في الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، ركز جلالته بشكل كامل على قضية الصحراء المغربية، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الملف الذي يعتبر قضية وطنية أولى بالنسبة للمملكة المغربية. وأشار الملك في خطابه إلى التوجهات الدولية الأخيرة التي أبرزت دعم الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، للموقف المغربي في هذه القضية، إضافة إلى تنويه جلالته بالتنمية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية وتنامي افتتاح القنصليات بها من قبل دول إفريقية وعربية.
ربط المواطنة بالدفاع عن الوحدة الترابية
من أبرز محاور الخطاب الملكي كان التركيز على ضرورة ربط المواطنة الحقيقية بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. جلالته وضع خارطة طريق واضحة للفاعلين السياسيين والبرلمانيين، وأشار إلى ضرورة استخدام الدبلوماسية الموازية في تعزيز المكاسب التي حققتها المملكة في هذا الملف. كما حث على التكوين والتسلح المعرفي بقضية الصحراء المغربية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والتاريخية.
مجلة “الدبلوماسية”: منصة سباقة للدفاع عن القضايا الوطنية
في هذا السياق، لا يمكن إلا أن نشير إلى الدور الريادي الذي لعبته مجلة “الدبلوماسية” على مدى السنوات الأخيرة في التعريف بقضية الصحراء المغربية والدفاع عنها.
المجلة التي تصدر بثلاث لغات (العربية، الفرنسية، والإنجليزية) قد تمكنت من جذب اهتمام العديد من الشخصيات البارزة على الساحة الدولية، بما في ذلك رؤساء دول وسفراء، وحتى الرئيسين الأمريكيين جو بايدن والسابق باراك أوباما.
“الدبلوماسية المغربية: الإعلام المستقل الذي يتابعه جو بايدن وإيلون ماسك وبراك أوباما “ | diplomatique
ورغم التحديات التي واجهتها المجلة في تفاعل بعض المؤسسات الوطنية مع جهودها، إلا أنها ظلت متفانية في تحقيق رسالتها.
“Moroccan Diplomacy: The Independent Media Followed by Joe Biden, Elon Musk, and Barack Obama” | diplomatic (diplomatique.ma)
فقد كانت سباقة في إعداد برامج توعوية تستهدف المغاربة المهاجرين في أوروبا، من خلال تنظيم دورات تكوينية حول كيفية الدفاع عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. وهذه المبادرات تأتي متوافقة تمامًا مع ما تناوله الخطاب الملكي حول ضرورة تكثيف الجهود الوطنية في هذا الإطار.
مبادرات قادمة في أمستردام وبروكسل
ومن بين المبادرات القادمة التي تعمل عليها المجلة بالتعاون مع شركائها، مثل “الرابطة العالمية للمغاربة المهاجرين” و”المرصد الصحراوي للديمقراطية والإعلام” وجمعية “منار للتعاون والسلام” بأمستردام ، تنظيم دورة تكوينية في أمستردام يوم 6 نوفمبر، تزامنًا مع ذكرى المسيرة الخضراء. الهدف من هذه الدورة هو توعية المغاربة المهاجرين بطرق الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وتزويدهم بالمعارف اللازمة للتصدي للحملات التي تستهدف قضية الصحراء المغربية في الساحة الدولية.
إن هذه المبادرة ليست فقط خطوة نحو تعزيز الدبلوماسية الموازية، بل تعكس أيضًا الالتزام التام للمجلة بمقتضيات الخطاب الملكي في الدفاع عن القضايا الوطنية. لذا، نأمل أن تلقى هذه الجهود الدعم والاهتمام من المؤسسات الوطنية لتعزيز مكانة المغرب على الساحة الدولية وحماية مكتسباته.
التحديات والدعوة للدعم المؤسسي
في ظل الجهود التي تبذلها مجلة “الدبلوماسية“ لتعزيز الوعي والدفاع عن القضايا الوطنية، يبقى التحدي الأكبر هو دعم المؤسسات الوطنية لهذه المبادرات. الخطة الملكية لتعزيز الدبلوماسية الموازية تتطلب تضافر جهود مختلف الفاعلين، بما في ذلك المؤسسات الحكومية، لرفع العراقيل البيروقراطية التي قد تعيق هذه المبادرات، وتقديم الدعم اللازم لضمان نجاحها في المحافل الدولية.
خاتمة
إن التطورات الحالية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، والدعوات الملكية لتعزيز الدبلوماسية الموازية، تضع أمام المؤسسات الوطنية مسؤولية كبيرة لدعم المبادرات الجادة مثل تلك التي تقوم بها مجلة “الدبلوماسية”. من الضروري أن تتجاوب هذه المؤسسات مع الدينامية الجديدة لتكون جزءًا من الجهود الوطنية الهادفة لتعزيز مكانة المغرب وحماية مصالحه العليا.
لذا، فإن المطلوب من الجهات المعنية ليس فقط رفع القيود البيروقراطية التي تعرقل هذه المبادرات، بل أيضًا تقديم الدعم اللازم لضمان نجاحها وتعزيز دورها في تحقيق أهداف الدبلوماسية الوطنية وخدمة المصالح العليا للمملكة.”