الرئيس الجزائري تبون يأمر بـ “تجميد” الاتصالات الديبلوماسية مع فرنسا

0
351

قررت الجزائر تعليق كامل اللقاءات والاجتماعات التي كانت مقررة مع الجانب الفرنسي، وجمدت الاتصالات الدبلوماسية مع باريس، وذلك بسبب الأزمة التي أثارتها تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحق الجزائر، حسب ما أفادت به مصادر إعلامية.

وأمر الرئيس الجزائري، عبد المجدي تبون، وزارة الخارجية بتجميد كافة الاتصالات الدبلوماسية مع الجانب الفرنسي، ووجه تعليمات إلى دائرة فرنسا في وزارة الخارجية الجزائرية، التي استُحدثت منذ فترة قصيرة ضمن الهيكلة الجديدة لوزارة الخارجية، بعدم الرد على أية اتصالات أو مراسلات تفد من السفارة الفرنسية في الجزائر، أو من الخارجية الفرنسية من باريس، ومن كلّ الهيئات الفرنسية حتى إشعار آخر.

ويشمل الأمر كل من التعاون في مجالات الثقافة والتربية والتعليم العالي، وتعليق تنقّل وفود رسمية بين البلدين، عدا ما يتعلق بالأنشطة الدولية التي تعقد في فرنسا.

وكانت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية قد نقلت، يوم الأربعاء المنصرم، عن مصدر رسمي تأكيده أن ماكرون حاول الاتصال بتبون، يوم الإثنين المنصرم، بهدف دعوته لحضور مؤتمر باريس حول الأزمة الليبية، الذي عُقد أول من أمس الجمعة، إلا أنه لم يتمكن من الحديث مع الرئيس الجزائري، وهي سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وأوضحت الصحفية الرئيس الفرنسي لجأ إلى القنوات الدبلوماسية كي يوجّه الدعوة الرسمية لحضور المؤتمر، هذه المعلومات التي تفسر سبب تفادي وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إجراء أي لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أو مع ماكرون، على هامش مؤتمر باريس.

وتأتي هذه القرارات الجديدة لتزيد من حدة توتر العلاقات بين الجزائر وباريس منذ تصريح ماكرون الذي أطلقه بحق الجزائر في 2 أكتوبر الفارط، والذي نقلته جريدة لوموند خلال لقاء جمعه مع 18 طالباً وشاباً فرنسياً من أصول جزائرية ومن مزدوجي الجنسية.

حيث قالت لوموند يومها أن ماكرون وصف النظام الجزائري ”بالمتعب الذي أنهكه الحراك“، ولكنه يرى بالمقابل أن الرئيس تبون الذي ”تربطه اتصالات جيدة به لكنه عالق في نظام صلب (متحجر) للغاية“.

وذهب ماكرون في تصريحاته بعيداً عندما اتهم النظام الجزائري بأنه يعمل على ”تعميق الكراهية اتجاه فرنسا لدى الجزائريين“، معتبراً أن ”المشكلة لم تنشأ مع المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن مع النظام السياسي العسكري الذي بُني على هذا الريع من الذاكرة“.

وقد أعقب هذا التصريح استدعاء السفير الجزائري لدى باريس احتجاجا على تلك التصريحات، مقابل غلق المجال الجوي على الطيران العسكري الفرنسي، وعدم مشاركة الرئيس تبون في القمة الأخيرة حول ليبيا بباريس، مكتفياً بإرسال وزير خارجيته كممثل عنه.

وجاء غياب تبون عن لقاء باريس قبل أمس الجمعة رغم دعوات ماكرون للتهدئة، حيث نقل بيان للإليزيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون ”يأسف للخلافات وسوء التفاهم مع الجزائر، مؤكدا أنه يحترم الأمة الجزائرية وتاريخها ويتمنى مشاركة الرئيس تبون في مؤتمر ليبيا“.

في حين، قال الرئيس تبون في حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية، الأسبوع الماضي، أنه ”لن يكون أول من يتخذ الخطوة لاستئناف الاتصالات مع فرنسا، وإلا سيخسر كل الجزائريين“. كما أوضح أن ”تصريحات ماكرون خطيرة للغاية، مسّت كرامة الجزائريين“. مضيفاً أنه ”لا يجب المساس بتاريخ الشعوب، ولن يقبل بأية إهانة للجزائريين“، مستبعدا عودة العلاقات السياسية ما بين البلدين على المدى القصير.