يُعتبر المغرب ملاذاً روحياً ومرجعياً للسنغال ولغرب إفريقيا بشكل عام، وقد أسهمت العلاقات الثنائية القوية بين المغرب والسنغال، وبين المغرب ودول غرب إفريقيا الأخرى، في تعزيز هذا الدور.
لقد رصد خبراء نقاط قوة العلاقات السنغالية المغربية استنادا للدعوة الاستثنائية التي تلقاها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى محمد السادس عاهل البلاد حفظه الله ورعاه لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي والتي مثله فيها رئيس الحكومة عزيز أخنوش برفقة بوفد رفيع يضم وزير الخارجية ناصر بوريطة.
مثل رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم بديامنياديو قرب دكار، في حفل أداء اليمين الدستورية وتنصيب الرئيس المنتخب لجمهورية السينغال، السيد باسيرو ديوماي فاي.
🔗https://t.co/qluSLdpUf0@DiomayeFaye pic.twitter.com/fZq6nh5tsx— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) April 2, 2024
وأكد الباحث السنغالي ماسامبا غاي، أن المملكة تعد ملاذا روحيا مرجعيا للسنغال ولغرب إفريقيا عامة وقوة اقتصادية تبذل كل ما في وسعها لتقاسم فرصها التنموية مع باقي دول القارة. وأضاف أن الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية القوية، والروحية على وجه الخصوص “متينة وتتخطى الزمن والحكومات والرجال”.
وقال غاي الخبير في العلاقات بين المغرب وإفريقيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدعوة لحضور حفل التنصيب تشهد على قوة التعاون ومتانة أواصر الصداقة والأخوة القائمة بين السينغال والمغرب، والمتسمة بالاستدامة.
وتعود علاقات المغرب بأفريقيا عامة والسنغال بشكل خاص إلى ما قبل ظهور الإسلام، ومع مجيء الإسلام اكتسبت هذه العلاقة طابعا روحيا ساميا يتماشى مع تطور العالم بفضل مختلف السلالات المغربية الحاكمة، ولا سيما الشرفاء العلويين.
وكان للزوايا الصوفية في المغرب دور بارز في توطيد الروابط الروحية بين المملكة والسينغال، حيث أن فروع الزوايا في المغرب تمتد إلى عدة دول في إفريقيا، بما في ذلك السنغال.
وأكد المدير العام للمركز الإفريقي للذكاء الاستراتيجي عبد اللطيف حيدرة الثلاثاء، أن دعوة الملك محمد السادس لحضور مراسم تنصيب الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي، تعكس تميز العلاقات العريقة ومتعددة الأبعاد القائمة بين المغرب والسنغال.
نيابة عن جلالة الملك المفدى..أخنوش يحضر مراسم تنصيب رئيس السنغال الجديد باسيرو ديوماي فاي
وقال الخبير إن الرباط ودكار تجمعهما علاقات متينة وعريقة جدا من المنتظر أن تتعزز بشكل أكبر مع الرئيس السنغالي الجديد. مؤكدا أن “متانة العلاقات بين المغرب والسنغال متجذرة في ثقافة وتقليد البلدين”.
واختارت السنغال أن يكون العاهل المغربي الملك محمد السادس قائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة، الذي تمت دعوته لحضور حفل تنصيب الرئيس السنغالي المنتخب، في تأكيد على المكانة التي يحتلها المغرب لدى دول القارة الأفريقية عموما والسنغال خصوصا.
وتدل البادرة السنغالية على عمق الشراكة الاستثنائية ومتعددة الأبعاد القائمة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والروحية.
ومن جهته أكد المدير الإقليمي لـ”معهد تمبكتو” الذي يوجد مقره بدكار الباحث السنغالي، بكاري سامبي، أن الدعوة تعد “دليلا ملموسا على الطبيعة الاستثنائية” للعلاقات القائمة بين السنغال والمغرب.
وأشار سامبي، إلى أن استدامة محور دكار – الرباط أضحت مهيكلة للتوازنات الإقليمية والسلام والاستقرار بالنظر إلى تقارب وجهات النظر والوعي التام برهانات دبلوماسية بناءة على الدوام يتقاسمها بلدانا”.
وأوضح أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال تأخذ بعدا جديدا في ظل المبادرات التي أطلقها الملك محمد السادس، وخاصة المبادرة الأطلسية لتعزيز وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي التي تأتي في سياق يتميز بمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، وكذلك مع أفق انضمام السنغال إلى المجموعة الاستراتيجية للدول المنتجة للبترول والغاز”.
وأضاف أنه علاوة على الأخوة الطبيعية التي تجمع بين البلدين، فإن المغرب أضحى شريكا استراتيجيا قويا، سيما في ظل الإمكانيات الهائلة التي يتيحها باعتبار موقعه كملتقى بين القارات. وخلص إلى أن الروابط بين المغرب والسنغال “تكرست على الدوام ضمن الاستمرارية ووفق طابع مستدام وذلك بفضل تجذرها التاريخي، وسيما بعدها الإنساني”.
وقاد رئيس الحكومة المغربية عزيز اخنوش بعثة دبلوماسية استقبلها استقبل الرئيس السنغالي الجديد الثلاثاء بديامينياديو قرب دكار على هامش حفل أداء اليمين الدستورية ومراسم التنصيب .
1/5
بدعوة كريمة من فخامة السيد باسيرو ديوماي دياخار فاي، رئيس جمهورية السنغال الشقيقة، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإرسال وفد كبير للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجديد المنتخب. pic.twitter.com/mJgV9QHzsp— Le Maroc au Sénégal (@MoroccoInSEN) April 2, 2024