرتكبة ضد الأطفال واليقظة الدائمة إزاء الأطفال في وضعية صعبة، ومن خلال الحرص على تفادي اتخاذ التدابير السالبة للحرية في حق الأطفال في خلاف مع القانون.
ونبه إلى أن هناك تحديات وإكراهات تواجهنا جميعا، منها ما هو مرتبط بالإطار القانوني الذي لا يزال يعتمد في بعض جوانبه على المقاربة العقابية في تعاطيه مع ظاهرة جنوح الأطفال، ومنها ما يرتبط بشكل وثيق بتوفير الموارد البشرية الكافية والمتخصصة بما يكفل مصاحبة فعالة وناجعة للأطفال المعنيين، إضافة إلى محدودية مراكز ومؤسسات الإيواء والإصلاح وإعادة التربية المخصصة للأطفال، وغيرها.
وشدد رئيس النيابة العامة على ضرورة تكثيف المزيد من الجهود في إطار مقاربة تشاركية بين مختلف المتدخلين للوصول إلى عدالة صديقة ومنصفة للأطفال في إطار التفعيل الأمثل لتوجهات السياسة الجنائية في مجال حماية الطفولة.