دعت السعودية وفرنسا كلاً من الجزائر والمغرب إلى تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية لحل الخلافات بين البلدين، فيما دعت فرنسا الجزائر إلى اعتماد مبدأ “الحوار” مع المغرب من أجل ضمان الاستقرار الإقليمي.
وقالت الخارجية السعودية في بيان: “تعبر وزارة الخارجية عن أسف حكومة السعودية لما آلت إليه تطورات العلاقات بين الأشقاء في كل من المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية”.
وقال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية في بيان إن “فرنسا تبقى بالطبع متمسكة بتعميق العلاقات والحوار بين دول المنطقة، من أجل ترسيخ الاستقرار والازدهار فيها”.
وأضاف “الجزائر والمغرب بلدان صديقان وشريكان أساسيان لفرنسا”.
وفرنسا دولة الاستعمار السابقة، تحافظ بشكل دائم على العلاقة مع هذين الشريكين الرئيسيين، وهي لعبة توازن معقدة تجد فيها نفسها متهمة بانتظام بالتحيز.
وقرّرت الجزائر الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بذريعة “الأعمال العدائية” للمملكة، في خطوة أتت بعد أقلّ من أسبوع من إعلانها إعادة النظر في صلاتها المتوترة منذ عقود مع جارتها الغربية.
والنزاع في الصحراء المغربية سبب رئيسي في توتر علاقات الجارين منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة بوليساريو الانفصالية التي تطالب باستقلال الإقليم الذي يعتبره المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحه حكماً ذاتياً تحت سيادته.
وأدى عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل – مقابل اعتراف أميركي “بالسيادة” المغربية على هذه المنطقة – إلى تأجيج التوترات مع الجزائر.
واتهم وزير الخارجية الجزائري في مؤتمر صحفي الثلاثاء المغرب بالتورط في الحرائق التي شهدتها البلاد وفي ملف برنامج بيغاسوس الإسرائيلي وبربط علاقات مع منظمتين تصفهما الحكومة الجزائرية بالإرهاب وهما ” الماك ورشاد”.
لكن المغرب ينفي كل التهم ويعتبرها فقط ذريعة من الجزائر لتازيم الأوضاع حيث أعربت السلطات المغربية عن أسفها لقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية، رافضة المبررات “الزائفة والعبثية” للقرار الذي لم يكن مفاجئا للرباط بعد اشهر من التصعيد ضد المملكة.
ويتهم المغرب الحكومة الجزائرية بمحاولة تصدير ازماتها الداخلية بتوجيه تهم بعيدة عن الواقع.
وحضّت منظّمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والسعودية الأربعاء الجزائر والمغرب على “الحوار” لحل المشاكل القائمة بينهما.
والأربعاء دعت منظّمة التعاون الإسلامي ومقرها جدة في بيان إلى “اعتماد لغة الحوار لحل ما قد يطرأ من اختلاف في وجهات النظر”.
بدوره حضّ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الثلاثاء في بيان “البلدين على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد”.
من جهتها دعت السعودية البلدين إلى “تغليب الحوار والدبلوماسية لإيجاد حلول للمسائل الخلافية بما يسهم في فتح صفحة جديدة للعلاقات بينهما، وبما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق الأمن والاستقرار للمنطقة، ويعزز العمل العربي المشترك”.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا الجزائر الشهر الجاري إلى الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى “التوأمة المتكاملة” عبر حوار من غير شروط، متحدثا عن مسؤولية سياسية وأخلاقية يتحملها قادة البلدين اذا استمر إغلاق الحدود لكن يبدو ان السلطات الجزائرية خيرت التصعيد عوض الحوار.
ووجه الملك محمد السادس دعوات عديدة الى جارة المغرب الشرقية إلى طي صفحة الخلافات وإطلاق حوار كما قدمت الرباط العديد من المبادرات لإثبات حسن النية على غرار تجديد عقد نقل الغاز الجزائري الى اوروبا لكن يبدو ان الحكومة الجزائرية تعمل على تازيم الأوضاع وهو ما ستكون له تبعات سلبية على الشعبين المغربي والجزائري.