الدعم الدولي للمغرب يهز أركان البوليساريو ويزيد من عزلة جنوب إفريقيا

0
196

بدأت جبهة البوليساريو الانفصالية تواجه إحباطات وتخبطات غير مسبوقة، حيث باتت تخسر تدريجياً الدعم الدولي الذي كانت تعتمد عليه لتحقيق طموحاتها بالاستقلال عن الصحراء المغربية. تقرير حديث صادر عن المعهد الإفريقي للدراسات الأمنية، الذي يتخذ من بريتوريا مقراً له، سلط الضوء على هذه التحولات وأثرها على الجبهة وداعميها، خاصة جنوب إفريقيا.

التقرير استند إلى تصريحات مسؤولين جنوب إفريقيين لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم، والذين أبدوا تشاؤمهم المتزايد إزاء مستقبل البوليساريو. وأشاروا إلى أن الدعم الدولي للجبهة يتراجع بشكل ملحوظ، وأنهم بدأوا يفقدون الأمل في تحقيق هدفهم.

واعتبر التقرير أن الاعتراف الفرنسي والإسباني والأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء من خلال مخطط الحكم الذاتي كان بمثابة ضربة قوية لطموحات البوليساريو، فضلاً عن نجاح المغرب في إبقاء الملف ضمن اختصاصات الأمم المتحدة، بعيداً عن أجندات الاتحاد الإفريقي.

وأشار التقرير إلى تصريح ليزل لوو فودران، المستشارة البارزة للاتحاد الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، التي أكدت نجاح المغرب في تقليص تأثير قضية الصحراء داخل الاتحاد الإفريقي. كما اعترف محمد يسلم بيسات، المسمى بـ”سفير البوليساريو لدى الاتحاد الإفريقي”، بعدم قدرة الجبهة على حشد الدعم الدولي اللازم.

ويُظهر التقرير أن الدعم الذي كانت تحظى به البوليساريو في إفريقيا يتلاشى بشكل واضح، حيث لم تعد تعترف بها سوى حوالي 22 دولة، بينما قامت دول أخرى بسحب اعترافها أو تجميده في انتظار حل النزاع. وفي الوقت ذاته، فتحت عدة دول إفريقية قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، مما يُعد اعترافاً ضمنياً بالسيادة المغربية على الصحراء.

وفي خطوة إضافية تؤكد عزلة البوليساريو، شهدت مدينة الداخلة مؤخراً افتتاح القنصلية العامة لجمهورية تشاد بحضور ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، وعبد الرحمن غلام الله، وزير الشؤون الخارجية التشادي. كما أعرب رئيس الوزراء المغربي، عزيز أخنوش، عن ترحيبه بالقرار الفرنسي الأخير الذي أكد فيه الرئيس إيمانويل ماكرون التزام فرنسا بدعم السيادة المغربية على الصحراء.

هذا التحول في مواقف القوى الدولية والإقليمية يعكس تراجعاً ملحوظاً في نفوذ البوليساريو وداعميها التقليديين، ويزيد من عزلتها في مواجهة الدعم الدولي المتزايد لموقف المغرب.