الزبونية والمحسوبية في المغرب وأثرهما في تغلغل الفساد الإداري والاجتماعي. ومخالفتهما للقوانين والأنظمة الصارمة التي تصدرها المملكة الشريفة للمحافظة على نزاهة وأخلاقيات العمل. والابتعاد عن كافة الممارسات التي يمكن أن تنشر الفساد بكل صوره وفي مختلف القطاعات والشركات. ومن هذه الممارسات الزبونية والمحسوبية والواسطة والمحاباة وغيرها.
“باك صاحبي” (والدك صديقي)، عبارة مغربية تختزل كل معاني المحسوبية والزبونية والاعتماد على نفوذ العائلة لتحقيق امتيازات، ما يعني تجاوز كل المعايير المرتبطة بالكفاءة والاستحقاق، واستحضار اسم العائلة لا غير.
الرباط – عادت قضية امتحان الأهلية لممارسة المحاماة، إلى واجهة الأحداث بعد الإعلان عن نتائج دورة 9 يوليوز، مع تجدد الاتهامات بالتلاعب بالنتائج والإقصاء والمحاباة.
قالت التنسيقية الوطنية لمرسبي امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، واللجنة الوطنية لضحايا امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، في بلاغ مشترك إن الدورة الجديدة التي أعلنت عنها الوزارة، لم تخل من اختلالات مشابهة لتلك التي صاحبة دورة 4 دجنبر 2022.
وأشار البلاغ إلى أن هذه الدورة أظهرت وللمرة الثانية تواليا، تخبط وزارة العدل وضربها العشوائي في طريقة إجراء هذا الامتحان بشكل متسارع وبنفس الشروط المجحفة، بل تجاوز الأمر ذلك إلى التستر وعدم الإفصاح عن اللجنة المشرفة على الامتحان، وتعمد حشو أسئلة خارجة عن التوصيف، فضلا عن الغش الذي كان مسموحا به بشكل واضح ومفضوح.
وأضاف البلاغ أن النتائج تم إعلانها بعد شهر وبشكل مفاجئ، وتضمنت على عكس تصريحات وزير العدل أكثر من 2600 ناجح دون الإعلان عن معايير النجاح، التي تحكمها كما العادة مزاجية وزير العدل والمحاصصة الحزبية والمهنية، في خرق سافر للقانون، والذي تؤكده للمرة الثانية لوائح المنجحين في الامتحان الجديد.
وأكد الموقعون على البلاغ على موقفهم الثابت تجاه فضيحة امتحان المحاماة دورة 04 دجنبر 2022، ورفضهم لمحاولات طمس وتجاوز الجريمة والفساد الذي شاب الامتحان المذكور بأي شكل من الأشكال، متأسفين حيال عدم احترام توصيات وسيط المملكة والمتعلقة بضمان شفافية الامتحان وعدم تكرار ما حدث، والالتزام بشروط اجراء الامتحان الجديد وما يضمن عدم التلاعب به، والذي كان شرطا أساسيا لقبول هذا الامتحان.
وجددت التنسيقيتان رفضهما لطريقة إجراء الامتحان، بدءا بطريقة التنقيط المعتمدة، وعدم نشر نموذج التصحيح المعتمد من طرف الوزارة مما يثير مجموعة من التساؤلات حول طبيعة الأجوبة الصحيحة وإمكانية التلاعب بها، وعدم وضع المنصة الالكترونية لتمكين الممتحنين من الاطلاع على أوراقهم.
وقال البلاغ إن الوزارة فرضت سياسة الأمر الواقع وأصرت على إعادة نفس الخروقات السابقة في امتحان 4 دجنبر 2022 في هذا الامتحان، ولكن بشكل جديد يهدف لإخفاء التلاعبات بهذه النتائج كحذف رقم البطاقة الوطنية من لائحة الناجحين، واعتماد منطق اللوائح الجاهزة والمحسوبية والزبونية في هذا الامتحان الجديد أيضا، وهو ما يتبدى بوضوح من خلال أسماء المنجحين التي تنحدر معظمها من أحزاب سياسية أو عائلات تنتمي لأسرة العدالة.
ونددت التنسيقيتان بالاقصاء الممنهج لوجوهها البارزة في هذا الملف لردع أي شكل من الأشكال الاحتجاجية المشروعة التي تهدف لفضح الفساد الذي شاب امتحان المحاماة لسنة 2022.
وأكد المحتجون أن من شأن هذا الإصرار على تجاهل مطالبهم وتكرار نفس الخروقات بطرق مختلفة ترمي إلى شرعنة الفساد وفرض سياسة الأمر الواقع وتوريث الوظائف والمهن التي تشرف عليها الوزارة، أن يخلق جوا من عدم الثقة والاطمئنان لدى أبناء المغرب.
– الزبونية هو عبارة عن نظام اجتماعي وسياسي يتمثل في وصف علاقات غير متكافئة بين مجموعات معينة من الفاعلين السياسيين. يقوم هذا النظام على المحسوبية بإن يتيح عميل من للعملاء والجهات الراعية. الحصول على استفادة ومنفعة من الدعم المتبادل كونه متوازياً على عدة مستويات الاجتماعية والسياسية والإدارية. وغالبا ما يُستخدم هذا المصطلح للدلالة على وجود فساد إداري وعرقلة مؤسسات الدولة.
– أما بالنسبة لمصطلح المحسوبية فيقصد به: تفضيل أشخاص معينين بسبب قرابتهم أو جود معرفة شخصية وليس لكفاءتهم. مثل قيام أحد المدراء بتوظيف أو ترقية أو إعطاء مكافأة لأحد أقاربه بسبب صلة القربى. على الرغم من وجود من هو أحق وأجدر بهذا التفضيل. كما أن المحسوبية يمكن أن تدل على وجود نظام سياسي جوهره علاقة لا تماثلية بين مجموعات معينة، من الفاعلين السياسيين الذي يطلق عليهم رعاة وعملاء وأحزاب سياسية.