الركراكي بعد مواجهة النيجر: مدرب أم طالب في مدرسة كرة القدم والمغاربة يدفعون الفاتورة؟

0
90

بين التجربة والتكاليف الباهظة.. إلى متى يظل المنتخب في مرحلة التعلم؟

مرة أخرى، عاد وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، ليؤكد أن مباراة النيجر كانت “فرصة لاستخلاص الدروس المهمة” التي ستفيد المنتخب في مشواره القاري والعالمي. لكن هذه التصريحات، التي باتت مألوفة بعد كل مباراة، تثير تساؤلات جدية: إلى متى سيظل المنتخب الوطني في طور التعلم، رغم الميزانية الضخمة التي ترصد له؟ ولماذا يدفع المغاربة فاتورة تجربة مدرب يتقاضى أجراً خياليًا مقابل التعلم على حساب تطلعات الجماهير؟

المغرب يهزم النيجر بشق الأنفس.. هل تعكس النتيجة حجم الاستثمار في كرة القدم؟

نتيجة إيجابية.. لكن بأي ثمن؟

حقق المنتخب المغربي فوزًا على النيجر بنتيجة 2-1 في إطار التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهو الفوز الرابع على التوالي، مما يعزز صدارة “أسود الأطلس” للمجموعة الخامسة بـ12 نقطة. لكن رغم النتيجة الإيجابية، فإن الركراكي عاد ليكرر أسطوانته المعتادة: “تعلمنا دروسًا جديدة، وسنواصل التحسن”. فهل منتخب المغرب، الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم، ما زال في حاجة لاستخلاص الدروس من منتخبات أقل منه بكثير على مستوى الإمكانيات والنتائج؟

الميزانية الضخمة.. هل تبرر الأداء؟

لا يمكن الحديث عن مسار المنتخب المغربي دون الإشارة إلى الموارد المالية الهائلة التي تخصص له. فالركراكي يتقاضى راتبًا يقدر بأكثر من 1.2 مليون درهم شهريًا، أي ما يكفي لإطعام مدينة كاملة خلال شهر رمضان. ومع ذلك، لا تزال التصريحات تدور حول “استكشاف حلول جديدة” و”تطوير الأداء”. فهل يستحق المغاربة أن يسمعوا مثل هذه التبريرات بعد كل مباراة؟

الاحتفاظ بالتشكيلة أم التغيير المستمر؟

تصريحات الركراكي حول إمكانية تغيير بعض المراكز في التشكيلة تفتح باب التساؤل: هل الفريق الوطني لا يزال في مرحلة تجريب اللاعبين؟ وهل المدرب لم يحسم بعد خياراته الأساسية رغم خوضه عدة بطولات ومباريات منذ تعيينه؟ في المقابل، تواجه منتخبات أخرى بنفس مستوى المغرب الاستحقاقات الكبرى بثبات تكتيكي واستقرار في الاختيارات، مما يجعلنا نتساءل: هل الإفراط في “التجريب” علامة على انعدام رؤية واضحة؟

ماذا بعد؟

في ظل هذه المعطيات، تبرز إشكالية أساسية: هل نحن بصدد منتخب يحقق إنجازات حقيقية، أم مشروع رياضي مكلف ما زال في مرحلة التعلم والتجربة؟ وإذا كان الركراكي يرى أن كل مباراة هي “درس جديد”، فمتى سيحين وقت التطبيق والنتائج الفعلية بدل الاستمرار في مرحلة التعليم المكلف؟

خلاصة

تصريحات وليد الركراكي تعكس رؤية تعتمد على التعلم المستمر والتجريب، لكنها في المقابل تضعف ثقة الجماهير التي تنتظر نتائج ملموسة بدل الوعود المتكررة. ومع الميزانيات الضخمة المخصصة للمنتخب، يبقى السؤال الأهم: إلى متى يستمر المنتخب في استخلاص الدروس، ومن سيدفع الثمن في النهاية؟